نظمت مؤسسة ملتقى الطلبة ورشة عمل بعنوان :"حماية التعليم في فلسطين من العدوان الإسرائيلي" وذلك بحضور العشرات من طلبة الجامعات والخريجين من كافة مناطق وجامعات قطاع غزة ، حيث افتتح د.علاء حمودة الورشة مرحبا بالحضور وتقدم لهم بالشكر الجزيل على الاهتمام والمتابعة بقضايا التعليم لا سيما واننا نحتفل في فلسطين باليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات الذي أقر من قبل الأمم المتحدة ويصادف التاسع من سبتمبر من كل عام ، حيث سلطت مؤسسة ملتقى الطلبة الضوء على حماية التعليم من الانتهاكات الإسرائيلية لترسل رسالة إلى العالم من خلالكم ان التعليم في فلسطين يتعرض لكافة أنواع الهجمات المباشرة والغير المباشرة مما يعطل الحياة التعليمية والتربوية وهذا يخالف كافة القوانين والشرائع الدولية باعتبار التعليم حق كما نصت عليه اتفاقية جنيف وكما ورد في العهدين الخاص والعام للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
كما رحب الدكتور حمودة بالدكتور سفيان صيام أكاديمي وباحث حقوقي وبالاستاذة نيرمين اللوح محامية وناشطة حقوقية وشبابية.
بدوره تحدث د.سفيان صيام حول الانتهاكات الاسرائيلية بحق التعليم في فلسطين واكد على تفعيل سبل مواجهة هذه الانتهاكات بكل الوسائل الممكنة داخليا ودوليا باعتبارها تعدي على قواعد القانون الدولي بالعموم والشرعة الدولية لحقوق الانسان بالخصوص.
وأكد د.صيام أنه يترتب على كون اسرائيل دولة احتلال التزامها بحماية العملية التعليمية وعدم عرقلتها وفق المعاهدات والمواثيق الدولية ومنها على سبيل المثال المادة 24 من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 أغسطس/آب 1949 بخصوص تعليم اليتامى والأطفال المفترقين عن أسرهم.
وفي نفس السياق أوضح د.صيام خطورة جدار الفصل العنصري وما سببه من أثار كارثية على العملية التعليمية خصوصًا فيما يتعلق بإعاقة وصول الطلبة والمعلمين لمدارسهم وجامعاتهم.
وفي ختام مداخلته أوضح د. سفيان صيام الحرب الذي يشنها الإحتلال على الرواية الفلسطينية واعتبرها د.صيام هي حرب على التاريخ ، منوها أنه لا زالت الحرب مع اسرائيل دائرة على الرواية والتاريخ ، فهي تحاول بكل ما أوتيت من قوة شطب تاريخنا من خلال شنها الحرب على مناهجنا الوطنية بهدف تعديلها لصالح الرواية الاسرائيلية الكاذبة إن استطاعت.
وفي مداخلتها ركزت الأستاذة نيرمين اللوح على ضرورة تسليط الضوء على الحقائق والأرقام التي تكشف حجم الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الاسرائيلي بحق المسيرة التعليمية في فلسطين، واهم الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحق في التعليم التي انتهكها الاحتلال بموجب القانون الدولي الإنساني.
وأشارت الأستاذة نيرمين اللوح من خلال عرضها لورقة الحقائق التي أعدتها أن جهاز التعليم المقدسي يعاني من تغيير في المناهج الفلسطينية واستبداله بالمنهاج الإسرائيلي وذلك في أكثر من 70% من المدارس في القدس المحتلة والذي يتمثل في محو الخريطة الفلسطينية وحذف بعض المصطلحات التي تنمي الشعور الوطني، وحذف النشيد الوطني الفلسطيني.
وفي هذا الإطار وضحت الأستاذة اللوح تخصيص الاحتلال ميزانية 2 مليار و100 مليون شيكل لتهويد القطاعات المختلفة في مدينة القدس خلال خمسة سنوات (2018 – 2022)، ويأتي على رأس الاستهداف تهويد وأسرلة النظام التعليمي في القدس بشكل كامل.
وفي هذا الإطار وضحت اللوح ما أشار له وزير التربية والتعليم العالي السابق د. صبري صيدم في العام 2019، إلى أن 22250 طالباً/ة، و1456 معلماً/ة تعرضوا لاعتداءات متكررة من جيش الاحتلال والمستوطنين المتطرفين.
ونوهت الأستاذة نيرمين اللوح إلى أنه خلال عدوان الاحتلال في أيار 2021م على قطاع غزة، تم استهداف العديد من المنشآت التعليمية خلال العدوان الإسرائيلي قُدرت أضرارها 7.22 مليون دولار. كما استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي (132) مدرسة حكومية تابعة لوزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى (17) مدرسة خاصة و (116) مقرا لرياض أطفال تابعة للقطاع الخاص، وتعرضت (13) مؤسسة تابعة للتعليم العالي لأضرار بالغة كما خلف العدوان الإسرائيلي الأخير عدد كبير من الشهداء والجرحى من الطلاب، حيث بلغ عدد المصابين من طلبة المدارس (219) طالب من فئة عمرية مختلفة منهم "2" من رياض أطفال، و(103) في المرحلة الابتدائية ، و(64) في المرحلة الاعدادية، و(50) طالب في المرحلة الثانوية، وقد بلغ عدد الشهداء من الطلاب والعاملين (59) شهيد.
بعد العرض جرى فتح الباب النقاش للحضور للوقوف على ما تحدث به المتحدثين، وبذلك قدم المشاركين العديد من الأسئلة والاستفسارات والمداخلات كان معظمها ينصب على آليات حماية التعليم من الانتهاكات الإسرائيلية وكيفية حماية التعليم من الأسرلة وتعزيز صمود شعبنا في القدس المحتلة .
وفي نهاية الورشة، خلص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات، اهم ما جاء بها:
▪︎لمواجهة مخططات الاحتلال لتهويد القدس ومحاولة القضاء على قطاع التعليم في فلسطين، على السلطة الفلسطينية
▪︎وضع خطط لممارسة الضغوطات على سلطات الاحتلال ومطالبة المجتمع الدولي بضرورة الوفاء بالتزاماته القانونية والتحرك العاجل لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة
▪︎الحد من انتهاكات الاحتلال التي تستهدف المناهج الفلسطينية ومكونات المسيرة التعليمية في فلسطين وخاصة في القدس المحتلة من خلال تفعيل الدبلوماسية الرقمية .
▪︎وفضح خروقات الاحتلال لمبادئ القانون الدولي الإنساني والقرارات الدولية. وأن يتم تسليط الضوء على انتهاكاته من خلال إعداد ورفع التقارير إلى المقرر الخاص لحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المختص بالحق في التعليم، وتدويل الصراع من خلال اللجوء إلى المنظمات الحقوقية الدولية.
▪︎دعم وتطوير مراكز البحث العلمي مع التركيز على البحث النوعي وكذلك تشكيل هيئات رصد لمواد التحريض في المناهج الاسرائيلية واعادة تدريس اللغة العبرية في المدارس الفلسطينية.
▪︎تخصيص تطبيق الكتروني ذكي يستخدمه الطلبة والمجتمع الفلسطيني برصد الانتهاكات وتوثيقها ليشاهدها العالم ويتم استخدامها في القضايا المرفوعه ضد مجرمي الحرب على قطاع التعليم.