- د. خالد معالي
فرحة وبهجة، تبعها بعد ايام نوع من الغصة في ما دار حول الاسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم، ومن ثم اعتقل الاحتلال اربعة منهم، لكن بالمحصلة ما زالوا يتقدموا وفازوا بالنقاط، مهما حصل وجرى مع الاسيرين الآخرين، لاحقا، ففتح نفق والخروج من السجن ستبقى جولة تكوي الوعي لدى الاحتلال، وتقض مضاجعه ولن يسد مكانها او يخفف منها اعادة اعتقال اسرى، او مواصلة احتلال الشعب الفلسطيني، كونه انجاز ليس كأي انجاز.
كيف فاز الاسرى وهم يعانون؟ لان المعيار هنا ليس المعاناة فهي حاصلة لكل الشعب الفلسطيني الواقع تحت احتلال، وكل حسب ظرفه، والاسرى الاكثر معاناة، وهذا فيصل وحكم على الاشياء، ومقياس من هو المظلوم الذي يسعى لحريته وإعادة تشكيل الوعي من جديد باهمية قضية الاسرى، ومن هو القادر فعلا وقولا وحقا، على تحريرهم.
من خلال بث صور اعتقال الاسرى حاول الاحتلال ايصال رسالة ضعف من باب الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني، لكن الكل ادرك اهمية الحفاظ على الجبهة الداخلية، وان الاحتلال هو السبب المباشر لمعاناة الشعب الفلسطيني، وهو ما زاد من وعي وكراهية المحتل، مهما حاول بث من صور الحرب النفسية التي خبرها الشعب الفلسطيني وما عادت تنطلي عليه، بل تنقلب على الاحتلال وبالا.
نجاح الاسرى الستة بانتزاع حريتهم رفع معنويات الشعب الفلسطيني واعاد اهم قضية للواجهة من جديد، وان لا خلاص للاسرى الا بحريتهم، وهو ما دق ابواب المقاومة التي ركزت على انهم في سلم الاولويات وسيفرج بعون الله على من اعتقل واسر قريبا، وهو الجواب الصحيح، ومن يدير معركة باتقان يفوز، ويتقدم، وليس ارتجاليا، ولذلك وجهت البوصلة للوجهة الصحيح وهي المقاومة وليس غيرها.
دوما الجبهة الداخلية لا يصح العبث فيها، لانها هي من ستنتصر قريبا، ولذلك الاحتلال وهو يدرك ذلك راح يبث سمومه فيها، لكن انظر كل خطط الاحتلال باءت بالفشل، ففلسطيني ال 48 هم جزء اصيل من الشعب الفلسطيني كالضفة الغربية وغزة، وقصة الخبث، سيبقى الى يوم الدين ولكن بنسب متفاوتة حسب قوة العقيدة والايمان، والتنشئة والوعي.
بالمحصلة هذه هي الحياة، فرح وحزن، ومن يفوز بالدنيا والاخرة هم من اشغلوا عقولهم وايمانهم بالله وخططوا جيدا، وبالنظر من حولنا نجد هذه الصفات في المقاومة، وسنرى قريبا كيف تحرر الاسرى الاربعة، اذن فعلام الحزن والغم والهم، "ويسألونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا"، "ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت