- د. خالد معالي
تشكل قضية الأسيرة الفلسطينية انهار الديك التي على وشك الميلاد في سجون الاحتلال، وجع وألم دائم لكل حر وشريف، ليس فلسطينيا وحسب، بل عالميا أيضا؛ فهي تشكل عار أمة تعد بالفي مليار مسلم لا يحركون ساكنا في اضعف مراحل الأمة واتعسها، والتي تبكي الحجر والشجر على حالها.
لنفترض لو أن اسيرة لدولة الاحتلال تولد بالسجن؛ لقامت الدنيا ولم تقعد، ولصارت صورتها تعلق في كل عواصم الدنيا، ولصارت حديث الساعة، ولملئت دولة الاحتلال الدنيا صراخا وعويلا، ولم تنم ساعة واحدة ملء جفنيها.
كل فكرة يتبعها خطوة للتضامن مع الأسيرة انهار جديرة بالتطوير والتحسين، وحبذا لو تتطور وتصل عواصم العالم الغربي الذي يدعم الاحتلال؛ ليعرف حقيقة ما يفعله بأسرانا وأسيراتنا الماجدات، كما انه يلاحظ صمت جماعة سيداو في قضية الاسيرة انهار، وكان حقوق المرأة تكال بعدة مكاييل لديهم وهي كذلك.
تعتبر حالة الاسيرة انهار الديك نقطة حساسة وساخنة لدى مختلف أطياف الشعب الفلسطيني، فما ندر أن نجد فلسطيني لم يذق طعم وعذابات الأسر، ومن هنا تبقى قضيتها حية دائمة في قلوب الفلسطينيين وتستفزهم ساعة بساعة،، وتبلغ القلوب الحناجر، ولا ندري كيف تنام امة على اسيرة بسجون الاحتلال وتبقى تتفرج ولا تحرك ساكنا.
ما أكثر بطولات الشعب الفلسطيني وهو يصارع ويقاوم اعتي قوة شيطانية على وجه الأرض، فقضية الاسيرة انهار والأسرى عموما تجمع كل أطياف الشعب الفلسطيني وقواه، في بوتقة تحدي الاحتلال الظالم الذي لا يحترم أي اتفاق بتلاعبه به، وينقض كل عهد كحقيقة أزلية .
حالة التضامن مع الأسيرة انهار حتى اللحظة لم ترقى لمستوى تضحيتها، ولا حتى معاناة الأسرى ، والتضامن ليس منة من احد؛ بل هو واجب وطني وديني وأخلاقي، ولنتخيل وكل واحد فينا لو انها اخته او زوجته او ابنته، وهي كذلك، كوننا امة واحدة لا يصح ان نصمت على معاناة أي فرد منا فكيف ان كانت اسيرة تولد بالسجن قهرا وهي مقيدة.
النصر ما هو إلا صبر ساعة، وهي لحظات صبر أقوى من الجدران والزنازين والأسلاك الشائكة، وان النصر في النهاية لانهار حتى لو عذبت او عجزنا عن اطلاق سراحها في هذه الظروف الصعبة والمعقدة والتعيسة.
يوجد ايضا ثمانية اسرى، ماء وملح مشروب الكرامة لهم، لمن لا يعرف طعمه عليه أن يجربه ولو لمرة واحدة؛ ليتذوق جزء بسيط ولا يكاد ذكر من معاناة الأسرى في سجون الاحتلال التي تعذب وتؤلم.
الماء والملح يضطر إليه الأسرى ويشربونه –من فوق المعدة – كي يحافظوا على عدم تلف معدتهم وجهازهم الهضمي، وهو ما يحاول السجان حتى منعهم منه للضغط عليهم. الأسر يعني الموت البطيء؛ فالأيام تمر سريعا خارج السجن؛ ولكن داخله تمر الثواني ثقيلة وبطيئة ومعها العذاب، والموت يلاحق الأسرى خاصة في العزل، والسؤال: ألم يحن الوقت للافراج عنهم وخلاصهم؟!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت