- بقلم: د. رمزي النجار
أستاذ القانون الدستوري والنظم السياسية
بعد صمود الشعب والمقاومة والالتفاف الشعبي حولها التي تجسدت في ترسيخ الوحدة الوطنية في الميدان خلال العدوان الأخير على غزة والقدس بات واضحا أن هذا لا يروق الى نتنياهو وزمرته ويحاولون تكرارا ومرارا بعد وقف العدوان على غزة استفزاز المشاعر من خلال استمرار اقتحامات الأقصى والاجراءات في القدس وسياسة التطهير العرقي في الشيخ جراح وبطن الهوى في سلوان وغيرها، إلى جانب استمرار اعتداءات المستوطنين على ابناء شعبنا في الضفة من قبل عصابات تدفيع الثمن وفتية التلال التي لم تتوقف لحظة باستهداف الحجر والشجر والبشر وكل ما هو فوق الأرض، والأخطر لغة التهديد التي يطلقها نتنياهو وكبار قادة جيش الاحتلال بين الحين والأخرى بالتحرك عسكريا مرة أخرى ضد غزة واستهداف قادة المقاومة والمدنيين والابراج السكنية والمكاتب الصحفية والمقرات الحكومية والشركات والمصانع والأراضي الزراعية.
وعلى ما يبدو أنه منذ انتهاء العدوان على غزة يحاول نتنياهو التسويق داخليا بأنه كسب المعركة مع غزة، وانها ليست الأخيرة بل القادم أصعب لغزة دون مصارحة الاسرائيليين عن حجم الضغط الدولي الذي مورس عليه من جهات دولية عديدة بأن الإقليم والمنطقة لا تحتمل حروب جديده بعد ازدياد حجم التعاطف الدولي مع الفلسطينيين وقوة صمودهم في وجه الاحتلال، واصراره هو وحكومته على لغة التهديد وخطاب الكراهية والعنصرية واطلاق يد زعران المستوطنين في القدس والضفة بالاعتداء على النساء والأطفال وكبار السن، متجاهلا بأن الفلسطينيين قوم الجبارين في أرض الرباط ولن يثنيهم بطش الاحتلال من الدفاع عن النفس والقدس والأرض والعرض والمواجهة من نقطة صفر دون خوف، وأن الفلسطينيين تحملوا الكثير وجربوا كل شيء من نكبات ونكسات واعتداءات وحروب وليس لديهم ما يخسروه وأن الأجيال الحالية لن تنسى ولن تغفر للاحتلال أفعاله ولن تمر مرور الكرام.
باعتقادي أن نتيناهو لن يغادر المشهد دون اشعال حرب إقليمية في ظل اصراره على الاعتداء على القدس والمقدسات وأعل غزة والضفة، فالمنطقة سوف تشتعل ورود الأفعال ستكون قوية والحاضنة الشعبية العربية سوف تنهض، لذلك على العالم أن يتحرك قبل فوات الأوان لوقف سياسة نتنياهو العدوانية على الشعب الفلسطيني، ووقف شرارة الاشتعال، والاقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وإلزام الاحتلال بذلك أو ستبقى الاحتمالات مفتوحة وشراره الاشتعال قائمة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت