- فتح وهبه
يوماً بعد آخر يتضح لنا مدى حجم الفساد الذي ينخر بدوائر السلطة الفلسطينية التي يترأسها محمود عباس المنتهية صلاحيته أصلاً والذي هو اليوم بسياسته العقيمة المبنية على التفرد والإقصاء يُعمّم اليأس بين شعبنا الفلسطيني ويُعرقل مساعي الوحدة والشراكة ويُطيل عمر الإنقسام ولا يسمح بحرية التعبير وبيان الرأي وهمه الوحيد التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي، هذا التنسيق الأمني الذي كان مقتل الناشط والمعارض السياسي نزار بنات أحد تداعياته مؤخراً.
لم يتفاجأ الشعب الفلسطيني كثيراً بمقتل الناشط السياسي نزار بنات فقد كان يتوقع هذا الأمر ويترقبه، إذ سبق عملية الإغتيال تحذيرات وتهديدات كثيرة من طرف قادة السلطة الفلسطينية جعلت الأجواء تتهيأ لإرتكاب الجريمه وإن هذه الجريمة ألتي إرتكبتها الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية ليست هي الأولى فسجلها حافل بحوادث مشابهة.
إن الإعتقالات السياسية التي يقوم بها قادة الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في محاوله منها لقمع الأصوات وكبت الحريات لن تُثني أبناء شعبنا عن مواصلة النضال بكافة أشكاله وأن تصفية المناضل الناشط السياسي نزار بنات في الخليل قبل أيام قليلة عمل إجرامي جبان ومدان يجب أن يُحاسب عليه كل من قام به وخطط له.
لقد تعرض نزار بنات قبل مقتله للإعتقال وللتعذيب مرات عديدة من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية بسبب مواقفه الحادة ومعارضته القوية للسلطة وفسادها، ولقد أشارت نتائج تشريح جثمانه بشكل أوَّلي إلى تعرّضه للتعذيب الشديد .
لقد كان بالإمكان أفضل ممّا كان لو أقدمت السلطة الفلسطينية على ترميم صورتها التي تأذت وتشوهت بشكل ملحوظ، نتيجه مواقفها الهزيلة والغير منسجمة مع الشارع الفلسطيني أثناء معركة "سيف القدس" ونتيجة قرار رئيسها أبو مازن إلغاء الإنتخابات بدل أن تُقدم أجهزتها على قتل الناشط السياسي نزار بنات بدم بارد.
إن هذا العمل الإجرامي لاقى إدانات واسعة من قبل منظمات حقوقية دولية ومحلية ومن قبل الفصائل الفلسطينية وهو أشبه بصب الزيت فوق النار، الشيئ الذي قد يؤدي قريباً الى إسقاط أبو مازن في الشارع مع أركان السلطة خاصة إذا أقدمت أجهزة السلطة على هذه الحماقه مرة ثانية في المستقبل القريب.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت