- د. طلال الشريف
إذا إنطلقنا من عنوان الاستطلاع كما هو مبين في التقرير المنشور عبر الصحف والمواقع سواء كانت المؤسسة هي من وضعت العنوان(المانشيت) أو الصحف، لكن المضمون واحد كما تدل نتائج الاستطلاع.
عندما يصبح الخلل في أساسات الإستطلاع، وهي متغيرات تحوز على اهتمام الجمهور, لكن ليست مكانها الزمني، لخلط انتخابات تشريعية مع رئاسية في وقت هو من المنطقي أنه وقت خاص وخاص جدا بانتخابات المجلس التشريعي والبيئة واللحظة الانتخابية تتعلق بالتشريعي وليس بانتخابات الرئاسة أو المجلس الوطني وهي المراحل الثلاث لعملية الانتخابات المقررة ومن ناحية علمية الاستطلاع، وهنا أدقق في الحديث، بعيدا عن الخلط السياسي الذي شاب الأستطلاع والأسئلة الموجهة للجمهور المستهدف leading question، ولذلك فهي نوع من استغفال المستهدفين أولا بطرح غير منطقي وغير معبر عن الحالة المنوي معرفة رأي الجمهور فيها وتصبح في سياق عملية مزاجية غير علمية بل تشكل خطأ علميا مقصودا من واضعي الأسئلة إما عن جهل أو عن تعمد في توجيه غير عادل وغير نزيه في نتائج تزيف الرأي العام في عملية معروفة لجميع الباحثين وهي أسئلة (توجيهية) بمعنى دفع الجمهور نحو الإجابة في الاتجاه الذي يريده الباحث وهذه أخطاء تنسف النتائج لأن الأسئلة التي تقود أو توجه الجمهور تخرج اجابات يريدها الباحث وليست معبرة عن رأي الجمهور الحقيقي أي هي عملية استغفال للجمهور ليخرج الباحث بنتائج هو يريدها وخدع الجمهور المستطلع بها وهذا خلل بنيوي علمي يزيف الرأي العام ويدفع في اتجاهات دعائية لبعض المرشحين وهي لعبة علمية تخدم السياسيين الذين يريد خدمتهم الباحث.
التوجيه الخطأ أو المتعمد لأغراض غير تبيان الحقائق واضحة في أهم ما في الاستطلاع كما يلي:
1- الخطأ البنيوي الأول أن البيئة والظرف والتوقيت أولا، فنحن في خضم عملية انتخابات تشريعية وهي المرحلة الأولى التشريعية من انتخابات ثلاثية تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، فلماذا يخلط الباحث الأسئلة بين الإنتخابات التشريعية والرئاسية الآن، وكان الأولى أن تنصب كافة الأسئلة على انتخابات التشريعي والقوائم ولا دخل للانتخابات الرئاسية وطرح أسماء ومرشحين معينين للرئاسة للإستطلاع عليهم ؟
2- الخطأ البنيوي الثاني وهو، لماذا توضع أسماء لثلاثة مرشحين فقط اثنين من فتح عباس والبرغوثي وواحد من حماس هنية وهو افتراض علمي خاطئ إما عن جهل أو عن عمد وكيف تم الاختيار وهناك مرشح منافس أيضا من فتح هو دحلان؟
وهنا التساؤل ليس رغائبي بل من خلال تساؤلات الاستطلاع كما فهمتها من النتائج المنشورة، وهنا إقتباس مما نشر
"" أظهرت نتائج آخر استطلاع لمركز القدس للإعلام والإتصال (JMCC)، بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت، رجوح كفة الأسير مروان البرغوثي على كفة الرئيس محمود عباس في حال أجريت انتخابات رئاسية، وكانت الخيارات محصورة بينهما إلى جانب إسماعيل هنية.
وأشارت نتائج الاستطلاع الذي أجري بين الثالث والثالث عشر من شهر أبريل/ نيسان الجاري، إلى أن 33.5% سيصوتون لمروان البرغوثي و24.5% سينتخبون محمود عباس، في حين 10.5% سيصوتون لاسماعيل هنية، وفي المقابل قالت نسبة 31.5% أنه لا جواب لديهم حتى الآن، في حين أيد 60.2% فكرة ترشيح مروان البرغوثي للرئاسة، مقابل 19.3% لم يؤيدوا هذه الفكرة.""
3- الخطأ البنيوي الثالث وهو لماذا تعود النتائج لتضع محمد دحلان في مقارنة في سؤال آخر كما تدل النتيجة وهو سؤال توجيهي للثقة بالقادة فيضيف الباحث دحلان مع المرشحين الثلاثة للرئاسة عباس والبرغوثي وهنية في حين استبعد الباحث دحلان من سؤال المرشحين للرئاسة وكأن الباحث يعرف أن دحلان مرشح للرئاسة كما يعرف غالبية شعبنا وقصد ذلك في انحياز تام يعبر عن رغائبية وخطأ علمي في البحث، وإلا لماذا وضعه في سؤال الثقة بالقادة؟؟ وما هي معايير الاختيار هنا لمحمد دحلان غير أنه مرشح للرئاسة ؟؟ فإن كان الاختيار مثلا أن عباس والبرغوثي صرحا بنيتهم للترشح للرئاسة فإن دحلان لم يغلق الباب أم ترشحه في حين أن هنية المطروح افتراضا من الباحث لم يعلن ولا في أي مناسبة عن نيته للترشح للرئاسة مثلا؟ وهنا اقتباس آخر يدلل على الأسئلة التوجيهية الخطأ علميا leading question
هذا هو الاقتباس الآخر
"" أما بالنسبة للثقة بالقادة، فقد ارتفعت نسبة الثقة بالرئيس محمود عباس الى 14.5% بعد أن كانت 11.5% في آذار 2019، وارتفعت نسبة الثقة بمروان البرغوثي إلى 15.9% بعد أن كانت 8.4% في آذار 2019، وفي المقابل انخفضت نسبة الثقة بإسماعيل هنية إلى 5.3% بعد أن كانت 6.3% في آذار 2019، أما محمد دحلان فقد بلغت نسبة الثقة به حسب هذا الاستطلاع 4.8%.
ونرى التباين الكبير في نسبة الثقة بالقادة بين الضفة والقطاع، فنسبة 19.2% يثقون بالرئيس محمود عباس في قطاع غزة مقابل 11.3% في الضفة الغربية، وكذلك اسماعيل هنية 7.8% في قطاع غزة مقابل 3.6% في الضفة الغربية، في حين مروان البرغوثي يحظى بنسبة ثقة أكبر في الضفة الغربية من قطاع غزة بواقع (17.3% في الضفة الغربية مقابل 13.8% في قطاع غزة)، أما محمد دحلان، فتقريباً معظم من يثقون به في قطاع غزة بنسبة 11.3% مقابل 0.3% في الضفة الغربية.
3- والخطأ العلمي البنيوي الرابع والذي يؤكد خلل الاستطلاع في بند هام وخطير وخاطئ علميا وهو ""توزيع العينة"" للاستطلاع المبني على (الوظيفة) ، فكيف تكون ما نسبته 41.8% من الوظيفةهن ربات البيوت أي نسبة كبيرة جدا تقارب لنصف عدد المستهدفين من المستطلعين هن من وظيفة واحدة مع احترامي وتقديري للمرأة وربات البيوت، لكنه خطأ علمي يؤدي لخلل في النتائج بالتأكيد وتوزيع غير عادل لا يخرج بنتائح تعبر عن الرأي العام كقياس وهو غير مضبوط أو غير دقيق. وملاحظة أيضا أن نسبة مشاركة الرجال في الاستطلاع هي 47.1%
وللإناث هي 52.9% فكيف يكون منها 41.8%
كما توضح توزيع العينة الوظيفة كربات بيوت؟؟
وهذا هو الاقتباس الذي يبين الخطأ البنيوي في التوزيع غير العادل للجمهور منوحيث الوظيفة والذي أدى لنتائج غير دقيقة لا تعبر عن رأي عام وهو الهدف الأساسي من الاستطلاع.
"" توزيع العينة:
50.4% من المستجوبين كانوا من الضفة الغربية، 9.2%من القدس، 40.4% من قطاع غزه.
15.4% من القرى، 8.8% من المخيم، 75.8%من المدن.
47.1% ذكور، 52.9% إناث.
70.4% متزوجين، 20.8% غير متزوجين، 6.5% أرمل/ة، 2.2% مطلق/ة، 0.1% لا جواب
معدل عمر المستجوبين 40 سنة.
وظيفة المستجوبين:
6.0% طالب
12.8% عامل
41.8% ربة بيت
0.9% مزارع/صياد
0.3% فني
13.1% عاطل عن العمل
7.7% رجل أعمال
8.3% موظف حكومي
5.3% موظف قطاع خاص
0.8% مهني (دكتور، محامي،...)
2.9% متقاعد
0.1% لا جواب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت