اتصالات مصرية لمنع انهيار التهدئة في قطاع غزة

غزة
  • توافق فصائلي بالتصعيد رفضاً لتشديد الحصار والرد على أي عدوان إسرائيلي

شرعت مصر باتصالات مع الحكومة الإسرائيلية وقادة الفصائل الفلسطينية وحركة حماس في قطاع غزة، لمنع انهيار التهدئة في القطاع، وتجنب التصعيد والمواجهة الشاملة.

 ويأتي ذلك فيما أطلقت المقاومة، أمس الإثنين، صاروخين تجاه مستوطنة "سديروت"، وذلك للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الرابعة على القطاع في 21 أيار/مايو الماضي.

ووجهت مصر دعوة للمسؤولين الإسرائيليين، إلى اجتماع عاجل في القاهرة خلال الأيام المقبلة، من أجل حلحلة المشهد ومنع التصعيد في القطاع.
 وترى القاهرة، استحالة استمرار الوضع على ما هو عليه، حال عدم تمرير الاحتلال مجموعة من التسهيلات للإبقاء على حالة الهدوء.

وتأتي قناة الاتصالات المصرية، في ظل تجاهل سلطات الاحتلال لمطالب الفصائل المتعلقة بتخفيف الحصار على غزة، وعدم التزامها باتفاق توصل إليه الوسطاء في مصر وقطر منذ أسبوعين متعلق بالمنحة القطرية، وتوسيع مساحات الصيد، وإدخال عدد من السلع عبر المعابر الواقعة تحت سيطرة الاحتلال.

وأفادت صحيفة لـ"العربي الجديد"، بأن المسؤولين المصريين أكدوا لقيادات في الفصائل الفلسطينية على ضرورة الالتزام بعدم التصعيد في الوقت الراهن، مع تعهدات بالضغط على الجانب الإسرائيلي لتسريع تنفيذ الالتزامات.

ولفتت مصادر مصرية إلى أن الاحتلال أبدى التزاما باتفاقات متعلقة بوضع مدينة القدس وملف حي الشيخ جراح، والذي ربطته المقاومة في غزة باتفاق التهدئة.

وقالت المصادر إن المسؤولين الإسرائيليين أكدوا، خلال اللقاء الأخير في القاهرة مع رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصري اللواء عباس كامل، على صدور توجيهات بتجميد ملف إخلاء حي الشيخ جراح من الأسر الفلسطينية، وذلك في استجابة للضغوط الدولية والوساطات العربية والأوروبية، وهو ما يستوجب ضرورة إتاحة الفرصة للوسطاء لتحريك الملفات الأخرى المتعلقة بتخفيف الأوضاع الإنسانية في غزة.

وبحسب المصادر التي تحدثت مع الصحيفة، فإن المسؤولين في جهاز الاستخبارات العامة المصرية طالبوا الجانب الإسرائيلي بضرورة تنفيذ تسهيلات سريعة خلال الساعات المقبلة، منعاً لانزلاق الأوضاع هناك بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

وكشفت المصادر عن رسالة وجهها المسؤولون في مصر إلى قيادة الوفد الإسرائيلي الذي زار القاهرة أخيرا، بعد سلسلة من الاتصالات مع فصائل المقاومة، أن القاهرة لن يكون بمقدورها الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة، كما أنه لا يمكنهم تقديم ضمانات بعدم التنسيق بين فصائل القطاع، وحزب الله اللبناني في أي مخططات متعلقة بتصعيد مشترك خلال الفترة المقبلة حال استمر التعنت الإسرائيلي.

وأشارت المصادر إلى أن الجانب المصري سيمرر كميات من المساعدات الإنسانية العاجلة للقطاع خلال الأيام القليلة المقبلة، مع مزيد من التسهيلات على معبر رفح، في محاولة لتهدئة أهالي القطاع، لحين توصل الحكومة الإسرائيلية إلى قرارات سريعة بشأن التزامات التهدئة.
وأجرت الفصائل في قطاع غزة مشاورات مغلقة مساء أمس، للخروج بموقف موحد حول الرد على استمرار وتشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من إعلان الاحتلال اعتراض صاروخ واحد أطلق من قطاع غزة باتجاه سديروت.

وقال مصدر مطلع لصحيفة "الأيام"، إن الفصائل قررت إلغاء الاجتماع العلني الذي كان مقرراً مساء أمس، خشية ما وُصف بغدر الاحتلال، وجرى عوضاً عن ذلك عقد اجتماع في مكان غير معلوم، وبشكل مقلص، وتم خلاله التشاور حول آلية وشكل الرد على استمرار وتشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأكد المصدر على أنه ورغم عدم وجود قرارات معلنة لما تمخض عنه الاجتماع، إلا أن ثمة توافقاً على الذهاب لخيار المقاومة الشعبية بكافة أدواتها، وبشكل تدريجي ومتصاعد، ما لم يستجب الاحتلال لمطالب الفصائل بإنهاء الحصار والعودة لما كان عليه الوضع قبل العدوان الإسرائيلي الأخير.

كما أكد المصدر أن فصائل المقاومة توافقت على الرد على أي تصعيد عسكري ضد قطاع غزة بالمثل، خاصة إذا ما تجاوز القصف حدود مناطق خالية، أو أراضي زراعية.

في حين قال مصدر في المقاومة إن المطروح حالياً تفعيل المقاومة الشعبية، مع دراسة كل الخيارات، وهناك إجماع فصائلي بأنه لا يمكن الصبر أكثر على الحصار، متوقعاً أن تشهد الساعات المقبلة تصعيداً ميدانياً يبدأ على شكل بالونات حارقة وتظاهرات على الحدود.
وكانت المهلة التي حددتها الفصائل من أجل استجابة الاحتلال لمطالبها انتهت مساء أمس، دون أن يحقق الوسيط المصري أي اختراقات، نظراً لأن الاحتلال مازال يتعنت ويرفض إدخال أي تسهيلات جوهرية على الحصار.

وقالت مصادر إسرائيلية نقلاً عن المتحدث باسم جيش الاحتلال إن صفارات الإنذار دوت في تجمع "سديروت" وفي محيط غلاف غزة، عقب إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة تجاه الغلاف، وقد تم اعتراضها من قبل منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية، وقد أضاف المتحدث أن قذيفة أخرى سقطت داخل أراضي القطاع.

وكانت مناطق شرق وشمال القطاع شهدت توترات ميدانية بعد إطلاق قذيفة من شمال القطاع، حيث شوهدت آليات مدرعة تنتشر على طول الحدود، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات الحربية والاستطلاعية في الأجواء، كما أخلت فصائل المقاومة مواقع تدريب ونقاط رصد.

كما أن وحدات من الهندسة التابعة للجيش الإسرائيلي علقت عملها القريب من الجدار العازل، وانسحبت من المكان، فيما عززت الآليات العسكرية تواجدها في محيط المنطقة بحسب شهود عيان من السكان المحليين.
 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة