- عمر حلمي الغول
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي صادف يوم الاثنين الموافق 3 ايار / مايو الماضي وقف ملايين من العاملين في حقل الإعلام عموما والصحافة خصوصا ليجددوا ولاءهم للاحتفال بالمبادىء الاساسية لحرية الصحافة، ومنطلقات وتوصيات وإعلان مؤتمر ويندهوك لليونيسكو، الذي شكل الإرهاصات الأولى لتبني يوما عالميا لحرية الصحافة، وكان عقد في الثالث من ايار / مايو 1991 لبناء وتطوير والتأصيل لصحافة حرة ومستقلة وتعددية، والذي تبنته الامم المتحدة في كانون الاول / ديسمبر 1993 بشكل رسمي، وبات منذ ذلك الحين يوما عالميا لعيد وحرية الصحافة العالمية، وتأكيدا على دورها ومكانتها الريادية في نشر المعلومة، والدفاع عن حرية وحياة الصحفيين، الذين افنوا حياتهم إنتصارا للكلمة الحرة والصادقة والشجاعة، والدفاع عن وسائل الاعلام من الإعتداءات وارهاب الأنظمة السياسية والعصابات التكفيرية ونظام الأبرتهايد الصهيوني.
ثلاثة عقود مضت والعالم ومنظماته واتحاداته الأممية ذات الصلة بالصحافة وحريتها تعقد سنويا مؤتمرها العالمي في الثالث من ايار / مايو، كما فعلت قبل ايام بعقد مؤتمرها في ويندهور للدفاع عن حرية الكلمة، وإجراء تقييم عام خلال عام كامل للصعوبات والتحديات، التي تواجهها الصحافة ومؤسساتها والعاملون جميعا في حقولها، ولإبراز تضحيات شهداء القلم والمعلومة والخبر الصادق، والإنتصار لكفاحهم وعطائهم، وتقديم الدعم المعنوي لرسالتهم وسلطتهم الرابعة، وتكريسا لدورهم الريادي في تعميم المعرفة والمعلومة.
وإذا انتقلنا من الخاص إلى العام، فإن فلسطين بحكم وقوعها تحت نير الإستعمار الصهيوني، فإن مؤسساتها الإعلامية وفرسان الصحافة يواجهون تحديات تفوق تحديات شعوب الارض الآخرى، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ووفق تقرير صادر عن نقابة الصحافيين الفلسطينيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة نشرته ورفعته للاتحادات ذات الصلة قبل يومين أكت فيه على، ان أجهزة أمن وجيش دولة المشروع الصهيوني إرتكبوا 183 إعتداءا منذ بداية العام الحالي 2021 حتى الان بحق الصحافة والصحفيين الفلسطينيين، من بينها 67 حالة إحتجاز لطواقم اعلامية، ومنعها من التغطية، وتلازم معها 22 حالة إعتداء جسدي بالضرب والركل، و15 حالة إختناق بالغاز السام المدمع، مع اصابة 10 صحافيين بشكل مباشر بالجسد من خلال استهدافهم بقنابل الغاز والصوت. كما لم يسلم الصحفيين من الإستهداف بالرصاص المعدني، واصيب 9 منهم، اضف إلى ارتفاع عدد المعتقلين وبلغ عددهم 14 شخصا، بالإضافة لإستدعاء 12 صحفيا من الجنسين للتحقيق معهم. يضاف لما تقدم، اقتحام 10 منازل للصحفيين والمؤسسات الصحفية، وتحطيم ومصادرة معدات صحفية، وتهديدات بالملاحقة وتقديم للمحاكم الجائرة، وتدفيعهم غرامات مالية واعتداءات بالكلاب البوليسية.
وعلى صعيد اخر، فإن الصحافة ومؤسساتها شهدت 8 انتهاكات من قبل ميليشيات الإنقلاب الحمساوية. بالاضافة إلى ان منصات التواصل الاجتماعي عموما وخاصة الفيسبوك، التي تخضع لسلطات دولة الإستعمار الإسرائيلية، قامت بارتكاب انتهاكات، منها: تم رصد حوالي 50 إنتهاكا ما بين اغلاق جزئي أو كلي لصفحات ومنابر اعلامية، وحوالي 15 انتهاكا من قبل موقع "تويتر" و"اليوتوب" و"الواتساب" و"الإنستغرام" و"التيك توك"، ومارست جميعهاعمليات تكميم، وإغلاق صفحات لعدم نشر المعلومات الوطنية الصادقة.
وتوجهت نقابة الصحافيين الفلسطينيين بمناسبة انعقاد المؤتر الدولي هذا العام في ويندهور إلى المنابر والهيئات الدولية الحقوقية والاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب للتدخل لوقف جرائم دولة المشروع الصهيوني ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني عموما، والصحفيين ومؤسساتهم خصوصا. واكدت النقابة على مضيها قدما في ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، الذين ارتكبوا جرائم ضد الاعلاميين ومؤسساتهم بالتعاون مع الهيئات والاتحادات العربية والإقليمية والدولية لرفع الظلم عنهم.
معركة الصحافة والكلمة الحرة والصادقة والشجاعة في مواجهة بطش المستعمر الإسرائيلي لم تتوقف، ولن تتوقف، وسيتابع الإعلاميون الفلسطينيون عبر نقابتهم الشجاعة وبالتعاون مع كل منبر حر ومقاتل من اجل الحرية ونشر المعلومة، ومدافعا عن سلامة الصحفيين ومؤسساتهم التصدي لكل من تسول له نفسه بانتهاك حرية الصحافة المستقلة والحرة والموضوعية، وحاملة هموم الشعب، والمعبر عن الامه ومعاناته وتضحايته لتكشف وتعري الممارسات والإنتهاكات العنصرية والوحشية لجيش الموت الصهيوني واجهزة دولة الابرتهايد والإرهاب المنظم. وبنفس القدر ستتصدى للانقلابيين في قطاع غزة، وكل من يتجرأ على الإعتداء على حرية الصحفيين ومكانتهم ودورهم الريادي، وحماية سلطتهم الرابعة من الإنتقاص من مكانتها، او تقويض دورها، او حرف بوصلة مهمتها الوطنية والإجتماعية والإعلامية، لتبقى منبرا ونبراسا مضيئا للاعلام الحر والصادق. وعاشت الصحافة ومؤسساتها وجنودها في يوم وعيد الصحافة.
[email protected]
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت