أعلن وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني محمد زيارة، يوم الأربعاء، أن الحكومة الفلسطينية لم تتلق أي تمويل لإعادة إعمار قطاع غزة حتى اللحظة رغم الوعود الكثيرة.
وقال زيارة في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين الرسمية إنه "رغم الوعود الكثيرة التي تلقتها الحكومة والقيادة الفلسطينية برصد الأموال، إلا أنه لم نتلق أي تمويل حتى هذه اللحظة".
وأضاف أن الحكومة الفلسطينية "تستطيع البدء بالإجراءات بأي مبلغ، ولكن يجب أن نضمن التمويل اللازم فلا نستطيع البدء بمبالغ قليلة ومن ثم تتوقف عملية إعادة الإعمار".
وأشار إلى أن الحكومة تمارس هذا الدور منذ سنوات ولا زالت تقوم بإعادة الإعمار الناتج عن حروب إسرائيل السابقة على القطاع، لافتا إلى البدء بالخطوات الأولى في مجال عملية إعادة الإعمار المتمثلة بحصر حجم الدمار، من ثم بدء الإجراءات الإغاثية.
وذكر زيارة أن عملية الإعمار لا تأخذ وقتا كبيرا شرط توفير التمويل اللازم والسماح بإدخال مواد البناء، مشيرا إلى وجود بعض التدخلات الإغاثية عن طريق مؤسسات الأمم المتحدة وبعض الدول والجمعيات الناشطة في غزة.
وقدر الوزير الفلسطيني بأن ما يتطلبه إعادة الإعمار يصل إلى مئات الملايين فقط للبناء، دون حجم الخسارة والتعويضات اللازمة التي تغطي النواحي الاقتصادية.
وأشار إلى وجود تواصل من قبل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، مع جميع الدول التي قدمت وعودا، وحتى الآن الصورة إيجابية، وهناك انتظار لوصول التمويل.
وكان اشتية قال في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي أمس في مدينة رام الله، إنه تم الاتفاق مع جميع دول العالم على أن إعادة إعمار قطاع غزة سيتم من خلال الحكومة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه سيتم تشكيل فريق من الوزراء والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، لمتابعة عملية إعادة الإعمار.
ورعت مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار لإنهاء موجة توتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل دامت 11 يوما وأسفرت عن استشهاد أكثر من 250 فلسطينيا، مقابل مقتل 13 شخصا في إسرائيل، فضلا عن تدمير واسع في المباني والمنازل السكنية والبني التحتية في غزة.
من ناحية أخرى، نفت حركة "حماس"، اليوم، اتهامات إسرائيل بوجود مكاتب لها في برج سكني وسط غزة يضم مكاتب صحفية دمرته في موجة التوتر الأخيرة.
وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم في باين، إن "تكرار الجيش الإسرائيلي أكاذيبه لوجود مكاتب لحماس في برج الجلاء، محاولة فاشلة لتبرير جريمته باستهداف برج مدني يحوي مكاتب صحفية لقنوات ووكالات عالمية".
واعتبر قاسم أن "تدمير برج الجلاء جريمة حرب مكتملة الأركان تضاف لسلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال في عدوانه الأخير على قطاع غزة".
ودمر الطيران الحربي الإسرائيلي في 16 مايو الماضي برج الجلاء، وهو من أول الأبراج السكنية التي بنيت في غزة، ويتكون من 15 طابقا و60 شقة، ما قوبل بتنديد واسع.
وكان البرج يضم مقار لشركات ومؤسسات اقتصادية ومكاتب لقنوات إخبارية، من بينها قناة (الجزيرة) الفضائية ووكالة أسوشيتد برس الأمريكية (AP)، وإذاعات فلسطينية محلية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أمس الثلاثاء، إن البرج استخدم من قبل حماس للبحث والتطوير الاستخباري والحرب الإلكترونية التي تستهدف الأنشطة العسكرية للجيش والمنظمات المدنية في إسرائيل.
كما اجتمع السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة والأمم المتحدة غلعاد أردان، أمس مع مسؤولين في وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، وأطلعهم على أن حماس كانت تشغل في البرج وحدة عسكرية تعمل على تطوير نظام الكتروني لتشويش منظومة القبة الحديدية، بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة.
ونقلت الإذاعة عن أردان، قوله إن إسرائيل "ستساعد بعملية إعادة إنشاء مكاتب أسوشيتد برس في غزة وإدخال جميع المعدات المطلوبة من أجل ذلك".