لن تكسروا إرادتنا

بقلم: صلاح صبحية

الأسيران يعقوب قادري ومحمد عارضة بعد اعتقالهما
  • بقلم : صلاح صبحية

الحرب سجال ، كرٌ وفرُ ، حصارٌ وانعتاق ، مدٌ وجزرُ ، ساعة لكَ وساعة عليكَ ، ينكسرُ السيفُ في يدكَ ، لا وقت للتفكير ، ربما قبضة اليد تسعفكَ ، وحيناً يتكور الحصارُ حولك ، تفقد القدرة على ايجاد ثغرة للإنسلال منها ، تتعدد الدوائر من حولك ، تغشاك ظلمات فوق بعضها ، ينسد الأفق من حولك ، وينطلق في داخلك إنها جولة جديدة ، تبدأ بترتيب أوراقك من جديد ، الخطوات تعرفها جيداً ، وغرف التحقيق لا تجهلك ، كم مرة ابتسمت وأنت تسخر من أسئلة المحقق الصهيوني ، لا شيء جديد في أسلوب التحقيق ، لكنّ سؤالهم الأهم أين هي الملعقة ، لقد أصبحت الملعقة عدوهم الأول ، فهي سلاحك الذي انتزعت به حريتك ، ينظر المحقق إلى مسدسه الرشاش ، يضحك ويضحك كأنه ثمِلَ من النظر إلى مسدسه ، يصيح بأعلى صوته ملعقة تمنحك الحرية ، يجيش في داخله صراع بين أن يوسمك بالبطولة التي منحتك حريتك لبعض الوقت وبين أن يعيدك إلى زنزانة لتصبح صديقة لك ، فأنت السيد المطلق وكل الزنازين ملك يمينك وطوع أمرك ، ما العمل ؟
يضرب المحقق قبضته على الطاولة ، من أي طين جُبلتَ أيها الفلسطيني حتى يصبح تراب الأرض عبدا لك ، أأنت سليمان الذي نبحث عن هيكله تحت أقصاكم فيلفظنا ترابكم ، لا أصدق أنّ الجان هم جنود عندك ، فقبل ان يرتد طرفك يفعلون لك ما تريد ، لا لن تكون سليمان والزنزانة لن تكون هيكلاً لك ، ينتظر الجنود المحيطين بك حكم القاضي وقد سئموا النظر في وجهك المتقد شرراً الواعد إياهم مفاجأة أخرى ، المحقق يخشى الحكم عليك بزنزانة منفردة ظناً منه أنك ستحرر نفسك هذه المرة فتغشى عيونهم عنك فلا يبصرون ، ما أصعب موقف المحقق وهو عاجز عن النطق بالحكم ، وما أروع موقفك وعيونك تقول له لن تكسروا إرادتنا في تحرير أنفسنا مرة ثانية فنحن أبناء هذه الأرض وأنتم العابرون الذين ستفرون منا إلى البحر ، هو الصبر والصمود والنصر فنحن أصحاب الأرض.
 ٢٠٢١/٩/١١ صلاح صبحية

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت