- القواسمي: التحديات لا بد أن تخلق الفرص
بعد مسيرة مهنية حافلة تجاوزت الأربعين عاماً في قطاع الصناعة والمعدات الصناعية، وبعد خبرة تراكمت مع السنوات لتصقل المعرفة في شخصه، ومع الأزمة الحقيقية التي نعيشها في ظل كورونا المتحورات الجديدة والمتلاحقة لها، كان لا بد لنا من لقاء مع خبراء الاقتصاد لنستشرف الوضع القادم، ونضع يدنا على الجرح فيما هو قائم.
ومن هنا يسعدنا أن نقدم لكم هذا الحوار المهني مع عميد الصناعيين في الجنوب الفلسطيني الحاج حامد سليمان الجدع القواسمي، الذي يعتبر أحد أركان العمل الصناعي في الجنوب الفلسطيني، وواحداً من المبادرين لمسايرة التقدم والحداثة في التكنولوجيا والتشبيك الأكاديمي والمعرفي، والإسهامات في عالم المعارض والفعاليات الدولية.. فأهلاً ومرحبا بك معنا حاج حامد.
- أهلا ومرحبا بكم .. ووافر الشكر لاستضافتكم الكريمة.
في مرحلة ما بعد كورونا ، كيف تصف لنا واقع الاقتصاد الفلسطيني ؟
- جوانب الخلل الموجود في عالم الاقتصاد اليوم متعددة الأوجه، كورونا التي جمدت المؤسسات والاتحادات الموجودة، إضافة إلى النقص في حركة السيولة، وإقفال الشركات والمعامل والمصانع، ومع أن الأزمة عالمية، كان تأثيرها علينا كبيراً ومباشراً، نظراً لعدم وجود هيئات تحمي المؤسسات الصناعية أو تقدم لها الدعم الذي يمنعها من الانهيار، أو يعزز من صمودها في وجه العاصفة على أقل تقدير.
تأثرت الأسواق بعد كورونا ... والتأثير كبير جداً على كل القطاعات، لا سيما القطاع الصناعي، ما أكثر ما أثر في واقعكم؟
- الحقيقة ملف فتح الاستيراد العالمي على أشده، وعدم وجود رقابة لحماية ودعم الصناعات المحلية أو حماية المتضرر من الاستيراد، يضاف إليها ارتفاع الأسعار في النقل والمواد الخام والسلع، كلها مؤثرات مباشرة أدت إلى انهيار شركات صناعية متعددة، لم نكن نتوقع أن تقفل بسرعة، وضعف العمل في المجال الصناعي بصورة تهدد وجود العديد من المؤسسات التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
ماذا تقترح على الوزارات المعنية لتعزيز صمود القطاع الصناعي الفلسطيني؟
- رسالتي لهم: تحجيم الاستيراد الخارجي، وتشجيع الإنتاج المحلي وحمايته، وطرح المبادرات لتعزيز الشراكات بين القطاعات ذات الصلة، كالقطاع الصناعي والأكاديمي والإعلامي والتجاري ونحوها.
ما هي المتطلبات من الاتحادات والنقابات العمالية والصناعية، وهل هي مفعلة حقاً؟ لا سيما أنك أنت كنت عضواً في الهيئة الإدارية في اتحاد الطاقة المتجددة التابع لاتحاد الصناعات الفلسطيني، هل مثل هذا الاتحاد على سبيل المثال له فعاليات حيوية أم هو مجمد كباقي الاتحادات والنقابات؟
- بكل أسف هذا الاتحاد- مثله مثل كثير من الاتحادات والجهات التي تمثل مظلة للعاملين في قطاعات متعددة - قائم اسماً، لكن على مستوى النشاط والتفاعل مع أعضاء الهيئة والاتحاد فهو معطل، نتيجة الظروف القائمة من جهة، ونتيجة التخبط في السياسات الداخلية والخارجية التي تنعكس بالسلب على هذا القطاع الحيوي من جهة أخرى .
كيف يمكن الخروج من الأزمة الحالية برأيك، لا سيما إذا أخذنا عوامل ضعضعة الاقتصاد العالمي وارتفاع الشحن والأزمات السياسية والاقتصادية الكبرى؟
- لا بد من التعاون الحقيقي والمثمر بين رجال الأعمال وأرباب الصناعة والاتحادات التخصصية، ومن يدير المؤسسات الصناعية والاقتصادية، لتحقيق تكامل في الرؤية ومسارات العمل، فإن تحقق هذا التعاون والتكامل العقلاني، يتم استثمار الخبراء والأكاديميين والصناعيين وذوي الخبرة كل في مجال تخصصه، لندمجها بالتكنولوجيا العصرية الحديثة، وإذا أضفنا وسائل التواصل الاجتماعي العصري؛ فسيسهم هذا التعاون في بناء النجاح الاقتصادي، والخروج من عنق الزجاجة المظلمة.
كلمة منك للجمهور الذي يقرأ رسالتك لهم في ختام هذا الحوار؟
- بعد تقديري لشعبنا الفلسطيني الصامد والذي يغالب الصعاب برغم قسوتها، أود التأكيد على أن لدينا قطاع صناعات مميز جداً في الحجر والأحذية والصناعات البلاستيكية والعديد من مجالات العمل، ولكن نتيجة الإجراءات الخاطئة وسوء الإدارة، فنحن نعيش في سلسلة من الأزمات التي تضرب الاقتصاد واحدة تلو الأخرى، كموج البحر تماماً، أزمات متعاقبة متتالية، وكشعب تحت الاحتلال، فنحن لا نملك مقومات اقتصاد متكامل وحر لنستطيع من خلاله المنافسة العالمية في ظل شروط التجارة الدولية الظالمة.
لقد نافسنا بعدد غير قليل من السلع عالمياً، وفي أكثر من سوق على مستوى العالم، وحتى الاحتلال يعتمد العديد من المنتجات وينافس بها باسم دولته، ولذلك نحن بحاجة لمن يدعم ويفتح الأسواق أمام المنتجات الصناعية الفلسطينية المميزة بالدرجة الأولى، ويحمي المنتج والصناعة الفلسطينية بكل السبل المتاحة.