نبض الحياة

رسالة الشباب اليهودي حول القدس

بقلم: عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول
  • عمر حلمي الغول

عديدة ردود الفعل المحلية والعربية والإقليمية والدولية على المواجهات الجارية في العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المحتلة، القدس، بيد ان رسالة واحدة إستوقفتني، وارتأيت الكتابة عنها لإهميتها، وأهمية من كتبها، إنها رسالة منظمة الشباب اليهودي الأميركي المتعاطفة مع حقوق الشعب الفلسطيني (IfNotNow) التي حددت ما جرى ليلة الخميس الجمعة الماضية 22/4/2021 بمثابة "مذبحة"، وتساءلت ماذا يمكننا ان نسمي مئات الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين يسيرون في الشوارع، وهم يهتفون "الموت للعرب"، ويهاجمون الفلسطينيين القريبين؟" ومع ذلك جاء الرد من قبل أجهزة الأمن القمعية الإسرائيلية في تصب نيران اسلحتها وقنابل الغاز المسيلة للدموع وقنابل الدخان إلى صدور الفلسطينيين العزل، بدل ان تفرق قطعان المستعمرين!!
واضافت المنظمة الشبابية اليهودية، انها على يقين، ان بعض اعضاء الحكومة الإسرائيلية قد يدين ما حدث في القدس، على إعتبار انه عمل جماعات يهودية متطرفة، وليس نهجا صهيونيا مدروسا معدا سلفا ومخططا له بالتنسيق معها، ووفق الأجندة الصهيونية. وان الامر لا يعدو ردة فعل على مقاطع فيديو تيك توك لفلسطينيين "يعتدون" على اليهود، و"يصورون ذلك باعتباره جزء منعزل وهامشي، وغير مرتبط بالمخطط الإجرامي الصهيوني"
وتابعت الرسالة تفضح وتعري الرواية المزورة للحكومة الإسرائيلية واركانها وخاصة رئيس الوزراء الفاسد، نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي أمير اوحانا بالقول " في كل مرة تهدم فيها الحكومة الإسرائيلية منازل الفلسطينيين، وتحتجز اطفالهم، وتوسع المستوطنات، وتطلق النار على المتظاهرين، وتمنع وصولهم إلى العالم الخارجي، وتكون رسالتها نفس الرسالة، التي رددت في الشوارع الليلة، وتدعي أن "حياة اليهود فقط، هي التي تهم الشعب (الإسرائيلي)، حالة متكررة نشاهدها، ونراها تاتي من اعلى المستويات" لتبرير عمليات الهدم والقتل والتطهير ضد الفلسطينيين.، وفي هذا الموسم اضيف لها بعد الإنتخابات الأخيرة " إنتخاب وزير جديد (ايتمار بن غفير خليفة كاهانا) يعبر عن العداء العنصري وحتى يدعو للابادة الجماعية للفلسطينيين، ويكتسب مكانة جديدة يمكن من خلالها ان تفتح الدعوة إلى التطهير العرقي وتنفيذه" على الارض في القدس وكل الارض الفلسطينية.
وسجلت الرسالة تضامنها مع الفلسطينيين المحتجين لإجل الدفاع عن حياتهم، الذين يقفون ضد هؤلاء المعتدين الفاشيين في هذة الليلة." وغمزت الرسالة من قناة ال330 عضوا في الكونغرس الأميركي، الذين "وقعوا رسالة يعارضون فيها إشتراط التمويل العسكري الأميركي لإسرائيل للضغط على الحكومة الإسرائيلية لإحترام حقوق الإنسان". وتساءلت الرسالة "هل سيقرأ هؤلاء الأعضاء كيف اطلق الفاشيون اليهود العنان للإرهاب على سكان القدس الفلسطينيين خلال شهر رمضان المبارك؟ وإذا فعلوا ذلك، فهل سيعيدون التفكير في الرسالة التي وقعوا عليها اليوم؟ نأمل ان يفعلوا ذلك."
وطالبت المنظمة الشبابية السياسيين الاميركيين إدانة مذبحة الليلة باكثر من مجرد خطب جوفاء، نحتاج منهم لإتخاذ إجراءات. ونطرح سؤالا واحدا على أعضاء الكونغرس البالغ عددهم 330 عضوا: "في اي جانب انت؟ هل انت مع المتطرفين اليمينيين، الذين يصرخون "الموت للعرب" أم أنك مع أولئك الذين يقاتلون من اجل الحرية والكرامة للفلسطينيين والإسرائيليين؟
رسالة واضحة وصريحة كاشفت فيها المنظمة الشبابية اليهود الصهاينة وحكومتهم اليمينية المنخرطة في لعبة تزوير وتلفيق الحقائق لمواصلة الإرهاب المنظم ضد ابناء الشعب الفلسطيني. وشخصت ما يجري باعتباره عملية تطهير عرقي فاشية ضدهم، وضد الإسرائيليين من انصار السلام على حد سواء. وطالبت العالم عموما والسياسيين الأميركيين وخاصة أعضاء الكونغرس الذين وقعوا رسالة ضد اشتراط تقديم المساعدات الأميركية لإسرائيل، بتحكيم المنطق والعقل، والوقوف إلى جانب الأبرياء والمناضلين من اجل الحرية والكرامة والمساواة مع بني البشر. ونادت بان يتجاوزوا سقف البيانات الجوفاء، والإنتقال إلى مستوى الإجراءات، وفرض العقوبات على الحكومة الإسرائيلية المارقة، التي عمدت الفاشيين رسميا في برلمانها الجديد لتحقيق السلام.
هذا هو التحول النسبي في المزاج الأميركي العام، وفي اوساط الشباب من اتباع الديانة اليهودية، وحتى في اوساط الكونغرس، الذي لم يعد اعضاءة جميعا مجرد بوق لمناصرة دولة البغي والعدوان الإسرائيلية، فهناك 200 عضو كونغرس لم يوقعوا على الرسالة، التي وقع عليها 330 عضوا من الكونغرس وطالبوا الإدارة الأميركية بعدم اشتراط التمويل لإسرائيل، وعدم الضغط على الحكومة الإسرائيلية. هذا التحول علينا ان نراه، ونقرأه بهدوء ودون مبالغة وباشتراطات الحالة الأميركية، وسياسات الدولة العميقة حتى لا نقع في المغالاة والتطير. لكنه بات ملموسا، ويتسع كل يوم، وبات جزءً من الصراع الداخلي الأميركي بين العنصريين واضرابهم، وبين المؤمنين بخيار السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية. وشكرا لمنظمة الشباب اليهودي الأميركي على موقفها الشجاع والمسؤول.
[email protected]
[email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت