هنأ عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول فرعها في غزة جميل مزهر جماهير الشعب الفلسطينية والأمة العربية وأحرار العالم "بالانتصار الهام الذي سجله شعبنا ومقاومته الباسلة في معركة القدس، التي تكاملت بها المقاومة المسلحة مع الشعبية، وتجلت من خلالها أهمية تضامن عشرات ومئات آلاف المتضامنين مع شعبنا في وقفات ومسيرات ساهمت في تشديد الضغط والعزلة على الاحتلال، وهدمت أوهام التطبيع واتفاقات ابراهام الملعونة على رؤوس أصحابها."
واعتبر مزهر أن "هذا المنجز ما كان ليتجسد لولا تضحيات الشهداء الذين ارتقوا، وملاحم الصمود البطولية على امتداد الوطن المحتل، مهدياً هذا الإنجاز المهم إلى أرواح الشهداء، ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى."
وثمن مزهر "الدور الأصيل لشعبنا في داخل فلسطين المحتلة، الذين شَكلّوا درعاً للأقصى، ووقوداً لانتفاضة ثواره، وقوةً دائمة الحضور في كل معارك شعبنا."
وأعرب مزهر عن "فخره وامتنانه بالدور البطولي للطواقم الطبية والصحفية والاسعاف والدفاع المدني، الذين كانوا بمثابة جنود مجهولين لا يقلوا فدائيةً وشجاعةُ عن ابطال المقاومة"، مشيداً "بما تحقق من منجز ميداني عسكري تجسد في وحدة الأجنحة العسكرية وتكاملها في إدارة النيران بمسؤوليةٍ عاليةٍ وجدوى مستمرة مَلكّت جماهير شعبنا مظلةً وشبكة أمان في وجه العدوان الصهيوني، ليرسم خطوطاً بالنار لحماية القدس والجماهير المنتفضة ضد العدو في ضفة الصمود والثورة وفلسطين المحتلة."
وأشاد بالعقول التي مَلكّت المقاومة السلاح والمعرفة وتكتيكات إدارة النيران،" بما مَكنهّا من استنزاف العدو وإغراقه في حالة فشل أمني وعسكري ضرب مشروعه الاستيطان في مقتل، بدءاً من نقاط تموضعه الأولى في فلسطين، وصولاً لنقاط تمدده في القدس والضفة المحتلة."
وأضاف بأن "المقاومة تمكنت من إدارة هذه المعركة على أرضية صلبة، وحاضنة شعبية قوية وصامدة، وإجماع وطني وشعبي على امتداد الوطن المحتل واستمرار للاشتباك المفتوح مع الاحتلال في الضفة والقدس والداخل المحتل، وفي ظل حالة تضامن غير مسبوقة من قبل أبناء أمتنا العربية وأحرار العالم في العالم أجمع، وقد أظهرت التظاهرات والاعتصامات الحاشدة التي شهدتها مدن وعواصم العالم في ذكرى النكبة خاصة في نيويورك وبرلين وباريس وإيطاليا وكندا انتصاراً لافتاً ومهماً للرواية الفلسطينية على الرواية الصهيونية المزيفة."
وأضاف مزهر بأن" انتفاضة شعبنا أعادت القضية الفلسطينية بإرادة ودماء وصمود أهلها بقوة على طاولة المجتمع الدولي وأجندة مؤسساته رغم أنف وإرادة شركاء العدو وحلفائه ووكلائه الذين استخدموا المؤسسات الدولية لفرض الاستسلام على شعبنا."
وأشار بأن "وحدة الموقف الوطني والميداني الذي تجسد خلال هذه المعركة، استطاع أن يوجه لطمةً قاسيةً لكل المُطبعَين والمتآمرين على شعبنا، وأعاد القضية الفلسطينية محوريتها ومركزيتها في الشارع العربي الذي انتفض دفاعاً واسناداً لفلسطين ودرة تاجها القدس ومقاومتها."
وبَينّ أن "هذه المعركة كشفت من جديد الموقف الأمريكي الذي يتماثل مع الموقف الصهيوني تماماً باعتباره ثابت أساسي في السياسة الأمريكية والموقف الأوروبي المتواطئ"، مؤكداً أن "المراهنة على حدوث أي تغيير في هذه السياسة أو على اللجنة الرباعية الدولية هو شكل من أشكال الوهم الذي يجب مغادرته فوراً والكف عن محاولة استحضار وتسويق مشاريع الهزيمة التي ألحقت بشعبنا ويلات كبيرة.ط
وأكد أن "الإنجازات الميدانية الكبيرة للمقاومة وحالة الصحوة الشعبية على امتداد الوطن المحتل وفي الشتات وحالة التضامن العربي والدولي غير المسبوقة، تستوجب عاجلاً استثمار هذه الإنجازات بفرز قيادة وطنية موحدة جديدة تخرج من رحم هذا الشارع، وتُعبّر عن نبضه وعن خيار المقاومة والتمسك بالثوابت، وتُمثّل كافة أبناء شعبنا في الوطن والشتات، وتفتح بوابة الصراع على مصراعيها لاستخدام كافة أشكال المقاومة ضد هذا الاحتلال، وفقاً لاستراتيجية وطنية مقاومة، وما يتطلبه ذلك إشعال الانتفاضة الشعبية العارمة ضد الاحتلال على امتداد الوطن المحتل."
وختم تصريحه مؤكداً أن "معركة سيف القدس البطولية والانجاز الميداني الذي تحقق أثبتت أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي الذي يجب الالتفاف حولها، فهي التي تقربنا أكثر فأكثر من النصر".