كان الشخص الذي اتصل بالخط الساخن لمؤسسة (سوا 121) طلبا للدعم النفسي من قطاع غزة، لا يزال على الخط عندما بدد دوي انفجار صوته وانقطع الاتصال فجأة..
وبالنسبة للمستشارين في مؤسسة (سوا 121) لتقديم الدعم النفسي في رام الله، هذه نهاية قاتمة مألوفة للاتصالات في أوقات الصراعات، والتي كان أحدثها القتال الذي استمر 11 يوما بين إسرائيل وحركة حماس في مايو أيار.
وقالت أهيلة شومر المشاركة في إنشاء مؤسسة سوا لرويترز من مكتبها بمركز الاتصالات في رام الله بالضفة الغربية المحتلة "لا تعرف إن كانوا ما زالوا أحياء أم لا.".
وأضافت أن هذا هو الشيء الأصعب، وأنهم يواصلون التفكير فيهم وفيما حدث لهم.
وتلقت سوا نحو 37 ألف اتصال خلال فترة الصراع في مايو أيار الماضي، وهو ما يمثل نحو مثلي المتوسط المعتاد، تشمل مخاوف مرتبطة بالسلامة وبأطفال مفقودين والقنابل غير المنفجرة، والتي تضاف إلى الاتصالات المعتادة بالمؤسسة لطلب المساعدة بسبب العنف الأسري وحماية الأطفال ومشكلات الصحة النفسية..
وقال الأخصائيون إن بعض المتصلين بالمركز كانوا يبحثون عن ملجأ أثناء الضربات الجوية الإسرائيلية أو استخدموا الخط المجاني لسوا لتوجيه رسائل لأسرهم لأنهم لم يكن لديهم رصيد للقيام بذلك من هواتفهم..
وأنهى اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه مصر يوم 21 مايو أيار القتال الذي قال مسؤولون طبيون إنه شهد مقتل 253 فلسطينيا في غارات جوية إسرائيلية، في حين قُتل 13 شخصا في إسرائيل بصواريخ أطلقها مقاتلون فلسطينيون.
وقال جلال خضر مدير مكتب سوا في رام الله إنه على الرغم من توقف القتال، فإن أعمال الدعم الحقيقية بدأت لتوها بعد أربع حروب بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة منذ عام 2008.
وقال خضر "كثير من الناس إللي اتصلوا فينا في الحرب الأولى والثانية والثالثة اتصلوا في الحرب الرابعة كأن التروما (الصدمة) والأزمة إللي هم مروا فيها بالحروب الثانية ردت "رجعت" إلهم من جديد مرة ثانية , عمالهم بعيشوا نفس الأزمة إللي كانوا عايشينها من قبل , وهذا بصعب علينا كثير على الاستمرار بالحياة اليومية بدون دعم نفسي بدون مساندة لهدول الناس .
وستواصل سوا تقديم الدعم الطارئ بعد الحرب لمدة ستة أشهر أخرى، اعتمادا على تمويل من منظمات إنسانية مثل أطباء العالم في سويسرا ووكالة التنمية النمساوية.
ويرد الأخصائيون على الاتصالات لمدة 20 ساعة بحد أقصى في الأسبوع لضمان عدم إرهاق المستشارين. لكن نور نزال المسؤولة بالمؤسسة تقول إن إعراب المتصلين عن امتنانهم يجعل هذا العمل الشاق جديرا ببذل الجهد فيه.
وقالت "لما مرات منطلع من الكول سنتر منكون تعبانين أو مضغوطين من القصص إللي احنا منسمعها قد ما بتكون مؤلمة وقد ما بتكون متعبة، بس مرات لما منطلع ولما منسمع الفيد باك (الإفادة) اللي بعطونا اياها، أديش إنتوا ريحتونا، أديش إنتوا طمنتونا أو رجعتوا لنا الأمل بالحياة، هذا بعطينا حافز أكثر مشان نقدم أحسن ونستمر بخدمتنا".
للتعرف أكثر على تفاصيل الخبر ومشاهدة الفيديو الخاص انقر على الرابط ادناه :