- بقلم. أ.د. عادل السعدني
- عميد كلية الآداب جامعة قناة السويس
ما بين ثورة يوليو 1952 وثورة يونيو 2013 أكثر من نصف قرن من الزمان لكن الظروف متقاربة والمشهد يتكرر, فثورة يوليو التى قامت بها وحدات الجيش المصري وهب الشعب المصري لمساندتها من أجل تحرير البلاد من براثن الاستعمار والفساد , كانت انطلاقة لتحرير القرار المصري وامتلاك المصريين لناصية الأمور فى وطنهم ,وافرزت الثورة زعيماً عربياً وضعت بصماته على المنطقة برمتها وهو الرئيس جمال عبد الناصر الذى قاد الدولة الى ملحمة صناعة التاريخ الحديث وإنتاج الحرية ونبذ الاستعمار والاستغلال ,ودشن خلال تلك الحقبة أكبر مشروع تنموي فى العالم وهو مشروع السد العالى ,وكانت العلاقات المصرية الافريقية فى أوج عظمتها وبخاصة العلاقات المصرية –السودانية , حيث لعبت السودان الشقيق دوراً كبيراً فى المصالحة العربية بين الرئيس عبد الناصر والملك فيصل خلال القمة المعروفة بقمة اللاءات الثلاث عقب هزيمة عام 1967 لا للتصالح لا للتفاوض لا للإعتراف, وأعادت مصر صياغة علاقاتها بدول العالم على أساس الاحترام المتبادل ,لكنها قادت فى نفس الوقت كفاح من أجل استرداد أرضها والكرامة العربية , وقدمت التضحيات من ابنائها فى سبيل ذلك حتى كان نصر أكتوبر العظيم عام 1973, والمشهد فى ثورة يونيو 2013 حيث هب الشعب المصري من أجل إنقاذ دولته من براثن الارهاب والتطرف والفوضى, وهب الجيش المصري لنصرة ارادة الشعب فكانت ملحمة اسطورية أخرجت الدولة من ظلام التطرف والعنف الى الاستقرار والأمن والانطلاق نحو التنمية , وقاد الرئيس عبد الفتاح السيسي الدولة الى العصر الحديث وتحمل الجيش المصري الدفاع عن الشعب من قوى التطرف والارهاب ووقف بقوة أمام كل الاجندات التى استهدفت تفتيت الدولة وتشتيت شعبها, واطقلت العديد من المشروعات القومية العملاقة سواء قناة السويس الجديدة أو العاصمة الادارية الجديدة أو حياة كريمة وتطوير الريف المصري ومشروعات الاستصلاح الزراعي فى جنوب مصر وشمالها , وتطوير الخدمات فى كافة انحاء الدولة , وتنمية سيناء بعد تطهيرها من قوى الارهاب والتطرف , واعادة الدور المصري الى مكانته على المستوى الدولى والاقليمي والعربى .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت