بيت لحم تستقبل وفد سياحي أجنبي لأول مرة منذ أكثر من عام

بيت لحم

وصل إلى مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية وفد سياحي أجنبي لأول مرة منذ قرابة عام ونصف إثر إغلاقها لتسجيلها أول حالات إصابة بمرض فيروس كورونا "كوفيد-19" في مارس من العام الماضي.

وقضى الوفد الذي يضم قرابة 16 شخصا قدموا من الولايات المتحدة الأمريكية الليلتين الماضيتين من أصل أسبوع في أحد فنادق المدينة التي خلت طيلة الأشهر الماضية من أي سائح أجنبي.

وقدم الوفد إلى الضفة الغربية عبر إحدى المكاتب السياحية الفلسطينية بعد اتخاذ كافة الإجراءات الصحية والبرتوكولات المتبعة في الولايات المتحدة للإطلاع على المعالم الأثرية في المدينة مثل ساحة وكنيسة المهد ومناطق أخرى.

وفور دخول الباص الذي يقل المجموعة السياحية دبت الحياة والفرحة في نفوس أصحاب الفنادق السياحية العاملة في المدينة كونها المرة الأولى منذ أشهر طويلة يرون هذا المشهد.

وأعرب فادي سمور مدير أحد الفنادق في مهد المسيح لوكالة أنباء "شينخوا"، عن سعادته برؤية السياح من جديد في بيت لحم بعد انقطاع دام أكثر من عام ونصف.

ويقول سمور، إن المدينة السياحية الأكثر شهرة في الضفة الغربية لم تستقبل أي سائح منذ الخامس من مارس العام الماضي بسبب إغلاقها إثر تسجيل أول حالات إصابة بفيروس كورونا.

واعتبر، أن وصول أول وفد سياحي إلى بيت لحم خطوة تعطي روح من الأمل والتفاؤل بعودة الحركة السياحية من جديد في المدينة التي كانت تعج بملايين السياح سنويا.

ويتابع سمور، أن عودة السياحة كما كانت عليه المدينة قبل انتشار فيروس كورونا "ينعش اقتصاد بيت لحم في المستقبل القريب خاصة أن 90 في المائة من سكانها يعتمدون على السياحة".

وتوقفت أنشطة نحو 70 فندقا سياحيا في بيت لحم بشكل كلي تقريبا منذ مطلع مارس العام الماضي إثر اكتشاف أول حالات إصابا بمرض كورونا في المدينة ما أدى لارتفاع نسبة البطالة بصفوف سكانها بحسب مسئولين محليين.

ولم يدخل بيت لحم منذ ذلك الوقت أي أفواج سياحية محلية أو خارجية، رغم استئناف العمل في معظم القطاعات في الأراضي الفلسطينية إلا أن مجال السياحة لا يزال مغلقا.

ويقول رئيس جمعية أصحاب الفنادق في بيت لحم إلياس العرجا، إن وصول الوفد السياحي إلى المدينة رغم قلة عدده إلا أنه يعطي الأمل بعودة السياحة مرة أخرى.

ويوضح العرجا لـ "شينخوا"، إن الفنادق في المدينة كانت تستقبل يوميا للمبيت قرابة 10 آلاف سائح أجنبي ما قبل أزمة فيروس كورونا إلا أن ذلك لم يعد موجودا.

ويوضح، أن إغلاق بيت لحم أمام حركة السياح كلف أصحاب الفنادق خسائر بملايين الدولارات منذ بدء الأزمة حتى الآن في ظل عدم وجود أفق لتعويض الخسائر قريبا.

ويشير العرجا، إلى أن الطريقة المثلى للتغلب على الأزمة الاقتصادية في المدينة وإعادة دوران العجلة من جديد تتمثل بعودة الحركة السياحية كما كانت، معربا عن أمله أن يكون ذلك في المستقبل القريب.

وحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن ما يزيد عن 21 ألف عامل فلسطيني ينشط في مجال السياحة في الضفة الغربية تتركز النسبة الأكبر منهم في بيت لحم.

وسبق أن قدرت وزارة السياحة والآثار في السلطة الفلسطينية أن يصل حجم الخسائر في قطاع السياحة مليار ونصف المليار دولار في الضفة الغربية حتى نهاية العام الماضي.

ويقول مدير عام التسويق والإعلام السياحي في الوزارة ماجد إسحاق لـ "شينخوا"، إن الخطوة هامة كون هذه المجموعة الأولى التي تقيم في فنادق بيت لحم بعد أزمة فيروس كورونا.

ويضيف إسحاق، أن زيارة الوفد السياحي سيشجع مجموعات أخرى من أجل القدوم إلى الأراضي الفلسطينية خاصة بيت لحم من أجل زيارة المعالم الأثرية والمبيت فيها وهذا يبعث بعودة الحياة مرة أخرى.

ويشير إلى أن الوزارة أطلقت خطة إنعاش القطاع السياحي في إنتاج واعتماد بروتوكولات صحية سياحية بمعايير عالمية، إضافة لرفع كفاءة العاملين في القطاع السياحة خاصة ما يتعلق بالعناية والوقاية والسلامة العامة.

ويوضح إسحاق، أن نصف سكان بيت لحم المقدر عددهم نحو 217 ألف نسمة يعتمدون على مجال السياحة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مشيرا إلى أن مجال السياحة المتضرر الأكبر في فلسطين من أزمة كورونا لاسيما في مهد المسيح أكثر المدن مقصدا للسياح الأجانب لما لها من مكانة دينية.

وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة (المهد) التاريخية التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر عام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح ويعتقد أنها أقدم الكنائس الموجودة في العالم.

وبحسب إحصائيات فلسطينية رسمية زار أكثر من ثلاثة ملايين ونصف مليون سائح الأراضي الفلسطينية عام 2019 غالبيتهم إلى بيت لحم، قبل أن يتم إغلاق المدينة على إثر أزمة مرض كورونا.

يأتي ذلك فيما سجلت الأراضي الفلسطينية اليوم 64 إصابة بالمرض خلال الـ24 ساعة الماضية في قطاع غزة والضفة الغربية دون تسجيل أي حالة وفاة، بحسب ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في تقريرها اليومي.

وأشار التقرير، إلى أن الإصابات توزعت بواقع 9 حالات في الضفة و55 في غزة، ما يرفع حصيلة الإصابات في الأراضي الفلسطينية إلى 344067 حالة، بينها 338601 حالة تعاف، بينما بلغ إجمالي الوفيات 3850 حالة منذ مارس 2020.

وفيما يخص الأشخاص الذين تلقوا التطعيم المضاد لكورونا، بلغ الإجمالي في الضفة الغربية وغزة 548006 أشخاص، بينهم 391730 تلقوا جرعتين من اللقاح.

وفي السياق أعلنت وزارة الصحة، الانتهاء من بناء فريق تدخل نفسي لمواجهة فيروس كورونا، من عدة مؤسسات لتنسيق جهود المؤسسات الصحة النفسية.

وقالت مديرة وحدة الصحة النفسية بالوزارة سماح جبر في بيان، إن الفريق المكون من 40 شخصا تدرب على تقديم الخدمات النفسية للمصابين بفيروس كورونا ودعم الأهالي وتقديم الإسعاف النفسي الأولي.

واشتملت التدريبات التي عقدتها جبر، على آليات التعامل مع العنف المنزلي وقت الجائحة، والتدخلات العلاجية المناسبة لتوهم الإصابة بكوفيد 19 أثناء فترة الجائحة، ومحددات وآليات التحويل المهني إلى جهات أكثر اختصاصا.

وأشارت إلى أن الفريق يضم مهنيين من وزارة الصحة يعملون بشكل مباشر مع مرضى "كوفيد 19" في مراكز الحجر، إضافة إلى منتدبين من مؤسسات عالمية ومهنيين متطوعين يرغبون بالتعلم ومستعدين للتدخل عند الحاجة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بيت لحم (شينخوا)