مبادرة (العودة للجذور).. آمال وأهداف

بقلم: عادل السعدني

عادل السعدنى
  • بقلم : أ.د. عادل السعدني عميد كلية الآداب  جامعة قناة السويس

أطلقت مصر مبادرة تحت عنوان «العودة للجذور» بهدف إحياء الاحتفاء الشعبي بالجاليات اليونانيّة والقبرصيّة الَّتي كانت تعيش في مصر، وقرر أن تكون مكتبة الإسكندريّة بما لها من دلالة رمزيّة منصة لإطلاق المبادرة في حضور سيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" والرئيس اليوناني "بروكوبيس بافلوبولوس" ورئيس جمهوريّة قبرص "نيكوس أنستاسيادس" بالإضافة للمكاسب السياسيّة الَّتي تقف وراء المبادرة وما سينتج عنها من آمال في تنشيط السياحة يبقى السؤال حول مدى مساهمتها في تنشيط الحوار بين ضفتي المتوسط.

مبادرة أطلقها سيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" منذ أربع سنوات في القمة الثلاثيّة بنيقوسيا في نوفمبر 2017م، وجاءت النسخة الأولى في أبريل 2018م، بمشاركة 250 من الجاليات اليونانيّة والقبرصيّة الَّتي عاشت في مصر، ثم النسخة الثانيّة في نوفمبر 2018م، بمشاركة الأطباء في إنجلترا من مصر واليونان وقبرص، وبعدها جاءت النسخة الثالثة عام 2019م، بأستراليا لتعزيز التعاون التجاري بين الجاليات المقيمة هناك من البلدان الثلاثة.

 

واستمرار المبادرة للعام الرابع على التوالي يعكس أهميتها وإيمان القائمين عليها بآثارها الإيجابيّة بالنسبة لشعوب الدول الثلاث.

هذا النجاح الَّذي حققته المبادرة يُعيد إلى الذاكرة محاولة جرت منذ أكثر من عشر سنوات تحت عنوان مشابه مستهدفة تدشين جسور لتواصل المصريين المقيمين في الخارج بشكل مؤقت أو دائم وبين المحافظات المصريّة الَّتي ينتمون إليها، هذه المحاولة لم تنجح أو تؤتي ثمارًا.. ربما لعدم خضوعها لدراسة متأنية أو لعدم وضوح الهدف منها.

الآن وفي ظل الدورة الرابعة لمبادرة العودة للجذور أصبح ليس هناك ما يمنع من قيام وزيرة الهجرة المتميزة السفيرة "نبيلة مكرم" من دراسة إطلاق مبادرة أخرى تستهدف المتميزين من أبناء مصر المهاجرين في الدول المختلفة؛ ليقوموا بدور تشاركي في النهضة الَّتي تشهدها مصر حاليًا، ولا أقصد هنا أن يكون الهدف مشاركات أو مساهمات ماليّة ولكن ما أرمي إليه الاستفادة بتراكم الخبرات وتنوعها لديهم.

إنَّ الثورة التكنولوجيّة الَّتي يعيشها العالم والتحديات الكثيرة الَّتي تواجهها مصر تجعل أبناءها في الخارج بمثابة خط دفاع مُتقدِّم يمكن الاستفادة منه في التواصل مع دوائر صُنع القرار في مختلف الدول خاصة أوروبا وأمريكا.

فضلً عن أنَّ ما تقوم به وزيرة الهجرة جهد متميز يمكن أن يُحقق نقلة نوعيّة في الاستفادة من عقول واتصالات أبناء مصر بالخارج إذا ما تم تأطير العلاقة بين الوزارة والجاليات المصريّة وفقًا لرؤية مُتكاملة يُمكن وضعها بالتنسيق المُشترك في إطار إستراتيجي يُحقق مصلحة الوطن ، خاصَّة ما يتعلق بتوضيح الحقائق ودعم مواقف الدولة المصريّة تجاه العديد من القضايا الشائكة مثل مواجهة الإرهاب أو السد الإثيوبي.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت