- ندعو لإستراتيجية دفاعية موحدة، وإحياء قرارات الإجماع الوطني وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة
- بالوحدة والمقاومة نهزم الاحتلال ونحقق أهداف شعبنا
أشاد صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤول إقليمها في قطاع غزة، بصمود الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين يواجهون الهجمة الإسرائيلية، في محاولة لكسر شوكتهم ومعنوياتهم والانتقام منهم بعد تمكن ستة أسرى من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع، بإرادتهم الصلبة وعزيمتهم على جبروت الاحتلال وضرب منظومته الأمنية، داعياً لحمايتهم وتوفير كل مقومات الدعم والإسناد لهم.
وحمل ناصر الاحتلال المسئولية الكاملة عن حياة الأسرى الأربعة الذين تم إعادة اعتقالهم، ولن يمحي هذا آثار تضحياتهم ولن يرمم صورة الاحتلال بعد الضربة المدوية لمنظومته الأمنية.
وقال ناصر في كلمة بالنيابة عن القوى الوطنية والإسلامية خلال المؤتمر الوطني الجامع بقاعة رشاد الشوا وسط مدينة غزة، اليوم الأحد، المعنون بـ«المقاومة تحرر.. اوسلو تدمر»، تزامناً مع الذكرى الـ16 لدحر العدو الصهيوني عن قطاع غزة والذكرى الـ٢٨ لاتفاقية أوسلو، إن «شعبنا الفلسطيني لن يسكت عن أي مساس بالأسرى أو إلحاق الضرر بهم وستتحمل دولة الاحتلال تباعته». داعياً لتوسيع الحملات الشعبية والإعلامية على المستوى المحلي والعربي والدولي لدعم صمود أسرانا ومعتقلينا والدفاع عن حقوقهم.
وأضاف ناصر أن «دحر الاحتلال الإسرائيلي وإزالة المستوطنات والخروج العسكري الاضطراري من قطاع غزة تحت ضغط المقاومة أحدث جدلاً فلسطينياً وإقليمياً حول الدور الذي بالإمكان أن يلعبه القطاع الخالي من الاحتلال في دعم المقاومة في الضفة الفلسطينية، ودفع دولة الاحتلال لإعادة النظر في الموقع الذي يمثله القطاع في حساباته السياسية والأمنية والعسكرية ليس بالعلاقة مع الضفة وحسب وكذلك ربطاً بالصراع الإقليمي».
إستراتيجية دفاعية موحدة
وقال صالح ناصر إن «غزة كانت ولا زالت وستبقى رافعة للمشروع الوطني ضد الاحتلال حتى رحيله الكامل وإنجاز حق شعبنا الفلسطيني بقيام دولته الوطنية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين لديارهم التي شردوا منها قصراً وحق تقرير المصير لشعبنا».
وطالب ناصر بالمباشرة في وضع إستراتيجية دفاعية موحدة واستكمال توفر مقوماتها، وتطوير دور غزة في الإستراتيجية الوطنية البديلة التي تجمع بين العمل السياسي والمقاومة وعاملاً ضاغطاً بقوة لإنهاء الانقسام ودافعاً لاستعادة الوحدة الوطنية.
وأشار ناصر إلى أن متطلبات الاستراتيجية الدفاعية هي بناء جبهة مقاومة موحدة، وإنشاء غرفة عمليات مشتركة لإدارة معركة الدفاع عن غزة عبر مرجعية سياسية واحدة وبمشاركة جميع فصائل المقاومة بما يعزز الشراكة بالقرار والالتزام بقراراتها الموحدة وعدم تجاوزها، والجمع ما بين وسائل النضال الجماهيرية والمقاومة الشعبية والمسلحة.
وجدد ناصر دعوته لاستعادة الوحدة الوطنية والإسراع في تشكيل القيادة الوطنية الموحدة. مؤكداً أن وحدة الحركة الأسيرة والمقاومة بكل أشكالها هي الكفيلة بإلحاق الهزيمة بهمجية الاحتلال على أسرانا البواسل.
وشدد ناصر أن طي صفحة الاعتراف بإسرائيل وإحياء قرارات الإجماع الوطني الفلسطيني المتمثلة بـ(المجلسين الوطني والمركزي والاجتماع القيادي والأمناء العامين) بديلاً لإستراتيجية (أوسلو) المتبعة هو الكفيل بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وإصلاح أوضاع م.ت.ف على قاعدة الشراكة واستنهاض الحالة الجماهيرية ومقاومتها بكل أشكالها لرحيل الاحتلال وفوز شعبنا بالاستقلال والدولة كاملة السيادة بعاصمتها القدس وحق تقرير المصير وعودة اللاجئين إلى ديارهم.
حوار وطني شامل
ودعا القيادي في الجبهة الديمقراطية السلطة إلى مراجعة سياساتها الحالية والذهاب إلى حوار وطني شامل يعيد بناء العلاقات الوطنية على أسس ائتلافية تشاركية تستعيد البرنامج الوطني كما تم التوافق عليه في قرارات الإجماع الوطني واستئناف العمل على تنظيم الانتخابات الشاملة التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني ومؤسسات السلطة و م .ت.ف على أسس ديمقراطية تستعيد الوحدة الوطنية وتنهي الانقسام.
ودان ناصر خطوات الانفتاح والتطبيع مع بعض العواصم العربية والمسلمة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي باعتبارها تشكل مكسباً صافياً لدولة الاحتلال على حساب حقوق الشعوب العربية. داعياً الأحزاب والقوى السياسية العربية لتحمل مسئولياتها في مواجهة هذا الانتهاك لقرارات القمم العربية وتحديها لمشاعر شعوبنا ومصالحها القومية والوطنية.
تعزيز صمود القدس
وثمن ناصر صمود أهل القدس وقياداتها الوطنية ونضالاتهم ضد الإجراءات الاحتلالية والاستيطانية العنصرية، داعياً اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف والسلطة الفلسطينية لوضع خطة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز صمود أهلنا بالقدس والتصدي لمشاريع تهويد المدينة وصون عروبتها بما في ذلك توحيد المرجعية الوطنية الخاصة بالمدينة. ودعا لأوسع حملة عربية وإسلامية ودولية ضد سياسات الاستيطان والتهويد والتهجير وفضح ممارسات الاحتلال العنصري وكسب تأييدهم لنضال شعبنا وقدسنا.
رفض اتفاق الإطار
وأوضح ناصر أن تسييس قضية الأونروا تهدف لشطب قضية اللاجئين من جدول أعمال المجتمع الدولي وإسقاط حق العودة وإغلاق ملف القضية وفق سيناريوهات بديلة. مؤكداً رفض شعبنا بقواه الوطنية والإسلامية ما جاء في اتفاق الإطار باعتباره يشكل انتهاكاً صريحاً للتفويض الممنوح للوكالة من قبل الجمعية العامة التي أعطت الوكالة وهيئاتها المعنية الحق وبشكل تفردي في رسم استراتيجياتها ووضع برامجها بحرية بعيداً عن أي تدخل خارجي مالي أو سياسي.
وقال ناصر إن «ما عجزت عنه الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض حلفائها على تحقيقه في مرحلة ما بعد النكبة، لن تتمكن من تحقيقه اليوم بقوى الابتزاز المالي والسياسي».
ودعا ناصر لاستنهاض كل عناصر القوة لدى حركة اللاجئين وابتداع آليات متطورة تمكن من توسيع دائرة التأييد لحقوقهم وفي المقدمة حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948م. مطالباً دائرة شئون اللاجئين إلى تفعيل دورها وتوثيق علاقاتها عبر البرامج والمشاريع الخدمية مع مخيمات اللاجئين في المناطق المحتلة وفي مناطق الشتات.
وختم كلمته مؤكداً أن وحدة شعبنا في كافة أماكن تواجده التي سجلت خلال معركة سيف القدس سنحافظ عليها ونحميها على طريق إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، «فبالوحدة والمقاومة نهزم الاحتلال ونحقق أهداف الشهداء والأسرى والجرحى بالدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس».