- بقلم: شاكر فريد حسن
رحل في السابع من تموز الجاري زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، أحمد جبريل، حاملًا الكثير من الأسرار عن شخصيات فلسطينية وعربية وأحداث وتفاصيل لم تنشر. وبرحيله يرحل أحد أبرز مؤسسي الثورة الفلسطينية المعاصرة، ورجلًا حمل في جعبته وتجربته تاريخًا من النضال المقنن، ووصفه البعض برجل المفارقات.
ارتبطت سيرة حياته بعلاقاته الوطيدة الوثيقة بالقيادة السورية والولاء للنظام السوري الحاكم، وبصراعه مع القيادة الفلسطينية ومع حركة "فتح" خاصة ورئيسها الراحل ياسر عرفات، وتعرض لمحاولات اختطاف واغتيال عديدة على أيدٍ فلسطينية ولبنانية وعربية ومن المؤسسة الإسرائيلية.
قضى أحمد جبريل حياته في ميادين المقاومة وساحات المعارك وخنادق النضال، مؤمنًا بالكفح المتواصل طريقًا وحيدًا لتحرير أرض فلسطين والعودة، وظل حتى الرمق الأخير ثابتًا على الحق لا يحيد عنه، متمسكًا بمواقفه الوطنية والثورية الجذرية الصلبة، واتصف بعزيمة قوية وشجاعة منقطعة النظير، وصفات مميزة جعلته في المكان الذي يليق به في تاريخ ومسيرة الثورة الفلسطينية.
أحمد جبريل كان شخصية عسكرية استثنائية وصرفة حتى في حياته الشخصية، ولم يتقن الاعيب السياسة ولم تستهوه اللغة الدبلوماسية، ولم يكن يعرف المجاملات ابدًا في القضايا والمسائل الوطنية والقومية، وإنما كان شخصية جدلية وخلافية مع الراحل ياسر عرفات، رافضًا للتسويات والمفاوضات السلمية واتفاق أوسلو التفريطي، وبسبب مواقفه التي لم تتغير قط، تعرض لحملة تشويه هائلة في الساحة الفلسطينية والاعلام الفلسطيني.
أحمد جبريل القائد والرجل الصلب الذي حافظ على مبادئ تاريخية الأرض الفلسطينية في الطرحين السياسي والعسكري وداعًا، وستبقى خالدًا في ذاكرة شعبنا وسفر الكفاح التحرري الفلسطيني.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت