- د. هاني العقاد
بعد سقوط ترمب وتولي ادارة بادين الحكم في الولايات المتحدة الامريكية بتنا كمراقبين نلاحظ ونشهد تغيير ملحوظ في الشارع الامريكي لصالح الفلسطينين وحقوقهم وخاصة حقهم في التحرر من الاحتلال الاسرائيلي وتقرير مصيرهم في دولة مستقلة كاملة السيادة , هذا التغير اخذ اشكال متعددة واهمها ان هناك اصوات تخرج من المستوي الشعبي والبرلماني والمؤسساتي تقول ان اسرائل دولة فصل عنصري وبالتالي يجب تقييد الدعم العسكري لاسرائيل بسبب استخدام اسرائيل هذا الدعم في التنكيل بالااطفال الفلسطينين والاعتداء علي حياتهم ليس هذا فقط بل ان الكثير من المؤسسات المدنية والمنظمات الحقوقية والنقابات اصبحت تتبني سياسة تدعوا لمقاطعة مؤسسات اسرائيلية كانت تعمل بالشراكة معها وتدعوا الي سحب استثمارات وفرض عقوبات علي اسرائيل بسبب سياسة الفصل العنصري التي باتت تنتهجها حكومات اليمين المتطرف في اسرائيل سواء حكومة نتنياهو الغابرة او حكومة نفتالي بينت الحالية . لم يعد الشارع الامريكي ولا حتي كثير من يهود امريكا يصدقوا الرواية الاسرائيلية باعتبار اسرائيل ضحية بل اصبح العديد من الاوساط الجماهيرية في امريكا يتعاملوا مع اسرائيل كدولة تمييز عنصري تمارس الفصل العنصري وترتكب جراىم عنصرية بحق الفلسطينيين.
تزداد حالة الرفض لسياسة الاحتلال الاسرائيلي في الولايات المتحدة يوما بعد يوم وبات هناك حالة تضامن واسعة مع الشعب الفلسطيني تنذر بتغيير كبير في الموقف الرسمي لادارة جو بايدن تجاه مزيد من النقد لحكومة نفتالي بينت التي بدأت تشعر ان المشهد في الشارع الامريكي مقلق وصورة اسرائيل باتت قاتمة وحتي ما تبقي من مؤسسات ومنظمات امريكية تتضامن مع اسرائيل باتت لا تعرف كيف تواجه النقد الشعبي لها باعتبار ان هذه المنظمات تساند الاحتلال وتدعم سياسة الفصل العنصر في اسرائيل.
التضامن مع حقوق الشعب الفلسطينين اخذ اشكالا متعددة في الولايات المتحدة منها الشعبية وحتي الرسمية التي نظم خلالها متضامنون امريكيون تظاهرات واحتجاجات شعبية امام مداخل مؤسسات ومنظمات و تدعم الاسيتطان الاسرائيلي في فلسطين وكان منها مؤخرا الاحتجاج امام شركة " رايثيون" المصنعة للصواريخ الموجهة والقبة الحديدة وهذا احتجاج علي بيع الشركة اسلحة لاسرائيل بمئات مليارت الدولارات خلال العقد الاخير , وفي نشاط تضامني اخر صوتت نقابة المعلمين في كليفورنيا على مشروع قرار يطالب حكومة الولايات المتحدة الأميركية إنهاء جميع المساعدات لإسرائيل، وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات ضد الفصل العنصري في إسرائيل, ولاول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الامركية أطلق مؤيدون للحقوق الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية حملة تطالب الرئيس الأميركي وأعضاء الكونغرس السماح لمجلس الأمن الدولي بإرسال قوة حماية أممية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لحماية المدنيين الفلسطينيين . علي المستوي البرلماني تقدمت مجموعة من أعضاء الكونغرس، بمذكرة لوزارة الخزينة الأميركية لإغلاق منظمات مولت الاستيطان بمئات ملايين الدولارات ووقع على المذكرة سبعة من اعضاء الكونغرس يطالبون فيها الوزارة بالمراجعة القانونية لاغلاق مؤسسات غير ربحية معفاة من الضرائب مقرها في الولايات المتحدة الاميركية وتجمع التبرعات لبناء مستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومحاكمة المسؤولين القائمين عليها باعتبار انهم يخترقوا القانون الامريكي. نقابات معليمي المدارس والجامعات والنقابات العمالية نددت مؤخرا بشكل واسع بجرائم اسرائيل واصدرت بيان وصفت فسه اسرائيل بانها دولة فصل عنصري وكانت نقابة عمال ولاية فيرمونت في بيان لها ادانت التطهير العرقي الذي تمارسة اسرائيل بحق المدنين الفلسطينين في حي الشيخ جراح وسلوان والاعتداءات اليومية علي المسجد الاقصي والهجمات الاخيرة علي قطاع غزة .
وفي تطور مهم للتضامن مع الفلسطينين وحقوقهم فقد منع متضامنون مع الحق الفلسطيني سفينتين اسرئيلين من تفريغ حمولتهم في مواني امريكية ويذكر ان متضامنون في ولايتي واشنطن وكاليفورنيا من تفريغ حمولتهم بالموانئ املاريكية . اليهود الامركيون لم يعودا يقتنعوا ان اسرائيل دولة ديموقراطية وتهتم بحقوق الانسان ففي دراسة استقصائية أجريت على الناخبين اليهود الأمريكيين أجراها معهد الانتخابات اليهودي، كشف ان 34٪ من المستطلعة آراؤهم أيدوا أن "معاملة إسرائيل للفلسطينيين مماثلة للعنصرية في الولايات المتحدة"، وأيّد 25٪ على أن "إسرائيل دولة فصل عنصري" ووافق 22٪ على أن "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين. هذا التحول في الشارع الامركي الشعبي والنقابي يدلل تماما ان الرواية الاسرائيلية لم تعد صالحة وانتهت صلاحيتها مع اكتشاف الامريكان الحقيقة التي حجبت عنهم سنوات طوال وفي هذا المقام قال 73 صحفي امريكي منهم صحفيون كبار من واشنطن بوست ونيويونرك تايمز انهم لفترة طويلة ضللوا قرائهم من المجتمع الامريكي بالرواية الاسرائيلية وانهم اليوم يعتزروا لقرائهم عن حجب الحقيقة وهي ان اسرائيل دولة فصل عنصري ودولة تنتهك حقوق الانسان وتمارس ابشع سياسات التطهير العرقي بحق الفلسطينين
مع هذا التحول الدراما تيكي في الشارع الامريكي اصبحنا نتوقع ان يؤثر ذلك ايجابيا علي ادارة بايدن لصالح الفلسطينين مما سيثني ادارة بايدن عن اظهار التاييد الاعمي لسياسة اسرائيل تجاه الفلسطينية بل انبايدن بات يرفض اي حلول احادية الجانب تفرضها اسرئيل علي الارض واعتقد ان سنوات العسل بين امريكا واسرائيل بدات وبات يحتمل ان تدفع ادارة بادين بتوجيهات لاسرائيل بالتجهز لمفاوضات مع الفلسطينين علي اساس تطبيق حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية وهذا ما بدا واضحا اليوم من الضغط الملحوظ لادارة بايدن على حكومة اسرائيل لتحسين العاقة مع السلطة الفلسطينية ووقف الاستيطان في الضفة الغربية و وقف تهجير سكان حي سلوان وبطن الهوي وبدء ادارة بايدن باتصالات سيسية وامنية مع القيادة الفلسطينية .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت