كشف برامج "ما خفي أعظم" الذي يقدمه الاعلام الفلسطيني تامر المسحال عبر قناة "الجزيرة" الفضائية عن تسجيل صوتي لأحد الجنود الإسرائيليين الأسرى بيد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الذين تمكنت من أسرهم في معارك عام 2014 مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وطالب الجندي خلال التسجيل حكومته بالعمل على الإفراج عنه، متسائلًا "هل زعماء الدولة يفرقون بين الجنود الأسرى؟ وهل يتطرقون لهم ويعملون على إطلاق سراحهم؟".
وقال الجندي الإسرائيلي: "إنني أموت كل يوم من جديد، وأشعر بالأمل في أن أكون عما قريب في حضن عائلتي".
كما كشف "ما خفي أعظم في قبضة المقاومة" بالوثائق ومقابلة حصرية مع مروان عيسى نائب قائد أركان كتائب القسام؛ عن امتلاك القسام أوراق مساومة لإنجاز صفقة تبادل مشرفة للأسرى، وأن الملف الأهم في الوقت الحالي لدى المقاومة هو ملف الأسرى لإيقاف معاناتهم، مؤكدا استمرار "وحدة الظل" في العمل على المحافظة على الأسرى الذين بيدها.
وقال عيسى في أول ظهور علني له رغم تظليل وجهه، "نمتلك أوراق قوة، وملف الأسرى أولوية لقيادة القسام.. لن نضيع مزيدًا من الوقت في ظل ما يعانيه الأسرى من كافة الفصائل والعرب".
وأضاف عيسى، "ملف الأسرى سيكون الصاعق المفجر للمفاجأت للاحتلال، ووحدة الظل لا زالت تحتفظ بالأسرى"، مشيرًا إلى أن الكتائب سعت في الجولة الأخيرة لمحاولة زيادة غلة الأسرى لديها.
وتطرق نائب قائد كتائب القسام إلى مفاوضات "صفقة جلعاد شاليط" والتي كان أحد أفراد طاقمها، مشيرًا لتدخل عدة وسطاء في البداية قبل أن يكون التدخل الأكبر لمصر وألمانيا التي أنجزت الجزء الأول من الصفقة بنقلها لشريط فيديو لشاليط يظهر أنه حي مقابل الإفراج عن الأسيرات، قبل أن تنجز القاهرة الاتفاق لاحقًا وصولًا لهذا العدد من الأسرى 1027 أسيرًا في أكتوبر/ تشرين أول عام 2011.
كما عرض "ما خفي أعظم" لقطات حصرية تُعرض لأول مرة لعملية أسر الجندي جلعاد شاليط في الخامس من يونيو/حزيران 2006، ووثائق حصرية لمحاضر المفاوضات حول عملية تبادل الأسرى مقابل الإفراج عن الجندي الأسير.
ولفت عيسى إلى أنه تعرض وقيادة المجلس العسكري ومنهم محمد الضيف إلى محاولة اغتيال خلال محاولة البحث عن شاليط، وقد أصيب حينها الضيف قبل أن يتم معالجتهم وإخفائهم مجددًا، مشيرًا إلى أن الاحتلال حاول تنفيذ عمليات خطف طالت أحمد الجعبري ورائد العطار واللذين تم اغتيالهم لاحقًا.
وأشار عيسى لدور القيادي في القسام باسم عيسى الذي اغتيل في الجولة الأخيرة بتشكيل وحدة الظل وإخفاء شاليط في بدايات أسره.
وحسب ما كشفه التحقيق، فقد نفذ العملية 7 مقاتلين من كتائب القسام ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام، قُتل حينها جنديان إسرائيليان، في حين أُسر الجندي الثالث جلعاد شاليط. وروى بعض منفذي العملية تفاصيلها، وكيف تمت عبر نفق خلف "خطوط العدو"، حيث تمكنوا من قتل جنديين وأسر ثالث والعودة به إلى القطاع المحاصر.
وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت عن الثمن "الباهظ جدا" الذي دفعته إسرائيل مقابل تحرير الجنود المختطفين لدى المقاومة، معتقدا أن أي حكومة إسرائيلية قادمة لن تدفع ما دفعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل الإفراج عن شاليط، عام 2011، مقابل الإفراج عن 1027 فلسطينيا.
وأضاف أن عملية التفاوض مع حماس كانت صعبة للغاية قبل مغادرته الحكومة، كاشفا عن أن بعض الرؤساء العرب عرضوا مساعدتهم في إنجاز صفقة التبادل.
وتحدث غيرهارد كونراد الوسيط الألماني في الصفقة عن أنه بدأ العمل في جهود الوساطة بعد طلب نتنياهو من ألمانيا الدخول على خط المفاوضات للعمل على تسريع إنجاز الصفقة، وحقق اختراقا بسيطا في جدار التفاوض عبر صفقة صغيرة تقضي بتسليم حماس شريط فيديو عن الجندي الأسير إلى إسرائيل مقابل الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية.
كما تحدث كونراد عن مروان عيسى، فقال إنه كان الرجل الثاني في المفاوضات بعد القيادي في حركة حماس أحمد الجعبري، فقد كان رجلا حريصا على التدقيق في القوائم، وكان يعرف الملفات.
وعرض "ما خفي أعظم" مقاطع فيديو توثق عمليات حفر نفق، وتظهر تجاوز المقاومين خطوط الاحتلال الإسرائيلي على الحدود لمباغتته وقت الهجوم.
وتعقيبًا على ما جاء في البرنامج، قال حازم قاسم الناطق باسم حماس: "إن ما جاء في البرنامج يؤكد ما تعلنه حماس دائمًا، أن قضية الأسرى تقف على رأس سلم أولويات حركة حماس على المستوى السياسي والعسكري".
وأضاف قاسم في تصريح صحفي له، "حرية الأسرى قضية مركزية للحركة الوطنية الفلسطينية، وحماس ستواصل نضالها لكسر القيد عن كل الأسرى من سجون الاحتلال".
وذكرت القناة 13 العبرية بأن المؤسسة العسكرية بدأت بفحص التسجيل الصوتي الذي نشر ومنسوب لجندي إسرائيلي أسير لدى حماس والشكوك أنه "لأفراهام منغستو".
ووصفت القناة 12 العبرية ما جاء في برنامج "ماخفي أعظم" بأنها حرب نفسية من حماس ونقلت عن منسق شؤون الأسرى والمفقودين يارون بلوم رد على ما جاء فيه بالقول:" حماس في مأزق بعد العملية الأخيرة وما تعرضت له من ضربات شديدة .. ما عرض مجرد تلاعب رخيص من حماس .. نحن سنعمل بتصميم من أجل إعادة أولادنا" وفق تعبيره
وقال موقع "واللا" العبري إن جهات أمنية بدأت بفحص التسجيل الصوتي المنسوب لجندي إسرائيلي أسير لدى حماس.
ونقلت القناة 12 عن والدة أفراهام منغستو ا لأسير في غزة قولها " سمعت التسجيل مثل أي شخص آخر، ويمكنني أن أقول بشكل لا لبس فيه إن هذا ليس ابني، إنه ليس صوته، أنا أنتظر ابني وآمل أن ألتقي به في أقرب وقت".
وقالت قناة "كان" نشرت قناة الجزيرة الليلة تسجيلاً عبرياً يزعم أنه لأحد المفقودين الإسرائيليين في غزة، قدم على أنه "تسجيل لأحد الجنود"، التسجيل غير واضح، ولم يتم تحديد هوية المسجل.
واعتبر ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامني نتنياهو تسجيل حماس "تلاعب رخيص" و وقال "إسرائيل مدركة جيدا لوضع الجنديين غولدين وشاؤول".
وأضاف ديوان نتنياهو: "إسرائيل ستعمل بإصرار ومسؤولية لاستعادة أبنائها العسكريين والمدنيين". ..يتبع..