ذات يوم سنلتقي هناك

بقلم: رامي الغف

رامي الغف
  • كتب: رامي الغف

 قد نذهب إلى القمر حقا لكن تلك المسافة ليست بعيدة جدا، فلا تزال أبعد مسافة يجب أن نقطعها، تكمن في اعماقنا.
(شارل ديغول) تبا لموت لم تسبقه حياة كتبت على ضريح مواطن فلسطيني مقهور في مقبرة الشيخ رضوان.
عندما تجاهلنا التاريخ جهلنا، وعندما إستسلمنا للدنيا لفظتنا الأخرى ولم تعطف علينا الأولى، غبار فى كل مكان وكل شيئ اصبح عتيقا حتى التجاعيد اصبحت تولد مع الأطفال، فالأحزان متوارثة كما الحكم فى بلدنا الموقر، واعمدة الكهرباء المتباعدة اصبحت تحن لبعضها، وتشتكى من رمضاء الشمس وتستجير بالتيار الذي يسرى فى عروقها لتسحق به اسراب الظلام والحشرات التائهة !!
 ويقال أن وزارة التعليم العالي لديها قوانين صارمة بخصوص المنح والبعثات الدراسية، وهذا ما جعل البعثات تفصل على القياس بطريقة لا يعلم عنها أحد شيئا إلا الراسخون في العلم، وعنما تشتعل النار فى امعائنا ألما، ونغتسل بمحلول كيميائى قد لايحدث شيئا لكن حين يحصل العكس قد نتحول الى فئران تجارب فى احد المستشفيات الحكومية حيث لا شيء هناك سوى الأكامول ومزيد من الإهمال !!
ولطفا ابتعد عن السياسة قدر الإمكان اذا كنت لا تجيد الركوع والتسحيج فالديمقراطية اصبح فعلا مشينا لا يرتكبه الا البلهاء، وعندما تحب ان تصبح ابلها كن كذلك بكرامة وأنتخب حكومة كل وزرائها رؤساء فصائل وأحزاب وكتل، أو أزرع مزرعة فجل فكل نتاجها رؤوس، وأنتبه سيدي لا تخرج اليوم من بيتك الى عملك، فالشوارع مزدحمة مثل أمس واليوم وأول أمس وغد وبعد غد، وهي مخصصة للمسؤولين ومواكبهم اليوم وغدا وبعد غد، مثل أمس وأول أمس واليوم الذي قبلها!
وفي ساحة السرايا تظاهرة لجماعة المتقاعدون وتفريغات ٢٠٠٥ ومن المحتجين على نقص أجورهم، بحت حناجرهم كي يصل صوتهم، وفي أحد الفنادق إجتمع سياسيان قال الأول للثاني، لا تقلقك أصوات المحتجين، إنها مجرد زوبعه في فنجان وغيمة صيف سرعان ما يلفظها السماء. ولأن الحياة أصبحت بالنسبة لنا مجرد وقت إضافي، فإننا لم نعد نخاف الموت فقد توغلنا في شتى طرقه، وعانقناه حتى الرمق الأخير، وعدنا وجيوبنا خالية إلا من خوف الحياة وما تيسر من قلق، ورغم ذلك ما زلنا نُسرف في الأمل بشكل لا يطاق، أي جنون هذا فإننا نبتسم أكثر، كما لم نفعل.
والسلام ختام

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت