- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
على وقع العملية البطولية التي أثلجت صدور أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية وأحرار العالم .. حيث تمكن ستة أبطال من أسرانا البواسل إنتزاع حريتهم بأظافرهم وأدوات مطبخية بسيطة مما يملكون.. حفروا نفق الحرية وإنتزعوا حريتهم رغماً عن أنف السجان الصهيوني وتمكنوا أخيراً من إستنشاق نسائم الحرية المجبولة بخيوط الشمس وذلك فجر الخامس من أيلول مع العلم بما يتمتع به سجن جلبوع من حصانة أمنية مشددة.. مسجلين ملحمة أسطورية فلسطينية جديدة تضاف لسلسلة إبداعات نضالية عبر سني الإحتلال الطويلة شكلت نموذجاً كفاحياً باهراً ومميزاً نهلت منه شعوب الأرض التواقة للحرية والخلاص من كافة أشكال الظلم والإستبداد والفساد والإستغلال والإقطاع والرجعية والدكتاتورية والإستعمار والإحتلال .. تلك العملية الإسطورية التي زلزلت أركان الدولة العبرية العنصرية وأثبتت بالدليل القاطع هشاشة منظومتها الأمنية وضعف بنيانها ككيان غريب مارق وعابر على تاريخ المنطقة وتمت زراعته عنوة في الجسد العربي لغايات وأهداف إمبريالية إستعمارية تستهدف الوطن العربي برمته باتت مكشوفة ومفضوحة لكل ذي عقل يعيش في بلادنا العربية وبين ظهرانينا..هذه العملية التي أكدت في ذات الوقت قدرة شعبنا دائما وأبداً على إبتكار أدواته ووسائله النضالية في مقارعة الإحتلال ومقاومة مشاريعه التهويدية على طريق إنتزاع كامل حقوقه في العودة وتقرير المصير وأقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
ونظراً للإنعكاسات الخطيرة لعملية تحرر السجناء الستة عبر نفق الحرية على الأمن الصهيوني وكيانه المهزوز والمأزوم أصلاً .. فقد شنت شرطة الإحتلال وإدارات سجونه حملة قمعية شعواء على جميع المعتقلين, وصبت جام غضبها وحقدها العنصري الدفين على اّلاف الأسرى والسجناء السياسيين الذين يقبعون في أقبية وزنازين الإحتلال الصهيوني المنتشرة في بقاع الأرض العربية الفلسطينية المحتلة بتهمة مقاومة الإحتلال المشروعة والمجازة وفق كافة قرارت الشرعية الأممية ومواثيقها وبكافة الأشكال والوسائل الكفيلة بدحر الإحتلال وقواه الإستعمارية .. وراحت مصلحة السجون الإسرائيلية تصعد من وتيرة قمعها وإستهدافها للأسرى الفلسطينيين عبر مصادرة كامل حقوقهم التي كسبوها في معاركهم السابقة مع إدارات السجون الفاشية , وكذلك تعريضهم لسياسة العزل الإنفرادي والنقل التعسفي بين السجون , وحرمانهم من زيارة ذويهم وأهليهم ومحاميهم ومن الدواء والعلاج بشكل يخالف كافة المعاهدات والمواثيق الدولية الخاصة بالأسرى وقت الحروب , وبطرق ووسائل قمعية وحشية إستفزازية دفعت الحركة الأسيرة وقيادتها نحو الإستعداد لخوض معركة الأمعاء الخاوية تحت شعار ( معركة الدفاع عن الحق) .. بدءاً من يوم الجمعة الموافق 17/9/2021م وبالتزامن مع مذبحة صبرا وشاتيلا التي إقترفتها أيادي جنود الإحتلال ومعاونيهم في مخيمات اللجوء الفلسطيني بمحيط بيروت العاصمة اللبنانية قبل تسع وثلاثون عاماً وذلك في أعقاب العدوان الصهيوني على القطر اللبناني وقواعد منظمة التحرير الفلسطينية هناك عام 1982م . وتتمثل الخطوات النضالية بإعلان أكثر من ألف وأربعمائة أسير إضرابهم المفتوح عن الطعام وتتدرج بحيث ينضم باقي الأسرى على دفعات بشكل تصاعدي يشمل لاحقاً الإمتناع عن شرب الماء وما قد يسببه ذلك من تهديد حقيقي على حياة الأسرى وإمكانية سقوط الشهداء منهم كما حصل في الإضرابات السابقة التي خاضتها الحركة الأسيرة منذ الأيام الأول لتشييد السجون الصهيونية بعد إحتلال فلسطين مباشرةً ,حيث سقط العشرات من الشهداء في معارك الأمعاء الخاوية نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ( راسم حلاوة وأنيس دولة وعلي الجعفري ومحمود فريتخ وحسين نمر عبيدات..الخ).. وسوف يستمر الإضراب المفتوح عن الطعام بشكل تصاعدي مهما كان الثمن وحتى إجبار العدو على الرضوخ والإذعان لمطالب الأسرى المشروعة ومنها وقف سياسة القمع والتنكيل بحقهم والإقلاع عن سياسة النقل التعسفي بين السجون والعزل الإنفرادي , وإنهاء كافة العقوبات المفروضة على مئات الأسرى , وعودة الظروف الإعتقالية الى ما كانت عليه قبل الخامس من أيلول الجاري , إضافة لضرورة وضع حد للإعتقال الإداري الذي ينافي العهود والقيم الإنسانية.
وعلى الرغم من رضوخ مصلحة سجون الإحتلال لمطالب الأسرى خشية إنفلات الوضع الأمني في كافة المناطق الفلسطينية وتعليق الأسرى لخطوة الإضراب عن الطعام المفتوح فإن كافة القوى الوطنية والقومية والإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني والمحلي مطالبة بالوقوف الى جانب الحركة الأسيرة والشروع بوضع الخطط والبرامج التي من شأنها رفع صوت الأسرى ومعاناتهم عالياً والعمل تالياً على تدويل قضيتهم وطرحها وجهاً لوجه أمام القانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان سعياً نحو تبييض السجون الفاشية من أسرى الحرية ووقف كافة سياسات الإعتقال والحبس وهدم البيوت والقتل اليومي والحصار والتجويع ومصادرة الأراضي والتطهير العرقي.
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
أيلول – 2021م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت