- فصائل المقاومة تحذر الاحتلال من مغبة التعرض للأسرى في سجونه
- "ثوري" فتح يحيي المناضل زكريا الزبيدي ورفاقه الأسرى
لم يكن هناك فرار من هذا القبيل من سجن في إسرائيل منذ الخمسينيات من القرن الماضي، والفشل الذي ربما يكون الأكبر في تاريخ إدارة مصلحة السجون، ستة أسرى فلسطينيين قتلهم إسرائيليين، تمكنوا من الفرار في منتصف الليل بواسطة نفق من سجن جلبوع.
كشف التحقيق الأولي الذي أجرته مصلحة السجون الإسرائيلية أنه في حوالي الساعة 01:30 ليلاً ، دخل الأسرى الستة إلى حمام زنزانتهم وقاموا برفع إحدى الفتحات المعدنية الموجودة على أرضية الزنزانة ودخلوا واحد يلي الآخر إلى الفتحة الضيقة للنفق.
زحفوا لمسافة بضع عشرات من الأمتار وصولا إلى فتحة النفق، وكان ذلك على بعد أمتار قليلة من جدار السجن – تحت برج حراسة، ورغم أنهم غيروا ملابسهم من هناك واصلوا رحلة الهروب.
وتشير التقديرات إلى أن الأسرى فروا بعد خروجهم من فتحة النفق باستخدام سيارة تقلهم، وعند الساعة 1:49 صباحًا استقبلت الشرطة مكالمة من أحد الإسرائيليين قال إنه لاحظ أحد المشتبه بهم ويحمل شيئا في يده أثناء قيادته على الطريق.
في حوالي الساعة 2:00 ليلاً ، وصل اتصال آخر للشرطة وقام شخص آخر في المنطقة بإبلاغ الشرطة عن مشتبه به رآه.
في الساعة 02:14، أبلغ نائب قائد شرطة بيسان السجن بالحادثة، وفي الساعة 03:29 ليلاً تم تلقي بلاغ عن ثلاثة سجناء آخرين مفقودين.
لم يكن الإغفال في التعامل مع مصلحة السجون والشرطة فحسب، بل كان أيضًا في مبنى السجن نفسه، حيث القاعدة التي بنيت عليها أجنحة السجن في عام 2004 لم تكن سميكة بما فيه الكفاية، وربما كانت الطبقة الخرسانية رقيقة للغاية وتحتها كانت مساحة تسمح للأسرى أيضا بالهروب دون حفر الكثير.
لم تعرف مصلحة السجون نقطة الضعف في حجرة المرحاض ، لكن كان عليها التعرف عليها لأنه في عام 2014 حاول الأسرى الفلسطينيون أيضًا حفر نفق هناك.
هناك أسئلة أخرى – كيف لم تجد عمليات التفتيش الروتينية في الزنزانة فتحة النفق، وكيف تمكن السجناء من الحصول على أداة الحفر، ولماذا لم تقدر المخابرات الإسرائيلية التي اعتبرت أن ثلاثة من الأسرى الستة رفيعو المستوى، أو تكشف نواياهم.
كما تواصلت الليلة مطاردة الأسرى الستة في بيسان، تمركز عناصر من الشرطة وشرطة حرس الحدود بالقرب من المعابد اليهودية لتأمين المصلين خلال العطلة.
الجهاد الإسلامي الذي ينتمي إليه خمسة من الأسرى الفارين حذرت الليلة الماضية إسرائيل من قتل الأسرى، وهدد أحد كبار قادتها بأن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا إذا ألحقت الأذى بأحد الأسرى.
وقالت مصادر أمنية، الليلة الماضية، إن أحد الأسرى الفارين زكريا زبيدي، انتقل إلى الزنزانة التي فر منها الستة أمس فقط. على ما يبدو، وطلب الزبيدي الانتقال إلى الزنزانة قبل الفرار.
استجابت سلطات السجن لطلب الزبيدي، رغم أن النزلاء الآخرين في الزنزانة ينتمون إلى الجهاد الإسلامي.حسب موقع صحيفة "القدس" الفلسطينية
وحذرت فصائل المقاومة في قطاع غزة، يوم الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي من مغبة التعرض للأسرى في سجونه بعد نجاح ستة أسرى في انتزاع حريتهم وكسر قيدهم رغم كل التحصينات والإجراءات الأمنية.
وباركت الفصائل في مؤتمر صحفي لها في أعقاب اجتماعها الأسبوعي، للأسرى الستة نيلهم الحرية من بين “أنياب الاحتلال”، معتبرةً هذه “العملية البطولية” بأنها انتصارًا للأسرى وصفعة قوية للمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
ودعا محمد البريم (أبومجاهد) متحدثًا باسم الفصائل خلال المؤتمر، الجماهير في كل مكان إلى توفير كل وسائل الدعم والحماية والاسناد للأسرى “أبطال عملية نفق جلبوع والحفاظ عليهم”، محذرةً الاحتلال من المساس بحياتهم.
وأكد البريم على وقوف فصائل المقاومة إلى جانب الأسرى في سجون الاحتلال والذين يتعرضون لأبشع الاعتداءات الإجرامية من قبل مصلحة السجون، محملًا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات جرائمه.
كما دعا الجماهير إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى والتصدي لاقتحامات المستوطنين وإفشالها وإشعار ثورة غضب في وجه جنود الاحتلال ومستوطنيه.
ووجه القيادي في المقاومة التحية للشباب الثائر على امتداد السلك الحدودي في قطاع غزة وفي قرية بيتا ونعلين وبيت دجن، داعيًا كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الثائرة إلى استلهام هذا النموذج الابداعي والاقتداء به وتكراره في كل قرية ومدينة.
وعبر البريم عن رفض فصائل المقاومة اتفاق الإطار بين الأونروا والإدارة الأميركية والذي يخالف القانون الدولي الإنسان الذي قامت عليه الوكالة، داعيًا الجماهير وكل المعنيين بقضية اللاجئين الفلسطينيين أن يعلموا من أجل اسقاط هذ الاتفاق.
وطالب الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم الوقوف في وجه هذا الاحتلال الإسرائيلي، ودعم القضية الفلسطينية.
وفي بيان منفصل أكدت حركة الجهاد الإسلامي، ، على أن أي مساس بالأسرى من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فإنه لن يتم السكوت عنه ولن يتم ترك الأسرى وحدهم ولن يتم خذلانهم، وأنها مستعدة لفعل كل شيء من أجل حمايتهم ومساندتهم في مواجهة الإرهاب الذي يتعرضون له.
وأشارت الحركة في بيان لها، إلى أنها تتابع أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال، وما يجري بحقهم من عدوان انتقامي خطير وانتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف ومبادئ حقوق الانسان.
ولفتت إلى أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية شرعت بعدوان واسع يستهدف الأسرى بشكل عام وأسرى حركة الجهاد الإسلامي بشكل خاص، كرد فعل انتقامي من الاحتلال بعد الفشل الأمني المدوي الذي أصاب الاحتلال وأجهزته الأمنية في أعقاب نجاح عدد من الأسرى التابعين لها في انتزاع حريتهم من خلال عمل معجز ومحكم ودقيق. كما جاء في بيانها.
وحيّا المجلس الثوري لحركة فتح، عضو المجلس الثوري زكريا الزبيدي ورفاقه الأسرى "الذين شقوا طريق حريتهم بإرداة الفلسطيني المتمسك بحريته للخلاص من كابوس الاحتلال، رغم قهر السجان وإدارة السجون الصهيونية".
وأكد المجلس في تصريح له، يوم الثلاثاء، أن "المجلس الثوري يحيي بفخر واعتزاز ما قام به الأخ المناضل زكريا الزبيدي ورفاقه بكسر قيود السجن والسجان".
وحمل المجلس الثوري حكومة الاحتلال الاسرائيلي وأجهزتها المسؤولية الكاملة عن حياة المناضل زكريا الزبيدي ورفاقه الأبطال.
ووجه المجلس الثوري "تحية إكبار واعتزاز لكامل أسرانا الأبطال في معتقلات الاحتلال، وخاصة الاسرى المضربين عن الطعام وعلى رأسهم كايد الفسفوس، والأسيرة إسراء جعابيص، على صمودهم في وجه الجلاد."
وقال إن الحركة الأسيرة تعاني وعلى مدى عقود من وطأة الاجراءات الاحتلالية العنصرية الظالمة والمخالفة لقواعد القانون الدولي الإنساني.
وأضاف أن "المناضل زكريا الزبيدي ورفاقه انتزعوا حريتهم التي تعتبر حقا تكفله كل الشرائع والقيم الانسانية، وإن المجلس يجدد اعتزازه وفخره بالانجاز الوطني الكبير الذي تمثل بالحرية للأخ زكريا الزبيدي ورفاقه الأبطال."