سجلت فلسطين يوم الأحد أول إصابتين بالطفرة الهندية من فيروس كورونا لفتاتين من سلفيت وقلقيلية وصلتا مؤخراً من دولة الإمارات.
تثير هذه الطفرة القلق عالمياً، خاصة أنها تضم طفرتين معاً، وهو الأمر الذي لم يسجل سابقاً، حيث تضم طفرتين على المستوى البروتين السطحي، وهما E484Q و L452R..
ولكن رغم أن النسخة الهندية تشكل طفرتين معاً من فيروس كورونا فإن ذلك لا يعني بأن تكون معدية أكثر أو أشد خطورة من غيرها من الطفرات كالبريطانية أو البرازيلية أو الجنوب افريقية.
والطفرة الهندية "متغيّر دلتا" هي الأكثر قدرة على الانتقال من بين متغيرات فيروس كورونا التي تم تحديدها حتى الآن، وينتشر بسرعة كبيرة جداً بين الأشخاص خاصة الذين لم يتلقوا التطعيم، إضافة إلى أن تطور المرض لدى المصابين به أسرع من الطفرات الأخرى.
وتنتقل الإصابة بهذه الطفرة بشكل أكبر بمرتين على الأقل من الفيروس الأصلي، ولهذا السبب يمكن أن ينقل شخص واحد المرض ليس إلى 2 وإنما إلى 4 أو 6 أو 8 آخرين.
وإذا نظرنا إلى الهند فإن هذه الطفرة هي بالتأكيد السبب الرئيسي للوضع الكارثي التي تعيشه البلاد هناك، وهي التي سجلت وفاة أكثر من 390 ألف شخص، ونحو 30 مليون إصابة.
ووفق مدير عام الخدمات الطبية المساندة في وزارة الصحة الفلسطينية أسامة النجار، فإن الطفرة الهندية الجديدة لفيروس "كورونا" المستجد تعد أسرع انتشارا ولديها القوة للتهرب من جهاز المناعة، لافتا الى أنها انتقلت لدول في العالم عبر السفر ومنها دولة الاحتلال.
وأضاف: "الطفرة الهندية تعتبر مزيجا من طفرتين، وهو ما أعطى الفيروس قوة ومقاومة أكثر في جسم الانسان لأية اجراءات، وأعراضا أشد، والفترة الزمنية لظهور الأعراض أقل، وهذا يرهق الطواقم والمرافق الصحية، بحيث ستكون هناك حاجة للمستشفيات بشكل أكبر".
وأكد أن الأخطر من ذلك والذي لا يزال العلم يدرسه، هو أن تكون تلك الطفرة تستطيع التهرب من التطعيمات المستخدمة حاليا في السوق، وهذا الأمر عليه نقاش علمي في دول العالم، حيث إن بعض الشركات قالت إن التطعيمات كانت مناسبة له، والبعض الآخر أكدت أنها مناسبة جزئيا، والآخر قالت إن فيها اشكالية.
وعن العلاج، قال النجار إن كل الأدوية المستخدمة واحدة، وحتى الآن لا توجد شركة قالت إن هذا الدواء أو العلاج مناسب لهذا الفيروس، وما زالوا يستخدمون أدوية تقليدية، والتي وجدوا أنها تحد من شدة الأعراض والفيروسات، وبشكل عام لا يوجد علاج مباشر لقتلها داخل الجسم، وما يتم علاجه هو الأعراض الناتجة عن الإصابة بالفيروس.
وشدد على ضرورة الاستمرار بأخذ اجراءات الحيطة والحذر حتى آخر لحظة، وأن نستمر بالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
ووفق رئيس قسم الفيروسات في مستشفى برلين شارتيه، كريستيان دورستن فإنه لا يرى أي سبب للقلق من النسخة الهندية من فيروس كورونا. ويؤكد على أنه بقليل من الجهد يمكن إحداث تعديلات طفيفة للجيل القادم من اللقاحات حتى تصبح قادرة على مواجهة النسخ المتحورة من الفيروس أيضا.
وتثير خصائص الطفرة الهندية المتحورة مخاوف من مقاومة أشد للقاحات الحالية ضد فيروس كورونا، والتي طُورت للتعرف على بروتين شوكة سلالات سابقة من الفيروس؛ لكن لم يثبت هذا في الوقت الحالي، ولكن حتى في هذه الحالة، لم يثبت علميا أن المتحورة معدية على نحو أكبر، وذلك وفق تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
ما أعراض السلالة الهندية من كورونا؟
مع أنه حتى اللحظة لا توجد أدلة قاطعة أن الموجة الحالية من وباء كورونا في الهند ناتجة عن السلالات الجديدة، إلا أن أعراضا قد لوحظت في هذه الموجة، وقد تكون مرتبطة بهذه السلالات.
وقالت الدكتورة سوراديبتا تشاندرا، طبيبة استشارية في مركز هيلفيتيا الطبي في دلهي، في تصريح لموقع "تايمز ناو نيوز" (times now news)، إنه من المحتمل وجود متغيرات ثنائية وثلاثية الطفرة من كوفيد-19 تم اكتشافها لأول مرة في الهند، ويبدو أن الطفرة نفسها تسبب أعراضا لم يسبق رؤيتها من قبل.
وأضافت، يبدو أن الأنواع الجديدة تسبب أعراضا جديدة، تم ملاحظتها في مرضى كوفيد-19 خلال الموجة الثانية تشمل:
الإسهال، وآلام البطن، والطفح الجلدي، والتهاب الملتحمة، وحالة الارتباك وضباب الدماغ (تشوش التفكير)، كما يصاحب المرض أعراض فيروس كورونا المعتادة مثل الحمى والتعب والسعال.