في ظلال الإبداع مع الشاعرة اللبنانية جولييت أنطونيوس

بقلم: شاكر فريد حسن

جولييت انظونيوس
  • بقلم: شاكر فريد حسن  

جولييت انطونيوس شاعرة لبنانية مبدعة تتألق في عالم الشعر والثقافة، وتتوهج بالقصيدة، ورشاقة الحرف، وصدق الإحساس، وسعة الخيال، والمعاني العميقة. أثبتت حضورها البهي والمتميز في المشهد الثقافي اللبناني والعربي بجدارة وتميز من خلال قصائدها الرائعة المنشورة في الصحف والمجلات الورقية والمواقع الالكترونية المختلفة.  

جولييت انطونيوس تستفز القارئ بنصوص وكلمات تحمل نفحات الأنثى، وما تعطر به قصيدتها من سمات الحب والغزل والجمال، وجمالية المفردة، والصور الشعرية الرقيقة، والخيال الرومانسي الواعي، والعاطفة الجياشة القوية، والايحاءات العميقة، والتغني بالياسمين واستيراد الزهور.

وما يميزها البوح الانثوي الدافئ الذي يختزل الواقع بين المرأة العاشقة، والأنثى العابرة شقوق الحنين بكلام رائع يحاك بيراع شاعرة موهوبة، ويتردد بإحساس أنثى عاشقة مدهشة.

تعرّف جولييت انطونيوس نفسها بأنها شاعرة وأم لبنانية الهوية، فينيقية الجذور، عريقة الانتماء، موطنها الإنسان أينما كان.

والشعر بالنسبة لها-كما تقول: "هو روح الكلمة التي كان بها البدء.. إنه نافذة الروح من خلاله نطل على الحياة ونسمو بها إلى فضاءات من النور والحق والحرية، وهو لطالما كان المؤثر الأبرز في تاريخ الشعوب وحضارتها وعنوان لرقيها أو انحطاطها ولسان حال الإنسان في كل زمان ومكان. في الشعر نستطيع أن نرتفع فوق الواقع ونخلق عالم أفضل تحكمه القيم ويسمو فيه الإنسان جسدًا وروحًا، إنه رسالة إنسانية جامعة بكل ما للكلمة من معنى، والتحليق في فضاء الشعر بعيد كل البعد عن منطق الإيحاء الجنسي الرخيص.

وفي رصيد جولييت انطونيوس ديوانين من الشعر هما:" خطيئتي"، و"أغمض عينيك لترى"، حظيا باهتمام نقدي واسع من قبل النقاد والدارسين في لبنان والوطن العربي.

قال عنها الشاعر الجريفاني: " إنها تكتب بسلاسة في المبنى والمعنى، تجد في شعرها صور الأرض والحبَ والجمال ممزوجة بروح التمرد على واقع يفرض على المرأة شروطًا أو اتجاهات قد لا تريدها.

قصائدها رقيقة حالمة فيها رقة متمازجة مع العاطفة الصادقة، تتسم بجرأة ورومانسية مرهفة، ولغة حية نابضة، محكمة التراكيب والمفردات، متناغمة ومتكاملة في موضوعاتها. وبالإضافة إلى ما تحمله نصوصها من بوح شفاف، نلحظ سيل الكلمات، وانسيابها كالموجة الواحدة، التي لا يتحقق وجودها إلا بموجات متتالية، وصورها مدهشة وعميقة ومؤثرة تتناسب مع المشهد والفكرة، وهي تمتلك قدرة فائقة في رسم المشاهد وتناول الفكرة بأسلوب عميق.

من شعرها، قولها في قصيدة "سيدة الأقدار":

كل ما تستطيعه هو لك

قمم الجبال المكسوة بالرغبة

شجر اللوز

والغبار الأصفر

الفراشات المضرجة بالموت

على سرير الضوء

الشارع الخلفي لأحلامك

خيالك المهمل على كرسي

منهمك بالملابس

أحمر الشفاه على

مرآة غرفة تائهة

في زوبعة الأرقام

وعطر الزيزفونة الهرمة

والظل الليلكي

لك.

جولييت انطونيوس مبدعة تراود سحر الكلمة الشاعرية، تتصف بقدرتها على التقاط اللحظات الجميلة في الحياة، ترتوي بماء المجاز والاستعارة والخيال الجموح، والانصياع لعوالم التخييل وتشييد شعرية بهية، وقد نجحت في جعل صوتها متفردًا بوضوح وعمق الرؤيا، هو صوت الأنوثة داخل القصيدة.

 ويمكن القول إن قصيدتها تتميز بالأناقة وانتقاء جميل لمفرداتها وتعابيرها، ما يجعل بنائها الهندسي متميز للغاية.

أجمل تحية للصديقة الشاعرة والإعلامية اللبنانية جولييت انطونيوس، وتمنياتي لها بمزيد من العطاءات والإبداع الراقي والنجاحات المتواصلة، ولها الحياة والمستقبل والغد الأجمل.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت