تستضيف قناة "الجزيرة" الفضائية ضمن برنامجها التحقيقي "ما خفي أعظم" الذي يقدمه الاعلامي الفلسطيني تامر المسحال ، مساء الأحد ( 2021-06-06) ، مروان عيسى نائب قائد أركان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والذي يتحدث للإعلام لأول مرة.
من هو مروان عيسى ؟
مروان عبد الكريم عيسى وكنيته (أبو البراء) عسكري فلسطيني، وأحد قادة كتائب عز الدين القسام، وعقب اغتيال أحمد الجعبري زعمت إسرائيل بأنه القائد العام لكتائب عز الدين القسام وأنه خليفة الجعبري.
ولعب مروان عيسى دوراً في صفقة "شاليط" و يزعم لاحتلال الإسرائيلي أنه زار الجندي جلعاد شاليط أكثر من مرة خلال احتجازه في قطاع غزة، وزعم أيضا بأن عيسى يتكلم العبرية بطلاقة وأصيب في غارة إسرائيلية عام 2004.
ولد مروان عيسى في عام 1965 في قطاع غزة، وكانت عائلته قد هجرت من قرية بيت طيما قرب عسقلان، وقد اعتقلته إسرائيل لمدة خمس سنوات لنشاطه في حركة حماس.
وسُجن مروان عيسى الذي انتمى لحماس عام 1987 لدى السلطة الفلسطينية لمدة أربع سنوات، ولكن أفرج عنه مع اندلاع الانتفاضة الثانية.
وقبل انسحاب إسرائيل من غزة كانت تنظر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لمروان عيسى باعتباره واحد من أخطر المطلوبين حيث كان له دور كبير في العمليات ضد المستوطنات الإسرائيلية في القطاع.
في نوفمبر 2012 ، بعد اغتيال أحمد الجعبري زعمت وأشاعت مصادر استخباراتية إسرائيلية بأن مروان عيسى هو خليفة الجعبري.
وسلط تقرير إسرائيلي مؤخرا الضوء على مروان عيسى نائب محمد الضيف، قائد الجناح العسكري للحركة، فضلا عن قربه من يحيى السنوار زعيم الحركة في غزة، والمسؤول عن تكثيف العمليات الخاصة للحركة، مما جعله شخصية رئيسية في القطاع، وهدفًا متحركًا صعبًا بشكل خاص لقوات الأمن الإسرائيلية.حسب التقرير
وقال أمير بوخبوط في تقرير نشره موقع "وللا" العبري في مارس 2021 إن "شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية غمرتها هذا الأسبوع صورة غير عادية لقيادة حماس في غزة بعد انتخاباتها الداخلية، وهدفت الصورة لإظهار الوحدة داخل الحركة، وفيما حافظ السنوار على كرسيه ومكانته، فقد برزة صورة لأحد أهم الشخصيات في القطاع وهو مروان عبد الكريم عيسى".
وأوضح أن "اسم مروان يظهر دائما في حواسيب منسق العمليات الحكومية في المناطق، وفي غزة يدعى أبو البراء، ومنصبه الحالي هو نائب رئيس الجناح العسكري لحماس، والرجل الذي استغل الهدوء الوهمي في القطاع بهدف بناء مركز قوة للتنظيم في السنوات الأخيرة، وفي الصورة اختار الوقوف خلف الجميع، وعلى عكسهم ارتدى قناعًا واقيًا من كورونا، لكن الحقيقة أنه لا يريد كشف صورته في وسائل الإعلام".
وأكد أن "هذا السلوك يليق بشخصية تسبح في الظل بعيدًا عن الأذرع الطويلة لجهاز الأمن العام والجيش الإسرائيلي، فهو الرجل الذي سيقود حملة حماس القادمة ضد الجيش الإسرائيلي، لأنه من يدير الذراع العسكرية فعليًا، الذي قُصف منزله أثناء العملية من قبل مقاتلات سلاح الجو، فهو يتخذ جزءًا كبيرًا من القرارات، ويمكن تعريفه بأنه "وسيط" بين مختلف التيارات السياسية والعسكرية داخل حماس، سواء الراديكاليين أو البراغماتيين".
وكشف التقرير بأنه "بعد اغتيال رئيس أركان حماس أحمد الجعبري في حرب عامود السحاب 2012، قاد مروان عيسى القتال ضد الجيش الإسرائيلي، وأجرى محادثات في القاهرة مع إسرائيل بوساطة مصرية، ومع مرور الوقت بات قريبا من القيادة، وزادت أهميته للقيادة في قمة الجناح العسكري الذي تستند إليه حماس بكل قوتها".
وأشار أن "القصة الكاملة لقائد القسام مروان عيسى تبدأ مع انضمامه المبكر لحماس فور تأسيسها 1987، وهو ابن 19 عاما، وشارك في أنشطة أيديولوجية ومعادية ضد إسرائيل، وخلال التسعينيات، قُبض عليه في موجة اعتقالات، ومنذ ذلك الحين بدا واضحا أنه رجل قاسي، وبعد أن أمضى خمس سنوات في السجن الإسرائيلي، أطلق سراحه، لينضم إلى كتائب عز الدين القسام".
وأوضح أنه "في يناير 1996، اغتيل المهندس يحيى عياش، وردت حماس بسلسلة من الهجمات المميتة في الجبهة الداخلية لإسرائيل، وبرز مروان عيسى آنذاك، كأحد المخططين لها، حيث اعتقلت قوات الأمن الفلسطينية، وسجن لعدة سنوات لديها، وفي بداية الانتفاضة الثانية، انخرط مروان عيسى في عمليات حماس، وهناك من يدعي أنه أحد الذين ضغطوا على الزناد".
وأكد التقرير الإسرائيلي أن "مروان عيسى ظهر منخرطًا باستمرار في عملية الانتقال من الفرق والكتائب غير المنظمة إلى الذراع شبه العسكرية التي أسسها الجناح العسكري لحماس، من حيث التسلسل الهرمي الواضح والدعم المالي، وتطور في محورين: الأول سلم الرتب في المنظمة، والثاني المحور التكنولوجي الصناعي، ففي أعقاب اغتيال عدنان الغول 2004، أحد كبار أعضاء الجناح العسكري لحماس، خبير تحضير المتفجرات، حصلت فجوة في هذه الصناعة".
وأضاف أن " مروان عيسى انجذب آنذاك ببطء لذلك الفضاء الذي تم إنشاؤه، وبدأ يكرس نفسه لعالم التطورات العسكرية، لكن مع محاولات الجيش الإسرائيلي والموساد وجهاز الأمن العام المستمرة في تعطيل وإحباط عمليات تهريب أسلحة ضخمة إلى غزة، سعت حماس لمحاولة تطوير أسلحة جديدة، بما في ذلك 250 كغم برميل تم إرسالها إلى البحر، مع الطائرات بدون طيار، وزيادة مدى الصواريخ".
وأشار أن "اسم مروان عيسى برز بشكل جيد حين شارك في عملية وضع الأفكار العسكرية، وتحويلها إلى أفعال على الأرض، نظرا لما يحوز من قدرات على المناورة، وفقا لما وصفه أحد الضباط الإسرائيليين بقدرته على "على مستوى لحام البلاستيك بالمعدن"، إلى أن حصل هجوم غواصي حماس على شاطئ زيكيم في حرب الجرف الصامد صيف 2014، مما أظهر أن الحملة القادمة بدت مختلفة، ومليئة بالمفاجآت: براً وبحراً وجواً".
وأكد أنه "بعد حرب 2014، قفز مروان عيسى بين المستويين الأمني والسياسي، وبات موفدا للتفاوض في القاهرة مع إسرائيل بوساطة مصرية، ومن ضمنها إمكانية إبرام صفقة تبادل أسرى، ولكن في نوفمبر 2018، حين كشفت حماس عن القوة الإسرائيلية الخاصة في خانيونس، وكجزء من جولات التصعيد في قطاع غزة، والضربات الجوية التي استمرت 44 ساعة، ظهر انطباع بأنه سيتم القضاء على مروان عيسى في أي لحظة".
وأشار أنه "في يناير 2019، أحبطت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس في قطاع غزة خطة إسرائيلية للتجسس على قادة جناحها العسكري، باستخدام أجهزة إلكترونية، ومراقبة الأجهزة المحمولة، وظهر مروان عيسى من أهداف التجسس الإسرائيلي، مما كشف عن استمرار حرب العقول والظلال بين إسرائيل وحماس، وتذكيرًا بالتهديد المتزايد بينهما في قطاع غزة".
وختم التقرير ناقلا عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير قوله إن "مروان عيسى بات اليوم عمليا أحد أقوى شخصيات حماس في قطاع غزة، هو لا يتحدث، لكنه يفعل بشكل رئيسي، وهنا مصدر قوته، لا يركز عمله فقط في المجال العسكري والأمني، ولكن أيضًا في المستوى السياسي".