- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بعد الهزيمة النكراء للولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام قبل عدة عقود , وتحديداً في العام 1975م وخروجها من الأراضي الفيتنامية تجر ورائها أذيال الهزيمة والخزي والعار مولّيةً الأدبار ومعها كل الذيول والأقزام ممن عاونوها ضد بلدهم وشعبهم, مكبدةً بخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والمعنويات دفعت بقواتها وجنودها الى الهرب المخزي والمذل تحت وطأة ضربات المقاومة الفيتنامية الباسلة ,ورأينا بأم أعيننا مشاهد موثقة ومتلفزة الطائرات الأمريكية والغربية وهي تنتشل جنودها من فوق أسطح السفارة الأمريكية في سايغون, تاركة عملائها خلفها ليلاقوا مصيرهم المشين جراء خيانتهم بلدهم وأمتهم.
اليوم وبعد مضي عشرون عاما على الإحتلال الأمريكي الأطلسي لأفغانستان وعلى وقع ضربات المقاومة الموجعة هناك.. تترنح الولايات المتحدة الأمريكية وتتعرض لنكسة أخرى أشد من سابقتها في فيتنام , وتضطر قواتها للإنسحاب بذات الطريقة التي إنسحبت فيها من فيتنام , وشاهد العالم مرة أخرى كيف يهرول الجنود الأمريكيين وهم فارين من جحيم القتال وحرب الشوارع معيدين نفس المشاهد وهم يتخلون عن عملائهم تاركين لهم عجلات الطائرات التي لفظتهم في عرض السماء ليسقطوا صرعى وقتلى ويلاقوا مصيرهم المحتوم وفق قانون التاريخ الذي لا يرحم من خان شعبه وبلده وأمته.
ومما لا شك فيه بعد هذه الهزيمة النكراء للولايات المتحدة في أفغانستان سوف يكون هناك تداعيات درامية تنعكس حتما على إحتلالها للعراق الشقيق الذي لا زال يرزح تحت نير الإحتلال, ولا زالت مقاومته البطلة تسدد الضربات الموجعة للقوات الأمريكية وحلفائها وذيولها في العملية السياسية التي زرعتها هناك لتشكل غطاءً على إحتلالها البشع وتكفل تدمير العراق تدميراً شاملاً وكاملاً وعدم نهوضه من سباته وخرابه مئات السنين القادمة وإنعكاس ذلك تالياً على مصير الأمة العربية التي لا يمكنها إطلاقاً النهوض بمعزل عن العراق جمجمة العرب ورمح الله في الأرض.
وبالتأكيد فإن هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية المتكررة في الفيتنام وأفغانستان سوف يتلوها هزائم عديدة لمحور الشر الإمبريالي الصهيوني بقيادة الولايات المتحدة , هذا المحور الذي سينحسر دوره وأدائه وقيادته على مستوى العالم وسوف يترتب على ذلك مزيداً من الهزائم للمشروع الإستعماري الأمريكي الصهيوني الرجعي في الشرق الأوسط بدءاً بالعراق ومروراً بالأحواز وقضية العرب المركزية ( فلسطين ).
وسوف تشهد الأيام القادمة مزيداً من التقهقر لكافة المشاريع الإستعمارية والمشبوهة وتحديداً في المنطقة العربية . وسوف نرى في الأفق المنظور عاجلاً وليس اّجلاً إنتصاراً باهراً وعظيماً لقوى الثورة والمقاومة في عالمنا العربي , وسوف نفيق من سباتنا لنرى العراق حراً والأحواز عربية محررة , وسوف نرى قريباً أيضاً كيف يندحر الإحتلال الصهيوني من كافة الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة وتعود فلسطين حرة عربية من بحرها لنهرها وعاصمتها القدس الشريف .
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
اّب - 2021م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت