- المحامي علي ابوحبله
بعد نجاح الرئيس نجيب ميقاتي في تشكيل الحكومة اللبنانية، ودعوته إلى "نهضة لبنان"، هل من فُرَص جدية مُتاحة أمام الحكومة في ظل التحديات التي تواجهها؟ بعد 46 يوماً على تكليفه، نجح الرئيس المكلف نجيب ميقاتي خلافاً للرئيس سعد الحريري وقبله السفير مصطفى أديب في الاتفاق مع رئيس الجمهورية ميشال عون على تأليف حكومة من 24 وزيراً هي الثالثة برئاسته، وهي لم تختلف من حيث المحاصة السياسية عن حكومة حسان دياب، فتألفت من تكنوقراط غير مستقلين لكنها زادت عن حكومة دياب 4 وزراء وضمّت فقط وزيرة واحدة خلافاً لحكومة دياب التي ضمّت ست وزيرات.
لكنّ حكومة ميقاتي تنتظرها مهمات صعبة. برأي المحللين السياسيين اللبنانيين إن "برنامج الحكومة خارجيّ أكثر مما هو داخلي"، وأشاروا إلى أن ميلاد الحكومة "كان نتيجة تفاهم وتقاطع خارجيان أنتجا تشكيل الحكومة".وأن "ما سبق ومهّد الطريق لهذا التأليف، هو كسر قانون قيصر، وذهاب الوفد اللبناني إلى سوريا"، وأن "الاتفاق مع الجانب السوري مؤشّر على مرحلة جديدة مع سوريا في الأيام القليلة المقبلة".
ويشار إلى أن "أحد وزراء الوفد اللبناني إلى سوريا، طلب رأي السفيرة الأميركية قبل الذهاب، والأخيرة أجابت بالقَبول"، مضيفاً أن "هذا مؤشّر سياسي كبير، علماً بأن الوفد لم يكن تِقْنياً فقط".
وفي إشارة إلى زيارات السفير السعودي لعين التينة وقصر بعبدا، "لم تكن وحيدة"،و أن "رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، قال للمسؤولين اللبنانيين، عند زيارته لبنان، وخلال عشاء بحضور مسئولين أمنيِّين، أسرِعوا في تشكيل الحكومة، ونضمن لكم مساعدات سعودية وخليجية". وأن "أحد أهم برامج الحكومة الجديدة ونقاطها، هو موضوع التوافق مع صندوق النقد الدولي، والإصلاحات المطلوبة خارجياً" وجاء الإسراع في تأليف الحكومة بناء على معادلة 8+8+8 إثر ضغوط فرنسية قوية وبعد اتصال بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ومن أبرز ملامحه تبديل موقف النائب باسيل وإعطاؤه وعداً لميقاتي بتصويت “تكتل لبنان القوي” على منح الثقة للحكومة في مجلس النواب.
وأمل الرئيس ميقاتي “أن ننهض بهذه الحكومة وأن نوقف الانهيار الحاصل وإعادة لبنان إلى عزّه وازدهاره”، معتبراً “أن الناس شبعت من الوعود”.
وفي وقت لفت البعض إلى أن باسيل حصل على مُراده في الثلث المعطّل مع ضمانات إقليمية ودولية بعدم استعماله، نفى ميقاتي “وجود ثلث معطّل واضح أو مستتر لأي فريق في الحكومة”، وقال “أؤكد أنني أتمتع بالثلثين للقيام بالعمل الضروري لإنقاذ البلد، واللي بدو يعطّل يطلع برا، والوقت الآن للعمل وليس للجدل السياسي”.
الرئيس اللبناني ميشيل عون أوضح “إنني لم آخذ الثلث المعطل وكأن الأمر حرباً سياسية”. واعتبر “أن الحكومة أحسن ما توصّلنا إليه وسنبدأ بحل المشاكل الأساسية من البنزين والمازوت والخبز، وقد ورثنا الأزمات نتيجة الحكم السيء منذ 30 سنة إضافة إلى مصائب الفقر والدين والإضرابات وكورونا وانفجار المرفأ والمال قليل لمعالجتها”.
ورأى “أن كلمة جهنّم التي أطلقها في وقت سابق أسيء تفسيرها إما عن جهل أو عن قصد”، مضيفاً “نحن نعيش جهنّم حالياً ونحن سنخرج من هذه الهوّة، فقد مررنا بالمهوار والآن سنصعد”. وإذا كانت أولى نتائج إعلان الحكومة التراجع الكبير في سعر صرف الدولار الذي هبط من 19 الف ليرة لبنانية إلى حدود 15 الفاً بعدما تهافت مواطنون إلى محلات الصيارفة من أجل بيع الدولار، ففي قراءة لأبرز التحديات التي تواجه الحكومة الجديدة التي ستعقد أولى جلساتها يوم الاثنين في القصر الجمهوري تتمثّل أولاً بالاتفاق على البيان الوزاري ومعادلة “جيش وشعب ومقاومة”، ثانياً برفع الدعم عن المحروقات حيث قال ميقاتي”لا رغبة لدينا برفع الدعم إنما نحن “منشفين” ولا مال لدينا للاستمرار بالدعم”، ثالثاً وضع خطة للإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، رابعاً كيفية التعامل مع مسألة البواخر الإيرانية التي انطلقت من دون الحصول على إذن من السلطات اللبنانية، الانتخابات النيابية وقد تعهّد ميقاتي بإجرائها مع الانتخابات البلدية في 8 أيار/مايو المقبل، وأخيراً ليس آخراً العلاقة مع سوريا حيث أكد عون أن العلاقة مع دمشق حتمية، فيما أبدى ميقاتي انفتاحه على أي علاقة لمصلحة لبنان.
التطورات المتلاحقة والمتسارعه التي ساهمت بتشكيل الحكومة اللبنانية والانفتاح على دمشق يعود السبب فيها الى الأردن وزيارة الملك الأردني عبدالله الثاني إلى البيت الأبيض، ولقائه الرئيس الأميركي جو بايدن في 19 تموز الماضي، حيث بحث الطرفان إيجاد طرق لاستثناء المملكة من العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر في ما يتعلّق بالتجارة مع سوريا ولبنان ، من جانبها، أوضحت صحيفة "تايمز" أنّ الاقتراح، الذي أعلنته السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، شكّل مفاجأة للمراقبين، ومن المتوقّع أن يتضمّن رفعاً جزئياً للعقوبات الأميركية المفروضة على دمشق. وكشفت الصحيفة أنّ بايدن يراجع سياسة واشنطن في سوريا وهذا بحد ذاته يشكل مصدر تفاؤل وانفراج فيما تشهده المنطقه من انفتاح على دمشق ولبنان ضمن تغيرات ما تشهده المنطقه في التحالفات الاقليميه يشكل الاردن الاردن ركيزته ومفتاح التغيير
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت