الأمم المتحدة: لا نستطيع حماية المنشآت المدنية في غزة

مواطنون يتفقدون الدمار الذي لحق بعمارة الاوقاف غرب غزة

 رفض المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، انتقاد العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وأسفرت عن استشهاد أكثر من 200 شخص بينهم عشرات الأطفال، مكتفياً بالقول خلال مقابلة مع قناة تلفزيون "الشرق"، يوم الثلاثاء، أن مسؤولية التصعيد تقع على عاتق كافة الأطراف.

وفي رده على سؤال حول تقييم الموقف الأميركي من الصراع والانحياز لصالح "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، اعتبر دوجاريك أنه ليس مخولاً للتحدث باسم الولايات المتحدة.

وخلال المقابلة، ركز المتحدث باسم الأمم المتحدة على الجانب الإنساني في المواجهات بين إسرائيل من جهة وحركة حماس من جهة أخرى، مُحيلاً مسألة وقف إطلاق النار إلى جهود مجلس الأمن، وذلك على الرغم من أن الولايات المتحدة رفضت وللمرة الثالثة خلال 7 أيام، أن يتبنى مجلس الأمن الدولي بياناً يدعو إلى "وقف أعمال العنف وحماية المدنيين وخصوصاً الأطفال".
إيصال المساعدات

وقال دوجاريك إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش يود أن يرى صوتاً موحداً في مجلس الأمن يدعو الأطراف إلى وقف المواجهات. لافتاً إلى أن مبعوثين من منظمة "الأونروا" وبرنامج الغذاء العالمي، يقومان بكل ما بوسعمها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل خاص، في هذه الأوقات الصعبة.

وحول الصعوبات التي تواجهها المنظمة الأممية في إيصال المساعدات أوضح دوجاريك أن هناك مساعدات موجودة في الأساس في غزة. مشيراً إلى ظهور تقارير عن معابر يمكن فتحها، ما قد يساعد أيضاً على على إيصال النفط، لأن المولدات في القطاع بدأت ينفذ منها الوقود. في وقت يقتصر وجود التيار الكهربائي فيه على ساعات قليلة يومياً.

وأضاف أنه "يجب أيضاً إيصال المواد الغذائية إلى غزة، حيث ارتفعت الأسعار بسبب قلتها. نحن نعمل على جهات متعددة، بما فيها السياسية وكذلك على الصعيد الإنساني".

جهود مجلس الأمن

وفي رده على سؤال حول كيفية ترجمة موقف غالبية أعضاء مجلس الأمن المندد بالضربات الإسرائيلية على قطاع غزة، تهرب المتحدث باسم الأمم المتحدة من التعليق على ذلك الموقف، موضحاً أنه لا يمكنه التحدث بالنيابة عن أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر (الدائمين وغير الدائمين).

وقال دوجاريك إنه "سوف ينعقد المجلس غداً (الثلاثاء) لمناقشة المسألة، ونأمل أن يتوصلوا إلى لغة قوية لبيان موحد يدعو إلى وقف الضربات والمواجهات حتى نتمكن من تقديم المعونة للأشخاص، وضمان المستقبل الإسرائيلي والفلسطيني."

وأضاف: "نأمل أن نتمكن من العودة إلى عملية سياسية تؤدي إلى دولتين تتعايشان في أمن وسلام. وكلما طالت أعمال العنف كان التحدي أكبر أمام الأسرة الدولية لمساعدة الأطراف على تحقيق هذا الهدف".

وفي ظل تصعيد إسرائيل لضرباتها على قطاع غزة، والتي استهدفت خلالها، وفق تصريحات مسؤوليها، أكثر من 750 موقعاً، اضطرت العديد من العائلات التي دُمرت بيوتها إلى اللجوء لمدارس "الأونروا"، على الرغم من أن إسرائيل طلبت إخلاء عدداً من تلك المدارس لأنها ستقوم باستهدافها.

وفيما يتعلق بضمانات الأمم المتحدة لسلامة العائلات التي لجأت لمدارسها، جدد المتحدث باسم الأمم المتحدة كلامه السابق بأن المسؤولية تقع على كافة الأطراف.

وتابع في حديثه لـ"الشرق" أن على الجميع "احترام القوانين الدولية والإنسانية، ما يعني أن المنشآت المدنية لا يمكن استهدافها، سوف نقوم بما وسعنا لحماية كل من لجأ إلى مدارسنا. ولكن من الضروري على الأطراف أن تضمن تحييد المدارس.

ضعف التمويل

وفي إشارته إلى عدم قدرة الأمم المتحدة على الدفاع عن منشآتها، قال دوجاريك "نحن ليس لدينا القدرات العسكرية لحماية هذه المباني، وبالتالي على الأطراف المعنية التأكد من أنه عندما يكون هناك لاجئين ونازحين في هذه المدارس التابعة للأم المتحدة، يجب الحفاظ على سلامتها وسنقوم بكل ما وسعنا لضمان ذلك."

ويعيش في قطاع غزة أكثر من مليوني فلسطيني على مساحة لا تتجاوز 365 كيلو متر مربع، حيث يُعاني القطاع منذ سنوات ظروفاً إنسانية واقتصادية متردية، وأشار دوجاريك إلى أن الأمم المتحدة بحاجة إلى دعم الأسرة الدولية للقيام بمسؤولياتها في القطاع.

وقال "عندما يكون هناك نزاعات مثل التي نشهدها هذا الأسبوع يزداد الضغط على أعمال منظمة الأونروا، حيث هناك نفقات غير متوقعة في الميزانية، واليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى مساعدات وتمويل لأعمالنا في غزة. وهناك 9% فقط من التمويل الضروري للمساعدات الإنسانية حالياً فقط.

وبالنسبة للمعوقات التي تواجهها مكاتب الأمم المتحدة في غزة، أوضح دوجاريك أن الوضع الإنساني في غزة كان صعباً جداً. وهناك نقص في السلع الأساسية".

واعتبر دوجاريك أن "المدنيين في غزة وإسرائيل يعانون، ولذلك يجب أن تتوقف هذه الموجة من أعمال العنف. بما فيها الضربات من جانب إسرائيل، وكذلك الصواريخ التي تُطلق من غزة باتجاه إسرائيل. وهذا وحده الكفيل بأن يسمح لنا بمساعدة الشعب هناك".

الموقف الأميركي

ورفض المتحدث باسم الأمم المتحدة  التعليق على الموقف الأميركي المنحاز لصالح إسرائيل، حيث منعت الولايات المتحدة مجلس الأمن للمرة الثالثة خلال أسبوع من إصدار قرار لوقف أعمال العنف وحماية المدنيين، في موقف فسّره البعض بأنه يشير إلى التأييد الأميركي للحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وخلال حديثه لـ"الشرق"، قال دوجاريك "أنا لست هنا كي أحلل الدبلوماسية الأميركية. بإمكاني فقط التحدث بالنيابة عن الأمم المتحدة وما نود رؤيته".

وأضاف "صحيح أن ميزانية الأونروا تراجعت بسبب توقف الولايات المتحدة (إدارة دونالد ترمب) ودول أخرى عن المساعدة، وهو ما أدى إلى عرقلة قدرة المنظمة على توفير الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين المكلفة بمساعدتهم. لكن مع ذلك، تلعب الأونروا دوراً أساسياً في فلسطين ولبنان وسوريا في تقديم الخدمات الأساسية والصحية والتعليم والدعم النفسي لمجتمعات عادة ما تعاني الكثير.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الشرق