يشكل التلوث الناتج عن إتلاف النفايات الطبية تهديدا جديا لحياة الإنسان، وتعتبر مخلفات المؤسسات الصحية أو ما تعرف بالنفايات الطبية من المواد الضارة والخطرة على صحة الإنسان والبيئة.
ولجأت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة إلى مشروع إدارة النفايات الطبية، بالتعاون مع عدة مؤسسات دولية لإنشاء دليل للتخلص من تلك المخلفات بطريق صحيحة.
يقول مدير وحدة السلامة ومكافحة العدوى بوزارة الصحة رامي العبادلة "تنتج الوزارة بغزة طن و700 كيلو جرام من النفايات الطبية يوميا وتتلفها بذات اليوم عبر بروتوكولات معتمدة"، مضيفاً: " بعد تفشي وباء كوفيد-19 في قطاع غزة زادت كمية النفايات الطبية لتصل إلى 2 طن يوميا".
وشدد العبادلة على ضرورة التعامل مع النفايات الطبية بحذر كبير "قد تكون من شخص مصاب بالتهاب كبد وبائي، أو فايروس ينتقل عن طريق التلامس، وغيرها من الأمراض التي قد تنتقل عن طريق التلامس".
وذكر أن عدة أجهزة جديدة دخلت إلى قطاع غزة، للمساهمة في تطوير معالجة النفايات الطبية بأقل الأضرار، كان آخرها جهاز يعمل بنظام المايكرويف، يقوم بتقطيع النفايات الطبية، ويعرضها للحرارة الشديدة، لتخرج تلك النفايات دون أي خطر على البيئة المحيطة.
وعن آلية المعالجة، لفت العبادلة إلى أن النفايات يتم ترحيلها ومعالجتها بحسب المنطقة الجغرافية في قطاع غزة.
ونوه إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية تعاقدت مؤخراً، بالشراكة مع سلطة البيئة، ووزارة المالية، لتطوير معالجة النفايات الطبية، من خلال وضع تسعيرة لجمع النفايات، "2.5 شيكل مقابل كل كيلو من النفايات الطبية".
وتابع العبادلة "الآن تخلصت وزارة الصحة من أزمة النفايات الطبية بنسبة 80%، بعد أن كانت في السابق من أكبر المشاكل التي تعاني منها الوزارة".
ولفت إلى أن الصعوبات في التخلص من النفايات الطبية، تتمثل في عمليات النقل، حيث لا يوجد وسائل نقل متخصصة في نقل النفايات من المجمعات الطبية بكمياتها الكبيرة، وتوصيلها بالشكل السليم إلى أماكن المعالجة.
ومنذ عام 1998 بدأت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بالتخلص من النفايات الطبية عن طريق حرقها في ثلاثة محارق أساسية، والتي تعتبر طريقة مضرة للبيئة، خاصة بعدما أصبحت المناطق المجاورة لها مزدحمة بالسكان.
وكانت تقتصر عمل المحارق الطبية على المخلفات الأشد خطراً، مثل الحقن وسنون الإبر ومخلفات الكلى الصناعية والعمليات، أما باقي النفايات الطبية كان يتم التعامل معها ضمن النفايات العامة.
وتعتبر النفايات الطبية هي كل ما ينتج عن المستلزمات التي يحتاجها المريض، سواء حقن أو سنون ابر أو شاش ملوث بالدماء، ومخرجات المختبر من عينات الدم وغيرها، والأنابيب، إلى جانب الأنسجة البشرية مثل المشيمة، والأورام التي تتم إزالتها من المرضى.