تحذيرات واستعدادات قبيل "مسيرة الأعلام" في القدس

الشرطة الاسرائيية

عادة، ما تتسبب مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة، في حدوث اشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولكنها تجري في غير موعدها هذا العام، فيما العالم يحبس أنفاسه، خشية أن تُفجّر صراعا دمويا جديدا بين الطرفين.

ومنذ الساعات الأولى لصباح الثلاثاء، بدأت الشرطة الإسرائيلية استعداداتها لتحويل محيط البلدة القديمة في المدينة، إلى ما يشبه الثكنة العسكرية.

وبموازاة ذلك، فقد رفع الجيش الإسرائيلي من أهبة استعداده بالضفة الغربية، بعد تقديرات باندلاع مواجهات، في حال تسببت المسيرة بمواجهات في مدينة القدس.

وعلى وقع إنذارات الفصائل الفلسطينية، بعدم الصمت، في حال وقوع مواجهات بالقدس، فقد نشر الجيش الإسرائيلي بطاريات منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ، خشية إطلاق قذائف، من غزة ردا على الاستفزازات الإسرائيلية.

واقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم ، باحات المسجد الأقصى بقيادة المتطرف يهودا غليك، وأدوا طقوسا تلمودية استفزازية تحت حماية قوات الاحتلال.

وأفادت مصادر مقدسية أن 54 مستوطنًا اقتحموا باحات المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية استفزازية.

وقال عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، والحاخام المتطرف يهودا غليك في بث فيديو من داخل باحات المسجد، "إنه يقتحم المسجد من أجل الصلاة لنجاح الحكومة الإسرائيلية الجديدة."

وقام غليك بجولة في باحات المسجد خلاله اقتحامه، فيما يقوم غليك باقتحام المسجد الأقصى، مرة على الأقل، في الشهر.

وتتم الاقتحامات على فترتين صباحية، وبعد صلاة الظهر عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد بتسهيلات ومرافقة من قوات الاحتلال.

وكان من المقرر، أن تنظم المسيرة الشهر الماضي، بمناسبة ذكرى احتلال القدس الشرقية وفق التقويم العبري، ولكن جرى تأجيلها إثر العدوان على غزة.

ومع انتهاء العدوان، والإعلان عن قرب حكومة جديدة في إسرائيل، دعت جماعات يمينية إسرائيلية لتنظيم المسيرة الأسبوع الماضي، وهو ما رفضته الشرطة الإسرائيلية في البداية.

غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، جعل آخر قراراته الدفع باتجاه تنفيذ المسيرة.

وفي ذات السياق، كان أول قرارات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد عومر بارليف، بعد تسلمه منصبه، الموافقة على تنظيم المسيرة.

وعلى الرغم من تغيير مسار المسيرة، بحيث لا تمر في داخل الحي الإسلامي بالبلدة القديمة، إلا أن المسيرة تتضمن (رقصة أعلام) في باحة باب العامود، أحد أشهر بوابات البلدة القديمة، لتواصل مسيرها بجانب أسوار البلدة قبل أن تصل إلى حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى.

وعادة، ما يتم رفع الأعلام الإسرائيلية خلال المسيرة، وترديد الشعارات المعادية للعرب.

وليس ثمّة تقديرات محددة، عن أعداد اليمنيين المتوقع مشاركتهم بهذه المسيرة، ولكن هيئة البث الإسرائيلية قالت، الثلاثاء، إن نحو 2000 شرطي سيوفرون الحماية لها.

وسعت جماعات اليمين الإسرائيلي إلى حشد أنصارها، للمشاركة بالمسيرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي المقابل، وجّه نشطاء فلسطينيون دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للاحتشاد في باب العامود بالتزامن مع المسيرة الاستفزازية.

وكانت القوى الوطنية والإسلامية أعلنت الثلاثاء يوماً للغضب والاستنفار في جميع أنحاء فلسطين ومخيمات الشتات.

ودعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في فلسطين في بيان لها "شعبنا الفلسطيني في الأرض المحتلة عام 1948م وفي الضفة الغربية المحتلة، إلى الزحف نحو القدس، والمسجد الأقصى المبارك لحماية المسجد الأقصى."

وكما دعت القوى الشباب الثائر إلى "التصدي لعربدة المستوطنين، وافشال مسيرة الأعلام، لنؤكد من جديد أن القدس لنا، وليس للصهاينة الغزاة".

وقالت القوى في بيانها:" ليكن يوم الثلاثاء يوم غضب عارم ولتنتفض فلسطين كلها وشعبها في الداخل والشتات وتحت العلم الفلسطيني نصرة للقدس، وحماية لها ولأحيائها، وللمسجد الأقصى المبارك".

وكان مسؤولون وأحزاب فلسطينية قد حذروا من تبعات السماح بهذه المسيرة، محمّلين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تداعياتها.

كما صدرت دعوات تحذير عالمية، سيما من أطراف عملت جاهدة الشهر الماضي على وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند في تغريدة على تويتر "تتصاعد التوترات مرة أخرى في القدس في وقت أمني وسياسي هش للغاية وحساس للغاية، عندما تشارك الأمم المتحدة ومصر بنشاط في توطيد وقف إطلاق النار".

وأضاف وينسلاند، فجر الثلاثاء "نحث جميع الأطراف المعنية على التصرف بمسؤولية وتجنب أي استفزازات قد تؤدي إلى جولة أخرى من المواجهة".

ويُنظر إلى مسيرة اليوم على أنها الامتحان الأول لقدرة الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت، على الصمود.

وتوجّه الأنظار إلى زعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس، الذي لولا دعمه لما تمكنت أحزاب المعارضة من إقامة الحكومة.

ولكنّ عباس طرح في حديث له مع القناة (103 FM) الإسرائيلية، الثلاثاء، موقفا فضفاضا، إزاء إمكانية استمرار دعم حزبه للحكومة في حال قادت المسيرة إلى تفجير الأوضاع.

فردا على سؤال إن كان يخشى أن تؤدي المسيرة الى تصعيد قال " تصعيد؟ كل ما يحدث في القدس، وخاصة في البلدة القديمة، يؤثر على المنطقة بأكملها. سمعنا تهديدات، أتمنى أن يمر العرض بدون تصعيد".

غير أنه أضاف "نحن ضد أي عمل فيه استفزاز، كل من شاهد هذا العرض وتابعه يعرف ما هو الغرض منه".

إلا أن القائمة المشتركة، وهي تحالف 3 أحزاب عربية معارضة للحكومة بالكنيست، كان أكثر حزما.

فقد قالت القائمة في تصريح مكتوب، الإثنين، إنها طالبت في رسالة مستعجلة رئيس الحكومة نفتالي بينيت ووزير الأمن الداخلي عومر بارليف، بإلغاء المسيرة.

وقالت "إن مسار المسيرة المشينة المتوقع سيمر من باب العامود وبمحاذاة الأحياء العربية، الأمر الذي سيصعّد الأوضاع ويشعل فتيل الحرب مجدّدًا".

وأضافت "مسيرة الأعلام التي يخطط لها اليمين الاستيطاني في القدس، هي خطة أخرى لإشعال الفتنة، ونحن بدورنا نحذر بشدّة من هذا ونحمّل الحكومة مسؤولية أي تطور خطير سيحدث".حسب تقرير لوكالة "الأناضول".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة