- كتب / د. وجيه ابو ظريفة *
يقترب الموعد المحدد لانعقاد المؤتمر العام الخامس لحزب الشعب الفلسطيني بعد تاخير كبير لسنوات عديدة بسبب اسباب موضوعية او قصور ذاتي لاسباب داخلية مما يجعل لهذا الموتمر اهمية قصوى ربما تفوق اهمية ما سبقه من مؤتمرات اربعة منذ اعادة تاسيس الحزب في العاشر من شباط ١٩٨٢
تحدثنا في الحلقة السابقة عن ان شعبنا يمر بظرف وطني فلسطيني معقد يحتاج ترتيب التحالفات والاصطفافات السياسية السابقة خاصة ان هذه النقاشات تاتي بعد اقرار الحزب للوثيقة السياسية التى تضع الحزب في مكانه الطبيعي منحازا الي الجماهير وقضاياها خاصة العمال والفلاحين والطلبة وابناء الفئات المهمشة والفقيرة في مواجهة سياسات اقتصادية واجتماعية وادارية مست بحقوقهم ومصالحهم بل واستهدفت المجتمع باكلمه لتجعل من المنظومة الاقتصادية والاجتماعية القائمة تتحكم في السلطه والاقتصاد والمجتمع لتخدم مصالح فئات بعينها يغلب عليها الطابع النيوليبرالي وما يفرضه من هيمنه علي مقاليد الحكم والاقتصاد سواء الحكومي او الخاص وتسييره وفقا لرؤية اقتصادية تتناقض مع مصالح الجماهير الواسعة بل تجني الارباح المهولة علي حسابهم ومن مصدر قوتهم لمصلحة مجموعة متكاملة من الاحتكارات والامتيازات الخاصة والوكالات الحصرية او حتى التحكم في منظومة الخدمات من اتصالات ونقل وغيرها
ان وجود هذه المنظومة الاقتصادية وارتباطها بالحكم من امن وسياسة وحجم الاستفادة الضخمة نتيجة الوضع القائم يجعلها لا تساهم من اجل تغييره عبر التحرر من الاحتلال سواء الاستقلال السياسي او حتى التخلص الاقتصادي من التزامات فرضتها اتفاقات سابقة واهمها بروتوكول باريس الاقتصادي سيء الصيت لما يشكله هذا الارتباط مع الوضع القائم من جدوى اقتصادية تجعل مهمة الجماهير والحركة الوطنية للخلاص منه امرا اكثر صعوبة لان المعركة لن تكون فقط مع الاحتلال بل ايضا مع منظومة مستفيده من بقاء الوضع دون تغيير حفاظا علي مصالحها
ان هذا الواقع الاقتصادي الاجتماعي يفرض على مؤتمر الحزب الخامس ضرورة تحديد الاصطفاف السياسي بدقة اكبر وعدم التهاون مطلقا في الاصطفاف الى جانب قضايا الجماهير المتضررة نتيجة هذه السياسات وهذه المنظومة التي تحميها
ان الدفاع عن مصالح الناس وحماية حقوقها والدفاع عن مكتسباتها هي مهمة استثنائية تقع علي كاهل الاحزاب التقدمية خاصة حزب الشعب الفلسطيني حتى وان كلفت مواجهة حتمية مع هذه المنظومة وادوات حمايتها ومهما كانت التكلفة فانها ستكون اقل ثمنا من وقوف حزب الشيوعيين الفلسطينيين الى جانب هذه المنظومة او علي الاقل الصمت عن هذه السياسيات وعدم مواجهتها
ان الدفاع عن مصالح الجماهير وفي مقدمتهم الشغيلة والعمال والفلاحين يتطلب مزيد من التنظيم النقابي والتمدد الافقي في المواقع والانخراط في قضايا المجتمع والمشاركة المجتمعية وقيادة الناس كطليعة ثورية وكل هذا لا يتاتي الا اذا كان وضوح في الرؤية والاستراتيجية الحزبية والتى تستند الي اصطفاف طبقي غاب لسنوات طويلة نتيجة التشويه الذي اصاب المجتمع والعملية الاقتصادية والتى اصبحت اليوم اكثر وضوحا بعد ان ازداد الاغنياء غنى وازداد الفقراء فقرا وهذا يحتاج حزبا قويا منظما
يتبع
وهذا ما سنتحدث عنه في المقال اللاحق
• عضو المكتب السياسي لحزب ألشعب الفلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت