- بقلم: أ.د. عادل السعدني
- عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس
مسارات عديدة شائكة شكَّلت إشراقة هذا الوطن، بدءًا من معركة تثبيت أركان الدولة، بالقضاء على الفوضى والانفلات الأمنيّ، ومواجهة الإرهاب البغيض، ومرورًا بتصحيح الصورة المغلوطة، التي روّج لها أهل الشر بين الدول الكبرى، والتعامل بحسم، وبدون أيّ تنازل مع من لا يعطي مصر قدرها الذي تستحقه.
فالإنسان والمكان عنصران مثَّلا طرفي معادلة التنمية والبناء؛ لتترجم عبقرية مصر وتنسج خيوط حلم وهدف حدد بوصلة المسار، الذي اختاره سيادة الرئيس "السيسي" عندما تولى مسئولية حكم مصر منذ سبع سنوات ولخّصته رؤية مُختلفة لا تعرف مسكّنات آلام المشكلات والأمراض المزمنة؛ لتحقيق شعبية مؤقتة، ولكنَّها تعالجها من الجذور وتحول دون عودتها.
مفردات القوَّة لخَّصها الرَّهان على ثقة الشَّعب في القائد، رسالة الامتنان للمواطن البسيط، والإشادة بتحمِّله آثار علاج أزمات الماضي كانت تسبق كلمات سيادته عند تدشين أو افتتاح أيّ مشروع جديد، لتؤكّد المسئولية المُشتركة والشُّعور المُتبادل بين القائد والشَّعب.
والأرقام تعكس حجم الإنجاز الهائل، الذي لم يتخيل أفضل الخبراء إمكانية تحقيقه، وعندما يظهر شامخًا راسخًا كان يقترن دائمًا بالبدء في تحدٍ جديد.
إنَّ النظرة العميقة لما يجري على أرض مصر توضح دون مواربة أنَّ الغاية والمراد هو بناء دولة يفخر ويشرف بها أبناؤها، ووفقًا لتصريحات الدكتور "مصطفى مدبولي"، رئيس مجلس الوزراء فإنَّ الدولة رصدت استثمارات بقيمة 4 تريليونات جنيه؛ لتنفيذ المشروعات القومية الكبرى في مُختلف القطاعات، خلال الفترة من يوليو 2014م حتى 30 يونيو 2020م، وتمَّ إنشاء 26 منطقة حرّة واستثمارية جديدة؛ ليصل إجمالي المناطق الحُرّة والاستثمارية إلى 42 منطقة وتنفيذ 9 مراكز لخدمات المُستثمرين، ليصل الإجمالي إلى 17 مركزًا.
مخاطبة المستقبل عند تخطيط وتنفيذ أيّ مشروع بعيدًا عن ثقافة الماضي- التي كانت في أحيان كثيرة مشروعات لا تطبّق المعايير العالمية- والالتزام بتوطين التكنولوجيا الحديثة بإقامة صناعة مُتكاملة على الأرض المصرية كانت الوقود للشركات الوطنية في منافسة الشركات العالمية بالمشروعات العِملاقة، التي تطرحها الدولة المُختلفة، مثل مشروع سد نيريري في تنزانيا ومشروعات الطرق وخطوط نقل المُنتجات النفطيّة في إفريقيا وآسيا.
بشائر تحقيق الحُلم انعكست ثمارها على جودة الحياة للمواطنين من مسكن آدمي ومواجهة الفيروس الذي كان يرتع في أكباد المصريين دون رحمة، إضافة إلي إعادة البناء الحضاريّ لريف مصر، وجوه أخرى مشرقة تشع الأمل في مستقبل هذا الوطن.
لا شكَّ أنَّ ردُّ الجميل وجبر خواطر الشهداء والمواطنين البُسطاء، نقطة مضيئة ميّزت مسيرة السنوات السّبع ومنحتها توهجًا مُختلفًا مطبوعًا بخيوط ثقة راسخة غير مصطنعة، فالانتماء وحده لا يكفي لبناء أمَّة إلَّا إذا كان مقترنًا بالولاء الذي هو ثمرة الثقة التي تتحقق من الوفاء بالوعد.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت