أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن "كل محاولات صبغ المسجد الأقصى والمدينة المقدسة بغير صبغتهما الإسلامية، بمخططات صهيونية خبيثة وتواطؤ أمريكي غربي مقيت، وصمت مريب من بعض الأنظمة العربية، وافتتاح السفارات، والتطبيع المخزي، لن يغير من حقيقة أن القدس عربية إسلامية، وأن المسجد الأقصى سيظل عقيدة في قلوب كل المسلمين، مشددة على أن "سيف القدس لن يغمد".
جاء ذلك في بيان صحفي لحركة الجهاد الإسلامي، أصدرته اليوم السبت لمناسبة مرور 52 عاماً على إحراق المسجد الأقصى المبارك على يد المتطرف الصهيوني مايكل دنيس روس.
وأوضحت الجهاد أن" ذكرى إحراق المسجد الأقصى، تأتي في خضم الهجمة الإرهابية الصهيونية بحق المقدسيين وبحق مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي أوج السقوط المدوي في وحل التطبيع لبعض الأنظمة العربية، التي زاد صنيعها حريق الأقصى اشتعالاً."
وأضاف البيان:" تأتي الذكرى والتحديات تكبر وتزداد، فيما يبقى الأمل معقوداً بالأحرار والمقاومين في كل مكان، الذين يشرعون سيف القدس في وجه الإرهاب والعدوان، ويرددون العهد والقسم بأن سيف القدس لن يغمد".
وأشارت الحركة إلى أن "الحرائق لم تزل متلاحقة ومستمرة بحق الأقصى المبارك، بأشكال متعددة، من اقتحامات عنصرية لقطعان المستوطنين والجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، بدعم مباشر من الحكومة الإرهابية، وبحماية جيش الاحتلال، ومن حفريات تهدد ما تبقى من أساسات المسجد، وتهويد لمعالم المدينة المقدسة، وتهديد للمقدسيين القاطنين في محيطه."
ووجه البيان التحية للمقدسيين، وخص بالذكر المرابطين في المسجد الأقصى وعند بواباته،" الذين ما زالوا يمهرون أولى القبلتين بالغالي والنفيس، ولا يتركون مسرى نبيهم لقمة سائغة للعدو الصهيوني المجرم."
وأكدت الجهاد الإسلامي أن "البؤر الاستيطانية التي تقيمها سلطات الاحتلال في مختلف أرجاء المدينة المقدسة، والتي تهدد الوجود العربي الإسلامي في القدس، وكل محاولات تهجير المقدسيين، وإقامة الحواجز لمنع المصلين من الوصول للمسجد الأقصى، وسياسة التضييق على المصلين، يدعو إلى دق ناقوس الخطر، والوقوف صفاً واحداً لمجابهة مخططات الاحتلال ومحاولاته المحمومة لتفريغ المدينة المقدسة وتزوير تاريخها وجغرافيتها "فلا مكان للغرباء والدخلاء في أقدس مقدساتنا" بحسب ما قال البيان."
وأردفت بالقول:" المسجد الأقصى غير قابل للمفاوضات ولا التنازلات، وهو أسمى وأقدس من أن يخضع لقرارات المحاكم والحكومات الصهيونية، خاصة فيما يتعلق بدائرة الأوقاف، فالأقصى ليس للبيع ولا للمقايضة".
ودعت الجهاد الإسلامي الدول العربية والإسلامية، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المسجد الأقصى، وحثت المسلمين من كل بقاع الأرض على دعم صمود المقدسيين، لأنهم الجدار الأخير في معركة الدفاع عن أولى القبلتين.
ولفتت الحركة إلى أن أهم ما حققته معركة سيف القدس، بجانب صمود المقاومة وبسالتها، هو وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لنصرة القدس وأهلها، واستعداد قوى المقاومة في العالم العربي والإسلامي للمشاركة في حماية القدس وتحمل كامل المسؤولية في الدفاع عنها، مبينة أن المقاومة ستظل حاضرة في كل الساحات، جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين في القدس والضفة وفي الأراضي المحتلة عام 1948، تدافع عن المسجد الأقصى، بكل الأدوات المتاحة، لأنها تؤمن بأن الحق يجب أن تحميه قوة حتى يعود هذا الحق إلى أصحابه.
ووجهت الجهاد الإسلامي التحية لشهداء وجرحى وأسرى الشعب الفلسطيني، وخاصة أولئك الذين قضوا أو أصيبوا أو اعتقلوا خلال دفاعهم عن المسجد الأقصى، وفي مقدمتهم شهداء معركة سيف القدس، التي اشتعلت شرارتها نصرة للمدينة المقدسة وللمرابطين في المسجد المبارك.