يعتقد غالبية الإسرائيليين أن حكومة التغيير التي شكلها نفتالي بينيت زعيم حزب يمينا، ويائير لابيد زعيم حزب يوجد مستقبل لن تستمر طويلا.
وقال أوفيك (27 عاما) من سكان مدينة تل أبيب الساحلية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الحكومة الجديدة "لن تقضي مدتها القانونية كاملة"، متوقعا أن تسقط الحكومة وتذهب إسرائيل إلى انتخابات خامسة.
وأرجع أوفيك سبب عدم تفاؤله بأن الحكومة الجديدة شكلت لأسباب شخصية بحتة، وهي "وضع نهاية لحكم نتنياهو".
وأدت الحكومة الجديدة اليمين الدستورية يوم الأحد الماضي بعد حصولها على ثقة 60 عضو من البرلمان (الكنيست) ومعارضة 59 عضوا، وامتناع عضو واحد فقط.
وتضم الحكومة الجديدة ثمانية أحزاب إسرائيلية وهي حزب يمينا ويوجد مستقبل وميرتس والعمل وأزرق أبيض وإسرائيل بيتنا وأمل جديد، بالإضافة إلى القائمة العربية الموحدة التي انضمت إلى الائتلاف الحكومي لتكون أول حزب عربي ينضم لحكومة إسرائيلية منذ تأسيس دولة إسرائيل.
ووفقا لاستطلاع رأي أجراه معهد مدجام الإسرائيلي للأبحاث فإن 43 في المائة من الإسرائيليين يعتقدون أن حكومة بينيت-لابيد ستخدم لفترة قصيرة فقط، بينما يعتقد 30 في المائة أن الحكومة ستعمل في الواقع لفترة طويلة لكنها لن تصمد حتى نهاية الفترة (أربع سنوات).
بينما أظهر الاستطلاع أن 11 في المائة فقط من المستطلعة آرائهم يعتقدون أن الحكومة ستعمل لمدة أربع سنوات كاملة.
ووفقا لاتفاق الائتلاف فأن بينيت سيكون رئيس الحكومة لمدة عامين، على أن يكون لابيد وزير للخارجية ورئيس الوزراء بالتناوب، على أن يتولى رئاسة الوزراء بعد عامين.
وقال أوري (40 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لماذا علينا أن نكون متفائلين، حكومة جاءت لتنهي حقبة رجل وضع مصلحته الشخصية على مصلحة الدولة بسبب الفساد، لا أعتقد أنها ستدوم طويلا".
ويواجه رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو محاكم بالفساد في ثلاث قضايا منفصلة هي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
وأضاف أوري "هذه حكومة لا تجمعها أي أيديولوجية واضحة، لقد اتفقوا منذ البداية على عدم الخوض في الأمور المصيرية والقضايا الكبيرة حتى لا تسقط الحكومة، لذلك لا أعتقد أن يتغير الحال كثيرا عن السابق".
وتعتبر الحكومة الحالية من أكثر الحكومات الإسرائيلية المثيرة للجدل، فهي تضم أحزابا من أقصى يمين الخريطة السياسية في إسرائيل إلى أقصى اليسار.
كما تضم الحكومة حزب القائمة العربية الموحدة الذي يترأسه منصور عباس المسلم، والذي تعرض لانتقادات شديدة من المجتمع العربي على انضمامه للائتلاف.
في حين قال عباس (47 عاما) بعد توقيع اتفاق الائتلاف للصحفيين "خضنا معركة من أجل مصلحة مجتمعنا العربي وتوصلنا إلى اتفاق يخدم مصلحة مجتمعنا العربي ويعزز مكانة الإنسان العربي في داخل إسرائيل".
وفي هذا تساءل أوري "كيف يمكن أن نتوقع نجاح حكومة تضم حزبا عربيا إلى جانب أحزاب متشددة ويمينية؟"، مضيفا "في السابق قال بينيت عن عباس أنه إرهابي، واليوم يقبل أن يجلس معه في حكومة واحدة ليقود إسرائيل، هذه الحكومة ستسقط قريبا لا محالة".
ووفقًا لنتائج استطلاع أجراه معهد "مدجام" فإن 61 في المائة من المستطلعين قالوا إن دوافع بينيت في تشكيل حكومة كانت طموحا شخصيا، و20 في المائة فقط اعتقدوا أن دوافعه أيديولوجية.
وترى يفعات (38 عاما) والتي تعمل مسؤولة تسويق في شركة إعلان أنه لا يمكن الثقة مرة أخرى في حكومة تناوب على غرار حكومة نتنياهو-وبيني غانتس زعيم حزب أزرق.
وقالت يفعات لوكالة أنباء ((شينخوا)) "حكومة تناوب جديدة، بقيادة لابيد-بينيت، إسرائيل لم تتعاف بعد من الحكومة السابقة".
وكان نتنياهو وغانتس قد شكلا حكومة تناوب في مايو 2020، قبل أن تنهار في ديسمبر 2020، وتخوض إسرائيل رابع انتخابات في غضون عامين في مارس الماضي.
وأضافت "من يثق في حكومة تناوب مرة أخرى سيكون شخصا مجنونا، هذه حكومة جاءت فقط لتسقط نتنياهو وليس لها أي أجندة أو أهداف، ولن يمر طويلا حتى نرى أنفسنا أمام انتخابات خامسة من جديد".
وكان نتنياهو قد تعهد بعد تنصيب الحكومة الجديدة أن يعمل على إسقاطها، ووصفها بأنها "حكومة خادعة".
وقال المحلل السياسي عميت هاليفي في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) "تحالف بينيت-لابيد سينهار حتما"، مضيفا "إن أجندة بينيت وشركائه لابيد وغانتس وميخائيلي وعباس هي انعطاف دراماتيكي كئيب وخطير في مسار الحركة الصهيونية".