فلسطين وغدر السنين

بقلم: مصطفى منيغ

مصطفى منيغ
  • برشلونة : مصطفى منيغ

استقرَّ الكسل المفروض على قادة فلسطين ، من عيار هؤلاء الحاكمين ، بتزكية منثورة بينهم على طريقة الإسرائيليين ، المدركة أن الحاجة عِلَّة المستضعَفين ، تخمد النار بحجب الخشب من لدن القائمين ، على إبقائها لضمان التابعين ، لملء البطون بتجميد الألسن ، وإبعاد أي حركة عن وصية المجاهدين ، أن تحرير الأرض لا يتم بالثرثرة المكتوبة لنشر الأنين ، وإنما بالنضال الصادق المنبعث من أعمق يقين ، لا يهاب أصحابه الجوع والطعام الوفير بين أيادي الغاصبين ، بل يخشون أن ينعتون كهؤلاء القادة المذكورين ، بالتقاعس عن شرف القضية بما يظهرونه  من الخذلان المبين .

... ليست "كرونا" من حتَّمت على جماعة أطلقت على نفسها حكومة لا تملك إلآّ الطاعة لمخططات زعماء "تل أبيب" مهما اختلفت الأساليب تظل النتيجة واحدة أطالة عمر المحتلين ، والتفرج على تآكل جغرافية أصل الفلسطينيين ، لغاية وصول ظرف لا يُبقِي من الشعب الشريف إلا العدد الهائل المضاف للمسجونين ، ما دام فوقه الصنف المنضوي تحت لواء المستعمِرين ، لا يهمهم غير الجلوس لسماع "عباس" المتحِّدث بوجه عابس وكأنه أمامهم عنترة بن شداد العَبْسِي الذي سيحارب مِن أجل ليلاه العالم ، وأمام السلطات الإسرائيلية يتكلَّم بأَلْيَنِ صوت مغلَّف بنبرات أهْدَأ حَنين . من لا يستطيع تحرير أرضه لا يستحق الحكم فيها إضافة للتوصّل براتب مغري على حساب مساكين ، صمتهم مسخ ما وقع سنة ثمانية وأربعين ، ليطال ظاهرة الاتكال على جماعة منشغلة بأي شيء إلا مقاومة الصهيونيين ، الذين هم لما تبقَّى من الضفة الغربية لأخذها بالعازمين ، لا تشوبهم ضائقة ولا تنقصهم حيل الغادرين ، إذ لا شيء أصبح أمامهم غير بعض المهرِّجين ، متى تلقوا الفُتاة عمدوا للسياحة بين بلدان أرقى الآدميين ، الذين فطنوا بالأدوار المشخَّصة في مسرحية "فلسطين وغدر السنين" من لدن سلطة يقودها المحسوب على عجزة المسنِّين ، وتلك الأرض مزدحمة بخيرة المناضلين ، مَن بمكر تخطيطٍ تُرِكُوا في زاوية كالمكبَّلِين ، يُدْفَع بالمتحمِّسين منهم إلى بؤر المعذَّبين ، بتُهمِ إزعاج أصحاب السيادة المطلقة من غلاة الإسرائيليين مَن للدولة الكبرى من الفرات إلى النيل هم بالطامعين .

... انتهت كل الفترات وتعرَّت كل المحطات وتغلَّب صبر المتتبِّعين ، ليظهر العيب لابساً حفنة المتربصين ، مَن لإخماد أي مطالبة للحق والحقوق على أعلى المستويات مدرَّبين ، حتى "فتح" الشريفة حولوها لدوريات تحرس مثل الخارجين ، عن عهد الأبطال المؤسسين ، أصبحوا لتعليماته الروحية ناسين ، ليتها تعود لسالف مهامها لتنظيف الداخل أولاً بمبيد حشرات تضخَّم حجمها لتتحوَّل براميل من الأفيد دفعها لتتدحرج بين الأقطار الممتدَّة من النهر إلى المحيط  عبرة للخلقِ أجمعين .

... أين ذهبت الأموال العربية المتدفّقة من العشرة أعوام الأخيرة على تلك السلطة الفلسطينية الحاكمة في الضفة الغربية تحديدا؟؟؟ ، مِن حقَّ كل عربي أن يعلمَ أليست قضيته الأولى ؟ ، أم المسألة شعارات وبعدها ثرثرة لا تنقطع على محطات هوائية ساهمت في تحذير  العقول انتظاراً للقادم الذي برهن الواقع المُعاش انه ضاع وللأبد ، الملايير من الدولارات كان يكفي صرف ربعها لتوقيف غطرسة إسرائيل عند حد لا يمكن تجاوزه ، أم هو استلام وتبذير وليشرب المطالب بالحساب مِن البحر ، كان الحياء مِن مُساءلة هؤلاء المسؤولين يتغلَّب على البعض ، لكن الحياء تولَّدت عنه فضيلة التَّدقيق ليعلم العالم سبب النَّكسات الملتصقة بتلك الأرض الفلسطينية ، المبتلية بفكر الاستسلام المسيطر على كل مواقف الرَّسميين مَن شاخوا فوق الكراسي ولم يفهموا بعد أنهم السبب الرئيس في ذاك الوضع المزري ، الذي جعل الملفّ الفلسطيني يفقد أوراقه المهمة الواحدة تلو الأخرى .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

[email protected]

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت