- بقلم :- سامي إبراهيم فودة
لابد أن تدرس هذه الثقافة ثقافة الكوفية الفلسطينية الثورية عبر المناهج التعليمية وفي المؤسسات العسكرية وأن يكون لها نصيب من التعليم والتدريس إسوةً بباقي المناهج التدريسية عند عموم أبناء الشعب الفلسطينـي في كافة أماكن تواجده لهذا لابد من الاخوة الأفاضل العاملين في وزارة الثقافة والإعلام صناع القرار من النظر بعين الاهتمام والعمل على محمل الجد من إحياء وحماية ثقافة الكوفية الفلسطينية والحفاظ على هذا التراث الفلسطيـنـي من السرقة والتزييف والتلاعب في ألوانها والتبخيس من قيمتها الوطنية عند الآخرين وتكريماً منا لها واحتفالاً بها لابد أن توضع هذه الكوفية فوق الرؤوس وعلى الأكتاف وتعميمها بين أبناء الوطن كثقافة وتراث فلسطيني.
لما لها هذه الكوفية الفلسطينية من رونق وجمال ومعاني تجسد فيها تضحيات كفاح هذا الشعب الفلسطيني وبطولاته وأمجاده في مقارعة المحتل وعملائه, كوفية الثائر الفلسطيني فيها سحرا يشد ملايين القلوب لها وشعورا بالافتخار والاعتزاز عند ملامستها ،كوفية الفدائي الثائر الفلسطيني أني أشتمُ من رائحتها رائحة البارود وعرق الأبطال ودماء الشهداء وصمود الأوفياء وشموخ كبرياء الثوار,كوفية الثائر التي تحمل في عبقها تاريخ وإرث نضال الشعب الفلسطيني وكل القيم والأصالة الفلسطينية والعدالة الثورية والتحرر من غطرسة الاحتلال وأذنابه, هذه كوفية الثائر الفلسطيني ,كوفية الفتحاوي العاصف تمثل ظاهرة وطنية ومفخرة فلسطينية لكل الشرفاء في العالم, فقد انتشرت هذه الكوفية الفلسطينية متجاوزة كل الحدود الجغرافية وباتت موجودة في جميع كل عواصم دول العالم وقد أعلنت عن نفسها بقوة بفضل تضحيات ألاف الشهداء ورجالها الأمناء كرمز نضالي وطني سياسي ثوري ثقافي اجتماعي عند الشعوب وكل أحرار العالم المناهضة للاحتلال ورمزا وطنياً مرتبطا بالقضية الفلسطينية ورمزا ثوريا ارتبط اسمها باسم القائد أبو عمار ورمزا عالميا في محاربة الامبريالية والصهيونية في كل المواقع والساحات والميادين وسار الجميع يعشق الكوفية ويتغـنـى بها ويرتديها في كل المناسبات الوطنية والاعتصامات السياسية حتى الأطُر الطلابية والمهن النقابية ذات الطابع السياسي والاجتماعي والثقافي ، وستبقى هذه الكوفية في ذاكرة ملايين المناضلين الشرفاء لأنها أداة كفاحية رئيسية لكافة القضايا والمطالب الديمقراطية والاجتماعية وقضايا أممية تحررية وأصبحت هذه الكوفية الفلسطينية مقرونة باسم فلسطين والأخ الشهيد أبو عمار رحمه الله .
ويرجع كل ذلك إلى نضال وكفاح وعطاء هذا الشعب الفلسطيـنـي وثورته الباسلة وقيادتها الحكيمة على مدار أكثر من خمسين عاماً من النضال,ومازال المناضلون الشرفاء في شتى بقاع العالم يقدرون الكوفية الفلسطينية ويتمسكون بأصالتها وقيمتها الوطنية ويضعونها أبناء شعبنا على أكتافهم وفوق رؤوسهم لذات الأسباب والأهداف التي تربوا عليها منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا هي هبة الشعب الفلسطيني والثوار البواسل في ثورتهم ضد الانتداب البريطاني وعصابات بني صهيون عام 1936م وحبا وتخليدا لهؤلاء الرجال الذين أفنوا حياتهم وضحوا بالغالي والنفيس من اجل وطنهم وشعبهم ..
أخي القارئـة تمعن بالنظر إلى الكوفية الفلسطينية ستجد حبكتها منقوشة بدقة متناهية كالشيك أو الأسلاك الشائكة فأنها بالتأكيد تذكرنا بالفلاحين الفلسطينيين صناديد رجال هذا الوطن الذين اعتادوا على ارتدائها قبل التاريخ الأسود والتغيير من خارطة الزمن ووصول اليهود الأوباش من انحاء كل الدول وتخاذل الأنظمة العربية وبيعنا بأرخص الثمن فقد كانوا الآباء والأجداد من الفلاحين الكرماء في كل من البلدات والقرى الفلسطينية في ذاك الزمن الجميل هم فخرا لنا يضعون الكوفية فوق رؤوسهم أثناء حرثهم للأرض منها لتجفيف عرقهم وحمايتهم من فصول السنة ، حكايات الفلاحين وأرض الوطن لا تنسى رغم كل الظروف ومرور سنوات العمر .
كانت هذه الكوفية الفلسطينية قبل وبعد الرحيل القصري عن أرض الوطن تعرف بالكوفية أو الحطَة المميزة بلونها الأبيض والأسود فيها حكايات صبى الشباب وتجاعيد عمر الوطن وكانت من شدة بساطتها تعكس الحياة الفلاحية البسيطة الهادئة في القري والبلدات والمدن الفلسطينية وما أجمل الملابس الفلاحية مع الكوفية الشبيهة بالألوان الترابية البعيدة عن زخرفة ألوان الحياة المدنية, وبدأت الكوفية الفلسطينية تخط طريقها ويرتبط اسمها بشرف المناضلين منذ إعلان الكفاح المسلح وتحرير فلسطين ومقاومة الانتداب البريطاني والعصابات الصهيونية الذين استباحوا أرض الوطن وارتكبوا جرائم بحق الحجر والبشر وتحركت الجماهير الفلسطينية وتوحدت الرجال وخلفهم النساء وكبرت وهللت المساجد منددة بممارسات الانتداب البريطاني واشتعل فتيل الثورة إبتداءاً بإضراب عام 1936م واستمر لستة أشهر تبعته ثورة 1936م باسم ثورة عز الدين ثورة عام 1936م والتي شملت مناطق واسعة في القرى والأرياف والمدن ولقد حشدت هذه الثورة كل فئات الشعب الفلسطيني من أعلاه لأسفله وثلتم الثوار الفلاحون البسطاء أصحاب النخوة والشجاعة والمروة بالكوفية وذلك لإخفاء من ملامحهم وعدم إظهار شخصياتهم أثناء مقاومتهم للانتداب البريطاني في فلسطين وخوفا على الثوار المناضلين من الاعتقال أو الوشاية عنهم من قبل العملاء واعتقالهم على أيدي الإنجليز ، فحرصاً من قيادات الثورة الفلسطينية وبتعليمات تم إبلاغ أبناء القرى والبلدات والمدن من شباب وشيوخ بوضع الكوفية الفلسطينية على رؤوسهم آنذاك لحماية الثوار من الانجليز من عمليات الاعتقال فقام أبناء الشعب الفلسطيني بتلبية نداء قيادة الثورة مما صعب المهمة على الانجليز من مسألة الاعتقال .
فكان الهدف من وراء هذا الخطوة هو خلق حالة من الإرباك والتوتر الشديد وتشتيت أفكار الانجليز لأنهم كانوا يقوموا باعتقال كل من يضع كوفية على رأسه باعتقادهم أن كل من يلبس الكوفية هم من الثوار, فمنذ أن وطأ الاحتلال البريطاني والمهاجرين اليهود وعصابات الهاجاناه والأرجون ومروراً بكل المؤامرات والمخططات التي أحيكت ضد شعبنا حتى يومنا هذا مازالت هذه الكوفية الفلسطينية هي رمز الكفاح والثورة,فمع انطلاق أنبل ظاهرة وطنية في التاريخ المعاصر هي الثورة الفلسطينية في بداية النصف الثاني من الستينات فأصبحت الكوفية أيضاً ملتصقة بالفدائي الأسمر مع سلاحه فكان الهدف من وضع الكوفية هو إخفاء من ملامح الفدائي الفلسطيني وحرصاً الشديد أثناء مقاومة الاحتلال الإسرائيلي أيضاً.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت