-
اشرف صالح
تصدر إسم المخابرات العامة المصرية الصحف المحلية والعربية والإقليمية والدولية , وذلك من خلال الزيارات المكوكية والتي قامت بها وفود جهاز المخابرات المصرية بين تل أبيب ورام الله وغزة برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق مسؤول ملف الأحزاب السياسية الفلسطينية , بهدف إدارة الملف الفلسطيني الإسرائيلي والفلسطيني الفلسطيني أيضاً , وآخر هذه الزيارات كان يترأسها شخصياً , مدير عام المخابرات المصرية الوزير عباس كامل , ويتسائل الناس دائما سواء بالسر أو بالعلن , لماذا هذا الجهاز الأمني بالتحديد هو من يضبط إيقاع كل الحروب بين فلسطين وإسرائيل وبين فلسطين وفلسطين(...) وإجابتي على هذا السؤال هذه المرة لا تقتصر على تحليل سياسي بعينه كالمقولة المشهورة وهي أن مهمة المخابرات المصرية هي حماية الأمن القومي المصري , وهذا يتطلب متابعة الإسلام السياسي وضبطه وترويضه في غزة , لأنه سيكون أفضل من وجود السلفية الجهادية "داعش" بالنسبة للأمن القومي المصري , لأن وجود السلفية الجهادية في غزة سيكون جزء من ولاية داعش في سيناء , وستكون الحدود المصرية الفلسطينية في غزة ممر إستراتيجي بين ولاية "غزة سيناء" ومع هذه المهمة الصعبة والتي يتولاها جهاز المخابرات , فهي ليس المهمة الوحيدة الموكلة له في الملف الفلسطيني , ولكي أعطي ككاتب جهاز المخابرات حقه وتحديداً المخابرات المصرية , سأخرج من دائرة التحليل السياسي وأدخل في دائرة تعريف مهام وصلاحيات أجهزة المخابرات بشكل عام وفي كل دول العالم , ومن خلال هذا التعريف سيدرك الناس بأنفسهم ما هي طبيعة المهمة وراء كل زيارة يقوم بها جهاز المخابرات في كل دولة , وتحديداً في غزة .
الهيبة يا باشا.. عندما يسمع أي مواطن عادي كلمة مخابرات يخطر على باله الصمت خوفاً من تورطه في كلمة معينه قد تكون السبب المباشر في إعتقاله , أو أنه سيذهب بعدها "ورا الشمس" وأحيانا يرتعش من الخوف , وأحياناً يحاول مغادرة المكان لأنه وبكل بساطة ستسيطر عليه هيبة هذه الكلمة "المخابرات" ومن ثم ينكمش ويمشي بجانب الحائط خوفاً من كل شيئ , والغريب أن الناس يخافون من كلمة مخابرات برغم أن كل المعلومات المتوفره لديهم هي أن المخابرات هي مجرد جهاز أمني , فماذا سيفعلون في حال أنهم علموا كل شيئ بالتفصيل عن صلاحيات ومهام هذا الجهاز , فهل سيموتون خوفاً ! أو سيبحثون عن حقوقهم القانونية كما بحثوا عن صلاحيات هذه الجهاز , كي يكسروا حاجز الخوف ويدركون جيداً أن القانون والدستور في أي دولة أعطى الحقوق والصلاحيات للناس كما أعطاها للسلطة التنفيذية "المخابرات" , ولهذا يجب على كل مواطن أن يعرف كل شيئ عن الدولة وأجهزتها وصلاحياتها كي يفهم كل ما يدار حوله .
جهاز المخابرات في كل العالم هو الجهاز صاحب الصلاحيات المطلقة ولكن في حدود القانون , فهو جهاز أمني يتبع لمؤسسة الرئاسة بشكل مباشر , وهو مسؤول عن تأمين البلاد داخلياً وخارجياً , ومهمته الرئيسية جمع المعلومات من كل أنحاء العالم وتشكيل قاعدة بيانات ومعلومات بشكل سري وعلني , وتساهم قاعدة المعلومات والبيانات في تحديد آلية كل مهمة يقوم بها الجهاز سواء في داخل الدولة أو خارجها , وهو الجهاز المسؤول عن إدارة الحروب الباردة والحروب العسكرية والأمنية أيضاً , فمهام جهاز المخابرات تشمل مهام الإستخبارات العسكرية التابعة للقوات المسلحة , وتشمل أيضاً مهام جهاز "الأمن الداخلي أو الأمن العام أو أمن الدولة" التابعة لوزارة الداخلية , ببساطة فجهاز المخابرات يدخل في كل مؤسسات الدولة سواء داخل الدولة أو خارجها من أجل تحقيق أهدافه , بالإضافة الى تأمين الشخصيات السياسية داخل الدولة أو خارجها , وتأمين رئيس الدولة بشكل مباشر , وتأمين السفارات والقنصليات وتأمين الوفود الأجنبية والبعثات , ومع هذه الصلاحيات الواسعة لجهاز المخابرات نجد أنه جهاز أمني وعسكري وسياسي .
إن التعريف الذي كتبته عن جهاز المخابرات قد يكون عبارة عن رؤوس أقلام بالنسبة لأهل الإختصاص , ولكنه يضع بعض المعلومات للناس قد يحتاجونها لمحاولة فهم ما يدور حولهم من أحداث , وتحليل بعض الأمور الغامضة بالنسبة لهم , وخاصة في هذه الأيام , لأن المخابرات المصرية مشكورة تعمل جاهدة على حل ملفاتنا المتراكمة منذ سنوات , ونتمنى أن يتوفق جهاز المخابرات المصرية في مهامة تجاه القضية الفلسطينية , وتحديداً في مهامه الصعبة في كسر الجمود السياسي الفلسطيني , وتليين العقلية السياسية الفلسطينية , وتزف إلينا البشريات السارة بعد لقاءات الفصائل في القاهرة الأسبوع المقبل سواء على صعيد إعمار ودعم غزة , أو على صعيد إنهاء الإنقسام الأسود .
كاتب صحفي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت