رسالة أردنية مهمة وفي مكانها الطبيعي

بقلم: سري القدوة

سري القدوة
  • بقلم  :  سري القدوة

الجمعة 24 أيلول / سبتمبر 2021.

 

رسالة الاردن وخطاب جلالة الملك عبد الله الثاني امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين، جاءت لتعبر وتحمل مضمونا شموليا وواضحا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ورسالة الاردن، تجاه المقدسات الاسلامية في القدس، حيث اكد جلالته امام العالم اجمع إن الأردن سيستمر بالعمل للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها، التي اثبتت التجارب انها تعبر عن واقع ومتطلبات ما يعايشه الشعب الفلسطيني من ظروف قاسية وحرمانه من ابسط حقوقه في القدس، فجاءت الوصاية الهاشمية لتحافظ على المكانة التاريخية للقدس وتعزز من صمود اهالي القدس وتعمق من الايمان الراسخ بالحقوق والثوابت الوطنية، من اجل المضي قدما لانتزاع الحقوق المغتصبة والاستمرار في الرسالة الثابتة بأيمان وعزيمة وإصرار على المضي قدما في طريق الانتصار وبناء ودعم المؤسسات الفلسطينية، وخاصة في مدينة القدس لرفع شان المسجد الاقصى المبارك والحفاظ على اهميته الدينية والحضارية للأمة العربية والعالم اجمع، فرسالة القدس هي رسالة السلام والمحبة والإخوة والتعاون، تلك هي رسالة القدس الحضارية التي تعبر عن اماني وتطلعات الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وتعزز من الصمود الوطني في القدس رفضا للاحتلال ومصادرة الحقوق ومخططات التهويد الاسرائيلية.

 

تأكيد جلالة الملك على متابعته للوضع الخاص والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني ورفضه لاستمرار الوضع الحالي كونه لا يمكن له أن يستمر؛ حيث تطرق الى المعاناة الفلسطينية والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مؤكدا ضرورة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والتي تعمل وفقا لتكليفها الأممي وتوفر خدمات إنسانية حيوية لـ5.7 مليون لاجئ فلسطيني، وهذه هي رسالة المحبة والسلام والتي تعزز من ثقة الشعب الفلسطيني بنفسه وإصراره من اجل الاستمرار بطريق النصر وتحقيق طموحاته.

 

لقد خاطب جلالته العالم، مؤكدا بأنه لا يمكن الاستمرار بتلك المأساة في ظل كل هذا الدمار، فكم بيت سيدمر وكم طفلٍ سيموت قبل أن يصحو العالم! لا يمكن أن يتحقق الأمن الفعلي لكلا الطرفين بل للعالم بأسره إلا من خلال السلام المبني على حل الدولتين، الذي يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على خطوط حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام بعيدا عن ممارسة ومواصلة قوات الاحتلال للاستيطان وتهويد القدس.

 

تلك هي رسالة الاردن تجاه السلام وما تحمله رسالة الملك عبد الله الثاني للعالم هي رسالة واضحة وفي مكانها الطبيعي وتأكيده الراسخ على تحقيق العدل وإقامة السلام المبني على الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني من خلال العمل المشترك من اجل إحياء العملية السياسية وعقد المؤتمر الدولي للسلام وضرورة التقدم نحو عملية السلام الواقعية وعدم ترك الامور تراوح مكانها.

 

وفي ظل تلك الرؤية، لا بد من التقدم الى الامام، وان يتم تحقيق الوعود الامريكية من هذه التطورات، وأهمية خروج الموقف الامريكي من إطار الأقوال إلى الافعال، وان نرى خطوات حقيقية ملموسة من قبل المجتمع الدولي، لتحقيق المساواة، وضرورة وجود اليه دولية لتنسيق المواقف بين مختلف دول العالم، لتطبيق القانون الدولي ومرجعياته وتحقيق العدالة بما يخدم انهاء الاحتلال ووقف الاستيطان والتراجع عن أي خطوات تخالف قواعد القانون الدولي، وخاصة بما يخص مدينة القدس والعمل على دعم قيام الدولة الفلسطينية.

 

 

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت