النقلة النوعية للمقاومة الفلسطينية

بقلم: حسين موسى اليمني

مسيرات حاشدة في غزة احتفالا بانتصار المـقاومة 1
  • بقلم د . حسين موسى اليمني

21.05.2021

إن أحداث الشيخ جراح في القدس المحتلة  , والسياسة العنصرية الممنهجة التي يتبعها الاحتلال الصهيوني  ضد  أهلنا  في فلسطين  المحتلة وما  سبقها  في  حيفا  والنقب  من  طرد  الفلسطينيين ,  ما هو  إلا  إنتهاك  واضح  ضد الانسانية , فتعصرت  قلوبنا ألماً  لما  يحصل ,  فلم  نملك  الا الشجب والاستنكار على  الممارسات العنصرية  ضد  أهلنا  في الداخل  المحتل  , وفي  خضم الاحداث صرخ  أهلنا  في القدس مستنجدين  المقاومة الفلسطينية ومستنجدين  ب محمد الضيف , حتى جاء  الرد ضد المحتل المغرور وفيه شفاء للصدور وعزة  لكل شريف غيور , وفرحة لكل  مأسور ,وطيبت  نفسٍ لكل محرور, فهذه  الصواريخ التي كانت  تسمى  بالعبثية  ,  اوقفت  الملاحة الجوية , والعجلة الاقتصادية, وملئت الملاجئ الأرضية ,وحالات من الهلع والهستيرية ,  وأدرك  الصهاينة  المستعمرون  أن  مستقبلهم  لن  يكون  على  هذه  الارض الأبية  , وتعالت  اصوات  الطالبين  بالهجرة  من  فلسطين  المحتلة  والعودة  الى  أراضيهم  من  حيث  أتوا , وانخفضت  البورصات  الصهيونية  الى  ادنى  مستوياتها , وبات  الحلم  الصهيوني  في ما  يسمى  ب  اسرائيل الكبرى ما  يشبه أحلام  السلطة الوطنية  بإقامة الدولة  الفلسطينية  , وجابت هذه  الصواريخ  العبثية كل فلسطين  الطبيعية وزينت  السماء بنجوم فخرية  وأوقعت الرعب في صدور الصهيونية .

حُق للشعب الفلسطيني وللأمة  الاسلامية  أن  تعتبر طلب  الصهاينة  وقف اطلاق النار  نصراً  عظيماً مؤزراً يحتفي به  الجميع  في كل  مكان رافعين  رؤوسهم  شامخين  , فطلب العدو لوقف اطلاق النار دليل على مقدار  الخسارة والألآم  لتي تكبدها ,وفي ظل  فشل  العدو  خلال فترة  العدوان بإخضاع المقاومة , وفشله في تصويب ضرباته إلا على الاطفال  والنساء  والمباني السكنية والتي  تشير الى  تخبط  العدو ونفاذ  بنك الاهداف الاستراتيجية لديه .

ومن الملحوظ أن  تطور  أداء المقاومة  الباسلة  كان  بمثابة  رسالة  واضحة  للصهاينة  والدول  المطبعة  معها  أن التطبيع  لن  يزيد  المطبعين  الا  خذلانا , وأن  محاولات  تجفيف الموارد المالية  ما  هي  الا هباء  منثورا , كيف  يكون  ذلك  ورسولنا  الكريم  صل الله عليه وسلم أخبرنا  (لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأتِيَ أَمْرُ اللهِ)  وفي حديث سلمى بن نفيل (ويزيغُ اللَّهُ لَهم قُلوبَ أقوامٍ، ويرزقُهم منْهم حتَّى تقومَ السَّاعةُ) أن  المقاومة  هي حق ديني  وفرض الله الجهاد  وهو  كره  لنا , ولقد   تعالت  به  أصوات  الامة من  كل  صوب  وحدب , وأن  ما يسمى  بصفقة القرن  ما هي  إلا  أحلام الظالمين أقلعت  في  فضائها  بلا  عودة .

علاوة على ذلك فإن التطور  في أداء  المقاومة  رسالة  واضحة  أنها  مستمرة  بالتطور وبصورة  متسارعة رغم  كل  ما  يحاك من  خلفها , وان  معركة  التحرير  باتت على الابواب وسيستعيد  هذا  الشعب  أرضه  كاملة غير  منقوصة , ولن  يتقبل  اي  أحد  نزع  سلاح  الشرف  من المقاومة , فهي بمثابة  الروح  للجسد .

الرسالة  الاخرى التي قدمتها  المقاومة الباسلة كانت  للمفاوض  الفلسطيني  وللسلطة  الفلسطينية أن الجسم  الغير  مقاوم  ليس  له  اي  أمل  في الوجود , وان  جرعات الاكسجين  التي  يحصل عليها  من  عدوه  ستنقطع  في  أي  لحظة,  ليخسروا  الماضي  والحاضر والمستقبل , ولا  طريق  لتحرير  فلسطين وكل  فلسطين  الا الجهاد ,  فهو  طريق  الفاتحين  وملاذ التائبين والعابدين .

وأن  حل  الدولتين ما  هو  إلا  هباء  منثورا  ولا  يحق  لنا  التنازل  عن  شبر  واحد  من  ارض  فلسطين  فهي  أرض  وقف وملك  الامة  وليس  ملك  المفاوض  الفلسطيني والدول المطبعة  ليتنازلوا  عنها  متى  شاءوا .

إن  هذه  المقاومة  الباسلة  سخر  الله  عز  وجل   لها  سبل  الحياة , ورغم  محاولات  العدوة  المستمرة  لوأد  المقاومة  إلا  أن  ينابيعها  لن  تنضب  بإذن  الله  ,  وأن  محاولات  خلق  الكراهية  ضد  المقاومة  الفلسطينية  إنقلبت  على  رؤوسهم  حتى  صرخ  العالم  كله لبيكي  يا  مقاومة , وظهرت  الدول  المطبعة  بلابس  الخزي و العار .

إن  المعركة  التي  كانت  ما  هي  الا  جولة , خسر  فيها  العدو  سمعته  وسيادته  وتزعزعت  مكانته  , وسيبذل  قصار جهده في  المعركة  القادمة  ,  وحسب  توقعاتي  فأن  المرحلة  القادمة  ستكون  من  خلال  خلق  الفتن الداخلية ليمهد الطريق   لسلطة  فلسطينية  منزوعة  السلاح  ما  عليها  إلا  الركوع والخنوع , وإدارة  شؤون  البلاد  بما  يتناسب  مع المطالب الصهيونية .

إن الرسالة التي اريد اصالها من   خلال هذا  المقال  ومن  شخص  مستقل  لا  ينتمي  لأي  حزب , هو   التحذير  من  الانجرار  وراء الجزرة  الصهيونية .

وأن  العدو  الصهيوني  سيتبع  كافة  الطرق لتوسيع  فوهة  الشرخ  الداخلي , فكما  نجح  في زرع  الكراهية  بين  الفلسطينيين أنفسهم   وبعض  الدول  المطبعة , فسوف  يتبع  نفس  الاسلوب  الرخيص مع  إحداث بعض التطويرات والتغيرات  ,  وأن علينا  رأب  الصدع الداخلي والتلاحم وتحقيق  المطالب العادلة لهذا الشعب الاعزل في  حق  امتلاك  المقاومة  للسلاح  وتطويره  كأداة  للدفاع  عن  النفس, وعدم الانجرار  وراء كيدهم  فهم أهل كيد  وفتن  .

وأما  الرسالة الأخيرة  فأوجهها  للآباء والامهات  في  فلسطين  المحتلة ,  علموا  ابنائكم  أن  فلسطين  هي  من  النهر الى البحر غير  منقوصة , ولا  حق  للمحتل  بشير  واحد  على  أرضنا  ,  فإن كان وجودهم واقعاُ ,فإن  احتلالهم  لأرضنا  ايضا واقعاً , فهم  محتلون لا شرعية  لهم  زائلون  بإذن  الله  .

وشجعوا  ابنائكم  على  دراسة  العلوم  العسكرية  والصناعية  والكيماء والفيزياء  فهي  علوم  تحمل  شرف  الأمة  وتحميها  من الاعداء كما  يحمي  الطبيب  الجسم  من الامراض والاوبئة .

والله من وراء القصد

وآخر دعوانا ان الحمد الله رب العالمين

 

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت