جبهة النضال بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين للانطلاقة: معركة شعبنا الرئيسة مع الاحتلال والإرادة الوطنية ستنتصر لا محالة

جبهة النضال
  • لا حل من دون القدس عاصمة لدولة فلسطين ... ولا تنازل عن حق العودة
  • لا بديل عن الحوار الوطني الشامل لتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية
  • صون حقوق الإنسان واحترام الحريات العامة واجب وطني وحق قانوني ودستوري

رام الله / أكدت جبهة النضال الشعبي الفلسيطي في الذكرى ال54 للانطلاقة التي تصادف يوم الخميس، "تأتي الذكرى في ظل تطورات تشهدها قضيتنا الفلسطينية ومشروعنا الوطني، وتحولات وتغيرات سياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، فعلى المستوى الفلسطيني رغم الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية ما زال الانقسام الداخلي مستمراً، ورغم  النهوض الوطني والتلاحم الشعبي الذي تجلت أروع صوره في الدفاع عن القدس، والتصدي لمحاولات سلطات الاحتلال تهجير أبناء شعبنا في حي الشيخ جراح، ومواجهة اعتداءات المتطرفين الصهاينة على الأماكن المقدسة، وتغول المستوطنين، والصمود البطولي أمام الحرب الهمجية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة، ورغم ما حققه هذا الصمود من حملة تضامن ودعم واسعة على المستويين العربي والعالمي، إلا أن تغليب المصالح الحزبية الضيقة حالت دون تتويج هذا التلاحم والصمود بإنهاء حالة الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية تأخذ على عاتقها توحيد المؤسسات وإعادة الإعمار وإزالة آثار العدوان وإنعاش الوضع الاقتصادي."

 وأضافت الجبهة إن "استمرار حالة الانقسام علاوة على أنها تضر بقضيتنا الوطنية وتزيد من معاناة شعبنا، فإنها وفرت بيئة خصبة للاعتداء على الحريات العامة وانتهاك حقوق الإنسان وخاصة حرية الرأي والتعبير والمشاركة السياسية، وسجلت في مناطق دولتنا الفلسطينية الكثير من الاعتداءات والانتهاكات التي لا تنسجم مع طبيعة المرحلة التي نعيشها كمرحلة تحرر وطني، وفي الوقت الذي نعتبر فيه حقوق الإنسان والحريات العامة خطا أحمر لا يجوز تجاوزه، فإننا نرفض استغلال بعض الحوادث الفردية المتعلقة بالاعتداء على الحريات كذريعة للتحريض على رأس النظام السياسي ومؤسسات السلطة، إن الخروج الآمن من حالة الفوضى وإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني يكون بتطبيق القانون الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام، والنضال من أجل الوصول لانتخابات يختار فيها شعبنا ممثليه في المجلس التشريعي والرئاسة وصولاً للمجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية.

إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ندعو القوى السياسية وأطراف الحوار الوطني الفلسطيني إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا على المصالح الحزبية والفئوية الضيقة، وندعو إلى تهيئة الأجواء لعملية المصالحة بالتوقف عن التحريض ولغة التخوين والتكفير، وإطلاق العنان للحريات العامة واحترام حقوق الإنسان وإغلاق ملف الاعتقال السياسي، وحشد كل طاقات وامكانيات شعبنا في معركته الرئيسة مع الاحتلال. "

وعلى المستوى الإقليمي قالت الجبهة "شهد النظام السياسي لدولة الاحتلال أربع جولات من الانتخابات العامة خلال عام، أسفرت عن تشكيل حكومة إسرائيلية هشة وضعيفة برئاسة نفتالي بينت، إلا أن السمة الأبرز لهذه الحكومة هي العنصرية والتطرف،وقد أثبتت اجراءات الحكومة الإسرائيلية الجديدة وتصريحات ومواقف أركانها أن لا تختلف عن حكومة نتنياهو السابقة بل هي أكثر تطرفاً."

 وترى الجبهة أن "مواجهة هذه الحكومة اليمينية العنصرية المتطرفة والتصدي لإجراءاتها وسياساتها العدوانية يتطلب تفعيل العمل الوطني المقاوم، وتطوير أساليب المقاومة الشعبية، والقيام بأوسع حملة سياسية ودبلوماسية لتعريتها أمام المجتمع الدولي وكشف جرائمها بحق شعبنا، وتوفير الحماية لشعبنا والمطالبة بمحاكمة القادة والجنرالات الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية كمجرمي حرب، والدعوة لفرض العزلة السياسية على حكومة الاحتلال ومحاصرتها. "

وعلى المستوى الدولي  اشارت الجبهة مع "وصول الإدارة الأمريكية الجديدة انطوت صفحة إدارة ترامب، وسقطت ما تسمى صفقة القرن بفضل صمود شعبنا وقيادته السياسية، ومن أجل إنهاء حالة الوصاية والاحتكار والهيمنة الأمريكية لعملية السلام، تؤكد الجبهة على أهمية المبادرة الفلسطينية بالدعوة لمؤتمر دولي للسلام، وتطالب بدور أكبر لجمهورية الصين الشعبية في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وتدعو إلى متابعة مبادرة السلام الصينية ذات الخمسة بنود الذي طرحها وزير الخارجية الصين يوانغ يي في شهر آذار/ مارس الماضي."

وتؤكد الجبهة على" أهمية الدور الروسي ودعمها لقضية شعبنا، وتطالب الاتحاد الأوروبي بالخروج من العباءة الأمريكية وبدور أكثر فاعلية وضاغط على حكومة الاحتلال، وتشيد الجبهة بجهود الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل (BDS)، وكافة حركات التضامن الدولية مع شعبنا، وتطالب الجبهة هيئة الأمم المتحدة  بالقيام بدورها وإلزام دول العالم باحترام قرارات مؤسساتها ومبادئها، والتوقف عن الانتقائية والكيل بمكيالين خاصة فيما يتعلق بالقرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

 مؤكدة أربعة وخمسون عاماً وما زال النضال مستمراً، وما زالت الجبهة تتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الوطنية، ولم يشغلها الهم الوطني العام المتمثل في الخلاص من الاحتلال، عن النضال من أجل تبني سياسات اجتماعية واقتصادية لتحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع الفلسطيني، ولا عن نضالها الديمقراطي سواء على صعيد منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية لمعالجة أوضاعها وتصويب أدائها، أو على الصعيد الداخلي للجبهة عبر احداث التجديد الجريء في الرؤى والبرامج وأساليب العمل، وضخ الدماء الجديدة من الشباب والمرأة في دوائر صنع القرار في الهيئات القيادية للجبهة، وتوجت ذلك بعقد مؤتمرها الوطني الثاني عشر في شهر حزيران/ يونيو الماضي والذي أعلنت فيه عن تحولها لحزب اشتراكي ديمقراطي."

واختتمت وهي تحيي انطلاقتها الرابعة والخمسين "تستذكر شهداء شعبنا العظيم، وشهداء الجبهة وفي المقدمة منهم القائد المؤسس الدكتور سمير غوشة، وتتوجه للأسرى البواسل، ولجماهير شعبنا المكافح في كل مكان، وللاجئين في مخيمات الصمود والعودة بأسمى التحيات النضال، وتعاهدكم على مواصلة درب النضال حتى تحقيق الأهداف الوطنية التي انطلقت من أجلها وفي مقدمتها الحرية والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود الرابع من شهر حزيران/يونيو 1967م وعاصمتها القدس الشرقية."

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله