مشروع الدلتا الجديدة.. اكتفاء وأمن غذائيّ

بقلم: عادل السعدنى

عادل السعدني
  • بقلم.د.عادل السعدنى
  • عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس

تسعى مصر إلى تحقيق الإكتفاء الذاتيّ في الكثير من السلع الغذائية والمحاصيل الزراعية، إضافة إلى التوسع في الصناعات الغذائية والخروج من الوادي الضيق إلى تعمير الصحراء، لتستعيد مصر مكانتها التاريخية كسلة غلال للعالم، من خلال إستخدام كلّ الإمكانيات المتاحة؛ لتوفير الغذاء للمصريين، ومن ثم التصدير لمعظم دول العالم.

لقد بلغ إجمالي مشاريع الزراعة في القطاعات المختلفة 224 مشروعًا، كما تمت زيادة صادرات مصر من المحاصيل الزراعية إلى 10 ملايين طن سنويًا، إضافة إلى المشروع العملاق "الدلتا الجديدة" والذى من شأنه زيادة مساحة الأرض المزروعة إلى أرقام قياسية، حيث وصلت الآن إلى 9 ملايين و270 ألف فدان، منها 6 ملايين و95 ألف فدان بالأراضي القديمة، و3 ملايين و175 ألف فدان أراضي مستصلحة.

ويُعدُّ مشروع الدلتا الجديدة أحد المشروعات العملاقة في المجال الزراعيّ، والذي يُقام على مساحة تزيد عن مليون فدان في الساحل الشمالي الغربيّ، ويدخل مشروع "مستقبل مصر" ضمن نطاق المشروع، ويضيف المشروع 15% مساحة منزرعة جديدة لمصر تُستغل؛ لتحقيق الأمن الغذائيّ، ويمتد المشروع من شمال الواحات إلى جنوب وادى النطرون وشرق وغرب منخفض القطارة، هذا إلى جانب مشروع مستقبل مصر والمقام على مساحة 500 ألف فدان.

مشروع "الدلتا الجديدة" يضم مجمعات صناعية مرتبطة بالزراعة، كمحطات التعبئة والتغليف وتصنيع المنتجات الزراعية؛ لأن التصنيع الزراعيّ يرفع القيمة المُضافة للمنتج، إضافة إلى محطات التصدير والإنتاج الحيواني وتصنيع منتجات الألبان، مما يخلق آلاف فرص العمل، وسوف يتم تدريب شباب الخريجين من التخصصات الزراعية لإكتساب خبرة العمل بالمناطق الصحراوية، وكيفية إستخدام أحدث سبل الزراعة والري بشكل عمليّ.

تبلور ذلك من خلال إهتمام الرئيس "عبد الفتاح السيسي" بالقطاع الزراعي والإستثمار في الغذاء بمشروعات عملاقة منذ بداية عهده من خلال إنشاء مشروعات مهمة مثل: إستصلاح المليون ونصف المليون فدان، والمليون رأس ماشية، والصوب الزراعية الكبرى، وإحياء مشروع البتلو، وتنمية الثروة السمكية، لسد الفجوة الغذائية ودعم الفلاح المصري.

ويهدف مشروع الدلتا إلى إستيعاب الزيادة السكانية في الدلتا والوادي من شباب الخريجين في قرى متطورة وحديثة، كما يستهدف أيضًا تعويض الفقد في الأراضي الزراعية من البناء الجائر، وهو إنجاز ضخم تستهدف الدولة من خلاله تعزيز استراتيجية التوسّع الزراعيّ والعمرانيّ وتحقيق الأمن الغذائيّ وإنشاء مجتمعات زراعيّة وعمرانيّة وصناعيّة جديدة تتسم بنظم إدارية حديثة، الأمر الذى يُخفف الضغط على الدلتا والوادي ويوفر الآلاف من فرص العمل الجديدة.

إنّ مشروعات الرئيس "عبد الفتاح السيسي" الزراعية بربوع مصر وعلي رأسها المليون ونصف المليون فدان، والدلتا الجديدة، توفر حوالي 10 ملايين فرصة عمل بحلول عام 2025م، وتعمل على تحقيق إكتفاء ذاتيّ من الغذاء، وتحقيق الأمن الغذائيّ.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت