القوي "عايب" في الشرعية الدولية

بقلم: خالد معالي

خالد معالي
  •  د. خالد معالي

تابعنا، والكل تابع من المتابعين والمحللين خطاب الرئيس الفلسطيني في الامم المتحدة، وكذلك لقاء  القيادي صالح  العاروري مع فضائية الاقصى، لنخرج بنتيجة ان القوي "عايب"، وهذه يا سادة المعادلة باختصار.

قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن تنطبق على كل الدول باستثناء الدول القوية او المدعومة من دول قوية كحال الدولة الوهمية المسماة "اسرائيل"، والتي لولا الدعم الغربي والامريكي، وتواطؤ حكام العرب لما استمرت حتى الان.

اذن هذه هي المعادلة باختصار، القوي عايب، ويفعل ما يريد ومتى اراد، ومن ثم هناك من يتسائل: ما الفائدة من التوجه للامم المتحدة، بتذكير العالم بمظلومية الشعب الفلسطيني، والعالم كله لسان حاله عاد ليذكرنا مرة تلو اخرى ان لا فائدة من الخطابات والتذكير، بالقول: القوي "عايب" وشريعة الغاب.

اذن ما دام القوي عايب في هذه المرحلة الصعبة من الامة العربية والاسلامية وتاريخ القضية الفلسطينية، ما العمل؟!

العمل بسيط وواضح لمن اراد ان يقلب المعادلة، فالايام دول، والتغيير سنة كونية لا بد منها، ولكن رواد التغيير لا بد لهم من خطط وارادة تستنهض الطاقات وتقويها وتوجهها وجهتها الصحيحة، وما اكثر واقوى الطاقات لدى الشعب الفلسطيني ان اجيد تفعيلها واستنهاضها، واكبر دليل ان غزة محاصرة استطاعت كنس الاحتلال، بل وراحت تقصف عاصمة الاحتلال الوهمية، وتمنع عليها التجول.

قد يتسائل المرء: وما هي اولى الخطوات لاستنهاض الطاقات الخلاقة لدى الشعب الفلسطيني؟! والجواب ابسط بكثير من السؤال وهو وضع خطة مجدولة وذكية ومدروسة بشكل دقيق، تراعي حساسية الوضع والتعقيدات الاقليمية والدولية، وهي مراعاة المغالبة وليس الاستسلام، ومن ثم الدخول من نقاط ضعف الاحتلال الكثيرة والتي هي تزداد باضطراد ومن ثم الانطلاق بمشروع كنس الاحتلال.

ما بين طرح الرئيس في الامم المتحدة، وما بين طرح العاروري ليس خطان متوازيان لا يلتقيان، كما يطرح اصحاب فكر الهزيمة، بل خط واحد لدى كل حر وشريف ومخلص لوطنه، ففتح لديها قافلة طويلة من الشهداء، وحان الوقت لتفعيل القافلة والمضي قدما في خط سيرها الصحيح، وسنة واحدة هو امر عادي ان اخلصت النوايا وتكاتف الشرفاء والمخلصين لاعادة توجيه البوصلة لوجهتها الصحيحة، بالقاء "اوسلو" خلف ظهورنا.

حقيقة: الاحتلال في تراجع والمفاوضات لن تعطي دولة بعد عام، اذن الفرصة هي ذهبية لكل المخلصين والشرفاء، وليكن فترة عام واحد فرصة مناسبة لطي صفحة الانقسام، وتوحيد الجهود في بوتقة طرد المحتل، واعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس نضالية متفق عليها، ولو بالحد الادنى، فالعدو واحد والهدف واحد، ولا يصح للتناقضات الفرعية ان تطغى على التناقض الرئيس مهما كانت الاسباب.

الضعفاء هم من يلجؤون للمؤسسات الدولية، وهل سمعتم يوما ان شعبا تحرر بقرارات  من مجلس الامن او الامم المتحدة؟!

لكن في كل الاحوال لا ضير ان يتم كشف جرائم الاحتلال وفضحه امام المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي والشعوب الغربية، على ان لا نضع جميع البيضات في سلة المجتمع الدولي، بل فقط ودوما، ان نعول على انفسنا وقدراتنا وتفعيل طاقاتنا الخلاقة، فالتغيير دوما لا يأتي من الخارج، وهزيمة الامم والحضارات العظيمة كان دوما لا يأتي من الخارج ، بل  من داخلها، فهل اتعظنا  وتعلمنا الدرس، نأمل ذلك.

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت