انطواء وقلق وبكاء.. أبرز تداعيات العدوان النفسية على أطفال غزة

أطفال غزة

خلف العدوان الهجمي تأثيرات نفسية بالغة على أطفال قطاع غزة بدأت تداعياتها تظهر بقوة لدى العديد منهم، وبدا الطفل أيهم الشنباري (11 عاماً) من بيت حانون صامتاً حينما تحدثت شقيقته "شروق" حول تأثيرات العدوان على سلوكه وتصرفاته، مشيرة إلى أنه كان يبكي بشدة وقت سماع أصوات القصف وحتى بعد انتهائه بات يبكي بشدة دون أي أسباب.

تقول شروق (29 عاماً) لصحيفة "الأيام"، "مكثنا في المنزل خمسة أيام كان خلالها القصف بجوار المنزل وسمعنا دوي القذائف وهي ترتطم بسور المنزل الخارجي وعند مغادرتنا أصيب أربعة من أشقائي بقذيفة وشاهدهم شقيقي الصغير أيهم وهم ينزفون".

وأضافت، "أخي أُصيب بصدمة نفسية، ولم يعد يستطيع السير على قدميه بشكل صحيح، رغم عدم تعرضه لأي جروح"، مشيرة إلى أنه يفضل الانطواء والصمت.

وأوضحت، أن شقيقها الأصغر يرفض الخروج من المنزل ويتجنب النظر إلى آثار العدوان والقصف رغم انتهائه.

من جانبها، تحدثت والدة الطفلة مجدولين عوض (عشرة أعوام) التي تسكن في منطقة الشيخ زايد "قليبو" شرق بيت لاهيا، حول تأثر طفلتها بأجواء العدوان، موضحة أن أطفالها أصيبوا بالذعر لكنها أكثرهم تأثراً وصدمة.

قالت، "نسكن بجوار ساحة خالية دأب الاحتلال على قصفها بشكل مستمر طيلة أيام العدوان، مشيرة إلى أن طفلتها مجدولين فقد القدرة على الحركة والنطق بعدما عاشت أكثر من مرة فترات عصيبة كان القصف الجوي قريبا ومتواصلا".

وأضافت، إن أبناءها كانوا يراقبون بشكل متواصل سقوط الصواريخ وألسنة اللهب وأعمدة الدخان خصوصاً بعد أن دأبوا على متابعة استخراج الجثامين من بين أنقاض البنايات التي دمرت فوق رؤوس أصحابها.

وتابعت المواطنة عوض، "بالكاد تستطيع طفلتي تحريك يديها للتحدث بالإشارة، وترفض التحدث بشكل عادي، وفقدت شهيتها للطعام، معربة عن أملها ان تتمكن من عرضها على مختصين لمساعدتها في شفاء طفلتها.

من جهته، تحدث والد الطفل براء العطار (تسع سنوات) من بيت لاهيا حول معاناة طفله الذي قال، إنه لا يكف عن إصدار أصوات تشبه صوت سيارات الإسعاف.

ولم يصب الطفل براء بأذى جسدي، لكنه مصاب نفسياً بشكل كبير بحسب والده، موضحاً أنه كان يحرص على مشاهدة صور الحرب والشهداء والقصف عبر شاشة الهاتف النقال، ونحن نقيم في أحد مراكز الإيواء، ويترقب عن كثب الغارات الجوية.

وأضاف لـ"الأيام"، "بعد انتهاء العدوان عدنا إلى المنزل، لكن براء لا يزال يشعر بالصدمة كلما سمع صوت سيارة تمر من المكان، أو أصوات عالية نسبياً، وكذلك يتأثر من إشعال الأنوار داخل المنزل، ويقول في كل مرة يتم فيها سماع صوت عال أو إشعال مفاجئ للأنوار، "فكرت قصف" ويسارع للاحتماء.

وأكد، أن ابنه دائم التفكير والسرحان، ومنعزل ولا يحب التحدث مع الآخرين.

المصدر: - كتب خليل الشيخ: