قدرت مصادر إسرائيلية، يوم الثلاثاء، أن يكون الأسرى الستة الذين نجحوا بالفرار من سجن "جلبوع" لا زالوا داخل المدن الإسرائيلية ولم يصلوا إلى جنين أو أي منطقة أخرى من الضفة الغربية أو الأردن وسوريا كما نشر أمس.
وبحسب موقع "واللا" العبري، فإن قوات لواء جولاني تعمل على طول خط التماس بين جنين ومناطق الخط الأخضر من أجل محاولة منع وصولهم للأراضي الفلسطينية.
وأشار الموقع إلى أن الحواجز الـ 200 التي نشرت أمس في أكثر من منطقة داخل إسرائيل لا زالت قائمة ضمن جهود البحث عنهم.
وتخشى الشرطة الإسرائيلية عن أن يكون الأسرى الستة مسلحون، وتستعد لاحتمال أنهم سيحاولون تنفيذ هجوم، ومحاولة خطف إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
وأظهر تحقيق أولي في سجن "جلبوع" أن حفر النفق استغرق نحو عام كامل ويقدر طوله بـ25 متراً وأن الحفر جرى بواسطة عدد محدود من الأسرى.
وتحدثت التحقيقات الأولية عن "حجم القصور" لدى أجهزة الأمن ومصلحة السجون الإسرائيلية.
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") فإن "كاميرات المراقبة المثبتة خارج سجن "جلبوع" والتابعة للسجن، رصدت الأسرى لحظة خروجهم من فتحة النفق الذي حفروه خارج السجن، لكن لم يتم التعرف عليهم في الوقت الفعلي من قبل السجانين" الذين لم ينتبهوا.
كما أفادت القناة الرسمية الإسرائيلية بأن السجانة التي مكثت في برج المراقبة الواقع ضمن الجدار الخارجي للسجن بمحاذاة فتحة النفق الذي خرج منه الأسرى "نامت خلال فترة حراستها"، وفشلت في رصد وملاحظة الأسرى.
شهور طويلة
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية "يظن مسؤولو سجن جلبوع أن السجناء الستة فروا عبر حفرة خارج جدران السجن، تمكنوا من حفرها خلال الأشهر القليلة الماضية".
وأضافت "أفاد جهاز الأمن العام (الشاباك) بأن السجناء نسقوا مع أشخاص خارج السجن باستخدام هاتف محمول مهرب، وكان لديهم سيارة هروب في انتظارهم".
واستناداً إلى الصحيفة فإن "ملاحظتهم تمت لأول مرة من قبل مزارعين محليين أبلغوا الشرطة عنهم، بعد أن اعتقدوا أنهم لصوص"، وقالت "اكتشف أن السجناء الستة قد فروا خلال عملية العدّ (الصباحي) قرابة الساعة الرابعة فجراً".
وتابعت "يقول مسؤولون في مصلحة السجون الإسرائيلية إن السجناء فروا حوالي الساعة 1:30 صباحاً، وقد لاحظهم سائق سيارة أجرة محلي لأول مرة، في الساعة 1:49 صباحاً، حيث رصدهم في محطة وقود بالقرب من السجن واتصل بالشرطة".
وقالت "وصلت وحدة شرطة إلى الموقع بعد أقل من عشر دقائق، وبدأت بتفتيش المنطقة وإجراء مقابلات مع موظفي محطة الوقود"، وأضافت "الساعة 3:29 صباحاً، أبلغت مصلحة السجون الإسرائيلية، الشرطة، عن اختفاء ثلاثة سجناء والتي أرسلت تعزيزات إلى السجن".
وتابعت الصحيفة "فقط في الساعة 4:00 صباحًا أصبح واضحاً أنه في الواقع لم يتم حساب ثلاثة سجناء آخرين"، وأكملت "تم العثور على مخرج النفق في وقت لاحق، على بعد أمتار قليلة خارج جدران السجن وكان مغطى بالأعشاب".
الخريطة على الإنترنت
من جهتها أكدت صحيفة "هآرتس" ، أن الخريطة الهندسية لسجن "جلبوع" الذي هرب منه الأسرى الستة، سبق وتم نشرها بشكل علني على شبكة الإنترنت من قبل مكتب الهندسة الذي أشرف على تصاميم بناء السجن، حيث كانت متاحة لكل شخص أراد الاطلاع عليها.
وقالت: "لا يُعرف في هذه المرحلة ما إذا كانت الخريطة قد ساعدت الأسرى على الهروب من السجن".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بمصلحة السجون، قوله: "هذا خطأ أمني فادح من الدرجة الأولى، إن نشر مخطط بناء سجن أمني هو فشل أمن معلومات لمصلحة السجون التي سمحت بحدوث ذلك".