- د. خالد معالي
ما زالت صورة منزل الأسير منتصر شلبي من بلدة ترمسعيا شمال رام الله حاضرة في الاذهان، وقوية في الذاكرة، وفاضحة للاحتلال، فكيف لكيان يسمي نفسه متحضرا وسط غابة من الوحوش العرب – كما يزعم- يهدم منزل على شكل تحفة فنية، لمجرد ان صاحبه دافع عن شعبه بطرق ووسائل يقرها القانون الدولي الانساني؟!
ترى ما الذي يدفع فلسطيني مقاول وغني بالمال ان يقوم بعمل مقاوم لصالح شعبه، مع ان يسر الحال والغنى كفيل له ان يقضي عمره سياحة بدول العالم، ويأكل اشهى والذ الاطعمه؟! انها المبادىء والقيم والاخلاق وحب الحرية والتضحية لشعبه؟! يا ساده! فلا فناء لثائر.
وكيف لرئيس وزراء كيان الاحتلال يضع على مكتبه صورة اسيرين في غزة من جيش الاحتلال وهما الجنديين: "هدار غولدين"" و"أورون شاؤول"، بينما الجندي "منغستو"، ليس له حظ عند حكومة الاحتلال كي تعلق صورته مع صورتي الجنديين الاخرين؟! انها العنصرية.
كيان غاصب مهما زعم انه الديمقراطية الوحيدة وسط غابة من العرب الوحوش، لا يصدقه احد، كون افعاله تفوق وحشية انظمة العرب الدكتاتورية، فانظمة العرب لا تهدم منازل من يعارضها ويقاومها، بل تسجنه، لكن هذه الانظمة على وحشيتها لا تعاقب حجارة وابواب ومنازل تأوي عائلات كبيرة، ولا تلاحق حجارة صماء.
كيان الاحتلال لم يعد متماسكا كما كان خلال تأسيس ما يسمى ب"اسرائيل" عام 1948، فقط كان المؤسسين الاوائل في دولة الاحتلال يتعبوا كثيرا على الجندي في جيش الاحتلال، لكن الان نرى ان جنود جيش الاحتلال يبكون او يغمى عليهم، ان قيل لهم ستدخلوا غزة لتحاربوا عناصر من المقاومة.
واهم من يظن ان جولة سيف القدس لم تضرب في فكرة واستمرارية ما يسمى ب"اسرائيل"، ومكابرة الاحتلال وقادته مجرد فقاعه لا تحجب الشمس، ف"نفتالي بينت " كان قد صرح انه سيعمل على اطالة عمر "اسرائيل"، وهذا يعني ان في قرارة نفسة وداخل عقول وفكر قادة الاحتلال هناك حقيقة يسلموا فيها ان دولتهم المصطنعة "زائلة" وهذا مسألة وقت فقط، و11 يوما من قصف مدن ومعسكرات الاحتلال ثبت وأكد حقيقة قرب زوال "اسرائيل" فأقصى ما فعلته ضد غزة هو هدم عمارات ومنازل سكنية مدنية، وهذه جريمة حرب وليست بطولة.
صور هدم منازل الفلسطينيين، واعتقال الشبان وطرد الفلسطينيين من منازلهم واراضيهم في القدس المحتلة وغيرها، وصور فتيات ونساء فلسطينيات وهن مقيدات في الاسرى، وغيرها من الصور التي يراها العالم يوميا تفضح وتكشف حقيقة الاحتلال، ولنرى ماذا سيفعل مع هذا الكم من الصور الفاضحة له في ظل انتشار وقوة مواقع التواصل، والكل صار يشتغل ويعمل كصحفي الى حد ما.
في كل الاحوال ومهما حاول الاحتلال وقادته المكابرة والتنكر، فان مسالة زوال كيانه وقرب ذلك التوقيت، بادية لكل عاقل، واصلا أخطأ الغرب عندما زرع كيان غاصب بقوة السلاح وسط امواج هادرة من العرب والمسلمين، وقصة حماية انظمة العرب للكيان او الغرب، هي مسالة تزول قريبا مع التغيرات في المنطقة، فالتغيير سنة كونية من يخالفها ويتحداها، تطحنه.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت