أبو ردينة: الانتخابات الفلسطينية قائمة حتى الآن وفق المراسيم

نبيل ابو ردينة
  • الرئيس أبو مازن سيعرض على الفصائل الخميس النتائج النهائية المتعلقة بالانتخابات وبعدها تقرر القيادة الموقف 

قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، إن الانتخابات الفلسطينية قائمة حتى الآن وفق المراسيم التي أعلنتها الرئاسة، مؤكدًا أن الجانب الفلسطيني ملتزم بإجراء الانتخابات لكن بمشاركة مدينة القدس.

وأضاف أبو ردينة في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، أن ردود الحكومة الإسرائيلية حتى اللحظة سلبية، والاتحاد الأوروبي لم يحصل على أي رد على مطالبه بشأن إجراء الانتخابات في القدس، وكذلك أمريكا.

وأكد أن القيادة الفلسطينية بجميع فصائلها تجتمع غدا الخميس، ومن المقرر أن يعرض الرئيس أبو مازن على الحضور النتائج النهائية المتعلقة بالانتخابات، وبعدها تقرر القيادة الموقف النهائي.

ونفى أبو ردنية أن تكون إسرائيل قد أبلغت الاتحاد الأوروبي استعدادها لعدم التدخل في الانتخابات الفلسطينية، مؤكدًا أنها مجرد تقارير إعلامية، لكن الرد الرسمي لا يزال رافضًا، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحاول مراوغة المجتمع الدولي وإبعاد تهمة عرقلة الديمقراطية الفلسطينية عنها.


نص الحوار..

بداية.. أين وصل ملف الانتخابات التشريعية الفلسطينية؟

الانتخابات الفلسطينية مستمرة حتى هذه اللحظة على اعتبار أن مراسيم الرئيس محمود عباس أبو مازن التي صدرت، لا يزال الجانب الفلسطيني ملتزمًا بها التزاما كاملًا، لكن المشكلة الأساسية التي تواجهنا دائمًا هو موضوع القدس وإجراء الانتخابات فيها، الحكومة الإسرائيلية ردودها سلبية حتى هذه اللحظة، وأرسلنا لهم رسائل نطالب فيها بإجراء الانتخابات كما جرت العادة وفقًا للاتفاقيات السابقة، لكن لم يصلنا أي رد رسمي من الجانب الإسرائيلي وكانت ردودهم كلها سلبية.

وماذا عن الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي لإقناع إسرائيل؟

دخلنا الاتحاد الأوروبي في القضية ولم يحصلوا على جواب قاطع، وأدخلنا كذلك الرباعية الدولية، والجانب الصيني والروسي، الذي ضغط على إسرائيل للسماح بإجراء الانتخابات كما جرت العادة، لكن الردود كلها سلبية، حيث لم يعط الجانب الأمريكي أي رد فعل إيجابي إلى الآن.

وما هو القرار النهائي بشأن الانتخابات.. التأجيل أم الاستمرار؟

من المقرر أن تجتمع القيادة الفلسطينية بكل فصائلها وأطرافها الخميس المقبل، ليعرض عليهم الرئيس أبومازن نتيجة كافة الاتصالات مع أوروبا والرباعية الدولية والدول الغربية والعربية والإسلامية، وعلى هذا الأساس ستقرر القيادة الفلسطينية موقفها النهائي، لكن الموقف الرسمي للرئيس ومنظمة التحرير وحركة فتح هو أن القدس خط أحمر، وبدون القدس لن نقبل بإجراء الانتخابات، وفي حال سمح للمقدسين بالمشاركة، الانتخابات ستكون في موعدها، بحسب ما حددته المراسيم الرئاسية.

لكن وسائل إعلام أكدت أن إسرائيل أبلغت الاتحاد الأوروبي أنها لن تتدخل في الانتخابات الفلسطينية؟
 

  ليس صحيحًا، جرى اتصال رسمي مع الجانب الإسرائيلي ولا يزال موقفهم سلبيًا، ولم نبلغ بشكل رسمي، وما يتم تناقله مجرد أخبار صحفية لم تؤكدها إسرائيل، بالعكس التصريحات الرسمية أكدت أن موقفهم لم يتغير، بالتالي إسرائيل تقوم بعملية تضليل كبرى للتشويش على الصورة الحقيقية، كي لا تلام إسرائيل أنها تقف أمام الديمقراطية الفلسطينية.
   أرسلنا رسائل رسمية لإسرائيل للموافقة على إجراء الانتخابات في القدس، ولم نستلم ردًا رسميًا، لكن وصلنا ردًا شفهيًا سلبيًا، والاتحاد الأوروبي أبلغنا أنه لم يحصل على أي جواب من الجانب الإسرائيلي، بالرغم من ذلك طالب الرئيس عباس باستمرار كل الجهود العربية والدولية من أجل الضغط على إسرائيل، خاصة من الإدارة الأمريكية الجديدة، وإذا تراجعت إسرائيل عن موقفها السلبي ستكون الانتخابات في موعدها وفق المراسيم.

برأيك.. لماذا تصر إسرائيل على منع إجراء الانتخابات في القدس؟

إسرائيل تحكمها حكومة يمينية متطرفة لا تريد أن تتنازل عن صفقة القرن وعما أعطاها ترامب لهم، القدس الموحدة ونحن رفضناها وقطعنا علاقاتنا مع أمريكا وقلنا لا لترامب، والرئيس أبومازن قال إن القدس خط أحمر، وأسقطنا صفقة القرن وقبلها ورشة البحرين، وبالتالي لدى القيادة الفلسطينية القدرة والقوة أن تقول لا لما يتعارض مع الثوابت الوطنية الفلسطينية والشرعية الدولية، والأمم المتحدة والجمعية العامة ودول العالم تعترف بدولة فلسطين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، الانتخابات يجب أن تتم في كافة الأراضي الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس الشرقية، وإذا حالت إسرائيل دون ذلك ستقرر القيادة الفلسطينية يوم الخميس القادم إعطاء جواب نهائي عن هذا الموضوع.

والإصرار الإسرائيلي ينبع من اعتقادهم الواهم في صفقة ترامب، وأنها ستعطيهم القدس كما أعطتهم الجولان، وبالتالي لا يحق لفلسطين المطالبة بإجراء الانتخابات في القدس، لن نسمح بتمرير صفقة القرن، أو حلم إسرائيل في أورشليم المؤقتة، وسبق وأن أسقطانا هذا المشروع، القدس ليست للبيع، وكما قال ترامب من قبل إن القدس خارج طاولة المفاوضات، رد أبومازن بقوله إن أمريكا وترامب خارج الطاولة، عبر قطع العلاقات مع أمريكا، لم نسمح لأحد بالتنازل عن القدس، هذه الشرعية الفلسطينية التي تعترف بها الشرعية الدولية وكل دول العالم.

كيف ترى قرارات الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن استئناف الدعم لمنظمة التحرير والأونروا والالتزام بحل الدولتين؟

هناك اتصالات قائمة مع الجانب الأمريكي حاليًا، لكنها لم تصل بعد لعودة مكتب منظمة التحرير في واشنطن، أو عودة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، الولايات المتحدة الأمريكية خطت خطوات خجولة، لكن التحركات بطيئة لأسباب تتعلق بالكونغرس ومشكلتهم مع إسرائيل، ليس هناك اتصالات سياسية بالمعنى الكبير، لكن الخطوات الأخيرة مرحب بها، وتتطلب سرعة في التحركات الأمريكية من أجل إعادة العلاقات والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، لكن إلى الآن العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة وإن كانت أفضل من العلاقات مع إدارة ترامب، لكنها بطيئة ولم تتطور بعد إلى مرحلة تمهد لإقامة الأمن والاستقرار في المنطقة.

كيف تقيم التصعيد الإسرائيلي الأخير في مدينة القدس وفي قطاع غزة؟

هذا التصعيد مدان ومرفوض، إسرائيل تريد تصفية حساباتها مع الإدارة الأمريكية التي تتفاوض مع إيران في فيينا، بالتالي تضع العراقيل أمام إدارة بايدن الذي يعلم أنه سيواجه مشاكل أمام الكونغرس، وفي النهاية نحن لن نسمح لأحد بتصفية حساباته على حساب الشعب الفلسطين، الاستيطان كله غير شرعي ومدان وإذا كانت الإدارة الأمريكية قالت إنها تعترف بحل الدولتين وترفض الإجراءات الأحادية، فعليها التحرك لرفض هذه التحركات ووقفها.

تصعد إسرائيل من عمليات التهجير والإحلال في القدس لا سيما في منطقة الشيخ جراح.. كيف ترى السلطة الفلسطينية هذا الأمر؟

إسرائل تحاول أن تكرس وتجسد ما أعطاهم ترامب، وهو مدان، وتمضي إسرائيل قدمًا في عمليات التهجير والإحلال والتخريب والاستيطان، لكن رسالتنا واضحة الاستيطان كله غير شرعي، ويجب إزالته ولن نبق حجر فوق حجر للمستوطنين في الضفة العربية المحتلة أو القدس الشرقية، ولن يكون هناك سلام عادل بهذه الطريقة، وإذا أرادت إسرائيل وأمريكا العمل من أجل خلق مناخ ملائم لتحقيق الأمن والاستقرار عليهم إذا الاعتراف بالشرعية الدولية، وبدولة فلسطين وعاصمتها القدس.

تحاول إسرائيل استغلال الانشقاقات التي حدثت في حركة فتح لإثارة الشقاق بين أبناء فلسطين.. هل تنجح في ذلك؟

    لا علاقة لها بهذا الأمر، ولتعلم إسرائيل وأمريكا أن الفلسطينيين قادرون على إجراء الانتخابات في القدس الشرقية كما جرت العادة، وأنان سنذهب للانتخابات وفق مراسيم السيد الرئيس، ومن خرج عن الصف الداخلي لمنظمة التحرير وحركة فتح مجرد قضية ثانوية لا تقدم ولا تأخر، فالحركة ومنظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد، ونحن جاهزون للانتخابات والعقبة الوحيدة فقط هي التي تفرضها إسرائل في القدس، وإسرائيل تسعى جاهدة لعرقلة الانتخابات عبر الإجراءات التي اتخذتها، فقامت باعتقال مرشحي حركة فتح عندما حاولوا عقد مؤتمر صحفي في القدس، وكذلك لم تسمح للاتحاد الأوروبي بإرسال مراقبي الانتخابات، ولم تسمح أيضا للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية المستقلة أن تعود لفتح المراكز الانتخابية التي سبق وأن تم فتحها في الانتخابات التشريعية السابقة.
  

  الموقف الإسرائيلي من الانتخابات سلبي، والموقف الأمريكي غير مشجع، والعالم كله يسعى لإقناع والضغط على إسرائيل، والحركة الدولية الفلسطينية التي يقوم بها الرئيس أبومازن بالتعاون مع دول العالم الحر مستمرة لتعرية الموقف الإسرائيلي، ولن يكون هناك حل في الشرق الأوسط وسلام، دون حل قضية الشعب الفلسطيني.

أين وصلت إجراءات المحاكمة التي تمارسها محكمة الجنايات الدولية لمعاقبة مجرمي الحرب الإسرائيليين؟

المحاكمات والإجراءات مستمرة وفقا للقانون، والسلطة الفلسطينية لم تتردد لحظة، أو تتدخر أي جهد في المحافل الدولية من أجل الحصول على حقوق دولة فلسطين كاملة، ما دامت إسرائيل لم تنسحب بعد، أو تنهي احتلالها.

كيف ترى العلاقات الروسية الفلسطينية وتحركات موسكو من أجل مساندة فلسطين؟

العلاقات الفلسطينية الروسية تاريخية وراسخة وقوية، وروسيا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، وبمنظمة التحرير الفلسطينية، والزيارات والمشاورات بين الجانبين مستمرة على مدار الساعة ومن المحتمل أن يزور وفد فلسطيني موسكو قريبًا، وكذلك الزيارات على مستوى الرؤساء مستمر، وهناك تشاور دائم ودعم روسي مستمر في مجلس الأمن وكل المحافل الدولية، إلى جانب العلاقات المتطورة التي صمدت منذ عشرات السنين وتطورت ونمت وخلقت مناخًا إيجابيًا يمكن لفلسطين البناء والتعويل عليه.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله