خرجت مسيرات حاشدة بمئات المواطنين الفلسطينيين، مساء الجمعة، في مختلف محافظات الضفة الغربية دعما واسنادا للمقدسيين والمسجد الأقصى المبارك، ضد انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه.
في رام الله، انطلقت مسيرة بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية جابت شوارع المدينة، تأكيداً على الوقوف إلى جانب أهالي القدس في معركتهم مع الاحتلال الإسرائيلي.
ورفع المشاركون في المسيرة أعلام فلسطين ورددوا شعارات تؤكد وقوفهم إلى جانب المقدسيين في المواجهة المفتوحة التي يخوضونها مع الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.
وقال القيادي في "فتح" قدروة فارس في كلمته باسم القوى الوطنية والإسلامية، إن "هذه المسيرة تمثل نقطة انطلاق لسلسلة من الفعاليات الوطنية التي ستشمل كل المخيمات والقرى والمدن، لتشكل انتفاضة واسعة في كل مكان في وجه العدو الإسرائيلي المجرم والعنصري."
وأضاف: "نحن مدعوون جميعا خلال الأيام المقبلة للمشاركة في فعالية الزحف نحو القدس، سنذهب من هنا من رام الله بعشرات الآلاف نحو القدس انتصاراً للمدينة بتاريخها وبكل المعاني والدلالات التي تمثلها العاصمة الأبدية للفلسطييين في قلوبهم وعقولهم ووجدانهم".
وأكد فارس أن" القدس محطة كفاحية جهادية جديدة، وفي كل يوم نحن على موعد مع مفاجئات يصنعها أبناء القدس العظيمة، مذكراً بانتصار المقدسيين في معركة البوابات الإلكترونية التي حاول الاحتلال نصبها في تموز / يوليو 2017 في الطرق المؤدية للمسجد الأقصى والبلدة القديمة من القدس.
وأشار إلى أن "العدو الصهيوني يظن أن بوسعه من خلال استخدام جيشه وشرطته وقطعان المستوطنين أن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني عبر كسر إرادة المقدسيين، الذين سطروا خلال الأيام الماضية بطولات واجهوا خلالها الاحتلال من مسافة الصفر، دفاعاً عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد ومولد السيد المسيح."
وأوضح القيادي الفتحاوي أن "القدس كانت السبب الرئيس في تفجر انتفاضة الأقصى، ويجب أن ننطلق لأجلها في وجه العدو الإسرائيلي"، وقال: "يجب أن تكون هناك موجة وراء موجة حتى دحر الاحتلال العنصري".
وأكد "أهمية التكاتف والتعاضد وحشد كل الطاقات للاصطدام مع الاحتلال، شعبنا الفلسطيني أحوج ما يكون في هذه الظروف للتلاحم للدفاع عن القدس التي توحد أحرار العالم."
وقمعت قوات الاحتلال المسيرة التي انطلقت من مدينة رام الله صوب المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
وأطلق جيش الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب الشبان بكثافة، ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وأغلق الشبان الطرق بالحجارة وأضرموا النيران في الإطارات المطاطية قرب الحاجز العسكري لجيش الاحتلال، الذي دفع بتعزيزات عسكرية إلى المكان.
وفي بيت لحم، أصيب عشرات المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، مساء الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المصلين الذين أدوا صلاة العشاء والتراويح على مدخل بيت لحم الشمالي، اسنادا لأهالي مدينة القدس المحتلة، وتنديدا بانتهاكات الاحتلال بحق المقدسيين والمسجد الأقصى.
وشارك عدد من المواطنين في صلاة التراويح، تلبية لدعوة لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم انتصارا لأهالي مدينة القدس.
وفور الانتهاء من الصلاة، أطلق جنود الاحتلال وابلا من قنابل الصوت والغاز على المواطنين، ما أدلى لإصابة العشرات بالاختناق.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" حسن فرج إن هذه الفعالية تأتي تاكيدا أن شعبنا لن يترك المقدسيين لوحدهم يواجهون بطش الاحتلال، والقدس هي عاصمة فلسطين الأبدية.
وأضاف "اليوم نرسل رسالة للمحتل أنه إذا ما تواصل الاعتداء على القدس وأهلها لن يصمت شعبنا، وسنواجه المحتل بصدورنا العارية انتصارا للقدس".
وفي طولكرم، خرج المئات من أبناء محافظة طولكرم بعد صلاة التراويح، مساء اليوم الجمعة، في مسيرة دعما واسنادا للقدس والأقصى والمقدسيين الثائرين في وجه الاحتلال.
ورفع المشاركون الذين جابوا شوارع المدينة الأعلام الفلسطينية، مرددين الهتافات الوطنية الداعية إلى مقاومة الاحتلال والتمسك بالقدس العاصمة الأبدية لفلسطين، موجهين التحية إلى أهلنا في القدس، مؤكدين مواصلة دعم ومساندة أهلنا في القدس في وقفتهم الصمودية بوجه الاحتلال.
وجاءت هذه المسيرات تلبية لدعوة حركة "فتح" إقليم طولكرم وفصائل العمل الوطني، في الوقت الذي تجمهر فيه العشرات من ممثلي حركة "فتح" والفصائل والمواطنين وسط ميدان جمال عبد الناصر في المدينة، ضد ممارسات الاحتلال القمعية بحق شعبنا في القدس والمقدسات.
وقال أمين سر فتح في طولكرم إياد الجراد، "نوجه التحية لشعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده خاصة في القدس الشريف الذين أثبتوا أنهم شعب جبار وعنيد وصابر في وجه الاحتلال وممارساته، ويقاوم من أجل حماية الأقصى، وهذا ما شاهدناه من آلاف المواطنين في صلاة الجمعة".
ووصف ما يجري بأنه إرهاب حقيقي منظم برئاسة نتنياهو والمستوطنين، ونؤكد بصمودنا ومقاومتنا للاحتلال أننا شعب من حقنا تقرير مصيرنا وإقامة الدولة المستقلة والمحافظة على ثوابتنا بحق العودة.
وأكد دعم ومساندة موقف الرئيس محمود عباس والقيادة المصرة على أن القدس عاصمة أبدية لفلسطين، ولا انتخابات دونها.
و اندلعت، الليلة، مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال في محيط مصانع "غاشوري" غرب مدينة طولكرم.
وأفادت مصادر محلية، بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه عشرات الشبان الذين خرجوا بمسيرات غضب نصرة للقدس والأقصى، بدعوة من حركة "فتح" وفصائل العمل الوطني.
وفي طوباس، شارك عشرات المواطنين، مساء الجمعة، في وقفة دعم واسناد مع أهلنا في مدينة القدس المحتلة.
ورفع المشاركون في الوقفة التي دعت لها حركة "فتح"، وفصائل العمل الوطني، الأعلام الفلسطينية، ولافتات تؤكد الدعم والتأييد لصمود أبناء شعبنا في القدس، في وجه الهجمة الشرسة التي ينفذها المستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال أمين سر حركة "فتح" في طوباس محمود صوافطة: "القدس مفتاح كل السلام والحرب، وهي مهد الديانات وهي في نظرنا الخط الأحمر"، مؤكدا أن الكل الفلسطيني ضد استهداف الاحتلال والمستوطنون لأبناء شعبنا في القدس.
وتابع: "الاحتلال يشن حملة على القدس وأهلها، لكن هذا الشعب صامد في وجه كل الحملات التي يقودها الاحتلال".
وأوضح أننا هنا لنقول لن ننسى أهلنا في القدس ضد ما يمارسه الاحتلال، وقضية القدس هي قضية أساسية وكل الأشياء تبدأ من القدس وتنتهي من القدس.
وأشار إلى أن هذا الشعب العظيم قادر أن يهزم هذا الاحتلال والمستوطنين على أسوار القدس، وشعبنا متماسك مع قيادته الفلسطينية بعاصمته الأبدية.
وأردف أن الشعب الفلسطيني يقف بكل أطيافه ضد فرض الأمر الواقع في القدس، وتمرير صفقة القرن.
ولفت صوافطة إلى أن المناضلون في القدس كشجر الزيتون لن تهزهم أفعال المستوطنين، وهذا الاحتلال واهم إذا ظن أنه قادر على ثني ذراع الشعب الفلسطيني.
بدوره، قال جمال أبو محسن في كلمة الأسرى المحررين: "ضحينا بأعمارنا في السجون من أجل قضية القدس، وستبقى القدس هي القضية الأولى لكل فلسطيني"، مشيرا إلى أن وجهتنا هي القدس ولن نحيد عنها، أن أرواحنا ودماؤنا فداء للقدس.
وأضاف أن القدس هي لب الصراع العربي الفلسطيني، ومن يعتقد أننا سنتنازل عن القدس من أجل مقعد في المجلس التشريعي، فهو واهم".