حذر وزير شؤون القدس الفلسطيني فادي الهدمي، يوم الأحد، من أن خطط إسرائيل لإخلاء عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح شرق مدينة القدس وصلت إلى وضع "خطير ومفصلي" ما يستدعي تدخل المجتمع الدولي لمنع عودة الأمور إلى التوتر.
وقال الهدمي في بيان صحفي ردا على نظر المحكمة الإسرائيلية يوم غد في قرار إخلاء 4 عائلات من منازلها في الحي لصالح جمعيات استيطانية، إن الحكومة الإسرائيلية تحاول إظهار الأمر كأنه "خلاف على عقارات" في حين أن ما يجري قضية سياسية بامتياز.
وذكر، أن المحكمة الإسرائيلية ستبدأ غدا الاثنين في منح المحكمة المركزية الإسرائيلية الضوء الأخضر لإخلاء (عائلات الكرد والقاسم والجاعوني وسكافي)، بعد أن أرجأت قبل أيام قرارات إخلاء عائلات أخرى.
وتابع الهدمي، أن محاولات الحكومة الإسرائيلية إظهار الأمر أنه عبارة عن صراع قضائي على عقارات لن تنطلي على أحد، مشيرا إلى أن العالم أجمع بات يعلم أن القضية سياسية وأن ما يجري هو محاولة إحلال مستوطنين مكان أصحاب الأرض الأصليين.
وأكد، أن الجانب الفلسطيني لا يثق بالجهاز القضائي الإسرائيلي ، معتبرا أن المحاكم الإسرائيلية ليست سوى أداة تنفيذية تعمل لصالح الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين.
وشدد الهدمي، على أن المحاولات الإسرائيلية "ستبوء بالفشل جراء إصرار السكان على التمسك بعقاراتهم التي يقيمون فيها منذ عام 1956 وحالة الالتفاف الشعبي حولهم في دعم قضيتهم العادلة".
ودعا، الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إلى إظهار موقف حاسم في رفض مخططات التهجير القسري وإجبار الحكومة الإسرائيلية على التراجع عنه، محذرا من أن أي قرار بإخلاء عائلات من مساكنها من شأنه إعادة الأمور للمربع الأول، وينسف كل الجهود الدولية التي بذلت في الأشهر الماضية".
وشدد الهدمي، على أن الحل في المدينة المقدسة "لا يكون إلا بأن تكرس القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وحتى ذلك الحين فإن على الحكومة الإسرائيلية أن توقف جميع إجراءاتها الأحادية".
وتتواصل احتجاجات وصدامات بين المتظاهرين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية منذ أشهر احتجاجا على خطط إخلاء أربع عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح الجمعيات اليهودية.
وأدى التوتر في شرق القدس في مايو الماضي إلى موجة تصعيد عسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في قطاع غزة استمرت 11 يوما فضلا عن مواجهات غير مسبوقة منذ سنوات في الضفة الغربية.
وفي الصدد حذرت حركة حماس، من أن مواصلة "الاحتلال الإسرائيلي عدوانه في حي الشيخ جراح إصرار منه على اللعب في النار وعبث بصواعق التفجير".
وقال المتحدث باسم حماس عن المدينة المقدسة محمد حمادة في بيان، إن فصائل المقاومة الفلسطينية "جاهزة ومستعدة للرد على عدوان الاحتلال وما لم تسمح به من قبل لن تسمح به اليوم ولا غدا" في إشارة لإخلاء العائلات من بيوتها.
ودعا البيان، "الاحتلال الإسرائيلي أن يعي الدرس، وكف يده عن العبث في أحياء القدس، سلوان والشيخ جراح".
وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن المقاومة التي دافعت عن أهل القدس والضفة والمسجد الأقصى في معركة "سيف القدس" ستبقى على العهد ولن تخذلهم.
ودعت الفصائل في بيان لها، جماهير الضفة والقدس "لاستمرار إيقاد جذوة المقاومة على كافة نقاط التماس مع المحتل الصهيوني، وإشعال الأرض المحتلة تحت أقدام المغتصبين الصهاينة."
وأكدت أن "الإعلان عن معاداة المقاومة في المنطقة والارتهان لقوى الظلم والاستكبار والمراهنة على تغير الحكومات في استرداد حقوقنا وأرضنا هو ضرب من السراب، فعلى مر الزمان كانت أمريكا وما زالت هي خط الدفاع الأول عن الكيان، وعنوان الانحياز التام له."